البنك الدولي : مصر سادس أكبر دولة متلقية لتحويلات العاملين بالخارج عالميا بنهاية 2023
حلت في المركز الخــامس بــين البلــدان المنخفضــة ومتوســطة الــدخل بحجم تحويلات قدره 24.2 مليار دولار
ســـجلت مصـــر الترتيـــب الســـادس بـــين الـــدول المتلقيـــة للتحـــويلات الماليـــة للعــاملين بالخــارج علــى مســتوى العــالم، والخــامس بــين البلــدان المنخفضــة ومتوســطة الــدخل، بقيمة بلغت 24.2 مليار دولار في عـام 2023 ، وفقًــا لبيانــات شــراكة المعرفــة العالميــة بشــأن الهجــرة والتنميــة التابعــة للبنــك الــدولي ” KNOMAD”.
وقال مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ، في دراسة أصدرها حول الوضع العالمي والمحلي للتحويلات المالية للعاملين بالخارج ، إن قيمـة التحـويلات الماليـة للعـاملين بالخـارج علـى مســتوى العــالم سـجلت نحــو 860.3 مليــار دولار فــي عــام2023 مقارنـة بــ 835.6 مليـار دولارفـي عـام 2022 ، لافتا إلى أن تلك التحويلات تأتي من حـوالي مليـار شـخص حـول العـالم ، بمــا يمثــل شخصــا مــن كــل ســبعة أشــخاص ، كمــا يرســل 200 مليـــون عامـــل بالخـــارج تحـــويلات إلـــى أوطـــانهم ســـنويا، ويســتفيد منهــا 800 مليــون شــخص فــي أســر مكونــة مــن 4 أفراد في المتوسط.
أشارت الدراسة إلى أن الهند استحوذت على النصيب الأكبـر مـن التحـويلات الماليـة للعـاملين بالخـارج فـي عـام 2023 ، لتصـل إلـى 125 مليـــــار دولار ، تلتهـــــا المكســـــيك بقيمـــــة 67 مليـــــار دولار ، ثـــــم الصـــــين بقيمـــــة 49.5 مليـــار دولار.
وعلى مستوى مصر أكدت الدراسة على أهمية تعزيــز الخــدمات المصــرفية والأوعيــة الادخاريــة والاســتثمارية أمــام المصــريين بالخارج لزيادة حجم تحويلاتهم.
أوضحت أن الدولة عملت بالفعل على تنويع سبل استقبال الحوالات المالية من الخارج، حيـث تمـت إتاحـة خدمـة التحويـل عبـر محفظـة الهاتف المحمول بالجنيه المصـري، لتسـهيل عمليـة اسـتقبال الحـوالات الخارجيـة علـى العمـلاء، وتعظيم الاستفادة من مصادر الدخل الأجنبي في القطاع المصرفي المصري.
كما تم تفعيل خدمة التحويلات الإلكترونية غيـر المصـرفية ، حيـث وقّعـت شركة “فـوري” فـي نـوفمبر 2023 مـذكرة تفـاهم مـع تطبيـق “بـوتيم” الإمـاراتي لخـدمات تحويـل الأمـوال، كمـا يجـري البنـك المركـزي المصـري مفاوضـات متقدمـة مـع عـدد مـن البنــوك المركزيــة فــي بعــض الــدول العربيــة، مثــل المملكــة العربيــة الســعودية ودولــة الإمــارات والمملكـــة الأردنيـــة، لإتاحـــة التحـــويلات الماليـــة إلـــى حســـابات العمـــلاء فـــي مصـــر عبـــر تطبيـــق “إنستاباي”، اعتبارا من العام 2024.
ويشــارك البنــك المركــزي المصــري فــي مشــروع “منصــة بنَــى”، وهــي أول منصة إقليمية عربية موحـدة لتنفيـذ المـدفوعات العربيـة البينيـة متعـددة العملات بين الدول العربية، لارتفاع العائد الاقتصـادي منـه، حيـث يهـدف إلـى تنفيـذ التحـويلات العربيـة البينيـة فـي وقـت وتكلفـة أقـل، ويُعَـد ذلـك عامـــل جـــذب لتضـــمين كافـــة تحـــويلات العـــاملين مـــن الخـــارج بـــالقنوات الرسمية.
وقـد بلـغ عـدد البنـوك المصـرية المشـاركة علـى المنصـة حـوالي 14 بنكــا تســتحوذ علــى حــوالي 80 %مــن حجــم التعــاملات المصرفية المتبادلة مع الدول العربية.
أشارت الدراسة أيضا إلى إصــدار شــهادة بــلادي بــالعملات الأجنبيــة، بمبــادرة مــن البنــك المركــزي، حيـــث أصـــدرت البنـــوك الحكومية شـــهادات ادخاريـــة بـــالعملات الأجنبيـــة الــدولار الأمريكــي، واليــورو، والجنيــه الإســترليني بعائــد تنافســي مرتفــع للمصريين المقيمين بالخارج ولأبنائهم القصّ، . كمـــا يــــتم مــــنح المصــــريين بالخــــارج قـــروض تمويــــل عقــــاري تصــــل إلــــى 5 ملايــين جنيــه بمــدد تتــراوح مــن عــام حتــى 15 عامــا، مــن خــلال فــروع بنــك مصر المملوكة للبنك بالخارج، والعمل على تعميمها.
شددت الدراسة على أنه للعمل على المزيد من جذب تلك التحويلات فإنه لا بد من توحيد وتحرير أسعار الصرف وتحرير الخدمات المصرفية والمالية والسماح لفروع البنوك المحلية من الدول المتلقية للتحويلات بالتواجد في أسواق الدول المرسلة للتحويلات، وعلـى وجـه الخصـوص تلـك التي تستضـيف أعـدادًا كبيـرة مـن عمالـة الدولـة المعنيـة ، حيث يتوقـع أن تـؤدي هـذه السياسـات مجتمعـة إلى تخفيض تكلفة تحويل الأموال وتسـريع عمليـة التحويـل، وتوجيـه التحـويلات التـي تـتم عبـر القنـوات غير الرسمية نحو القنوات الرسمية.
أضافت أن تطــوير خــدمات القطــاع المصــرفي فــي الــدول المتلقيــة للتحــويلات يعــزز مــن قــدرة ومرونــة العاملين في الخارج على إدارة مدخراتهم من خلال فتح حسابات وودائع بـالعملات الأجنبيـة والوطنيـة فــي دولهــم الأصــل، وفــي دول الإقامــة، ممــا يســمح لهــم بتوجيههــا بســهولة نحــو دعــم واســتهلاك أسرهم والاستفادة من الفرص الاستثمارية، سواء في دولهم الأصل أو في دول الإقامة ، كما يمكــن للعــاملين فــي الخــارج الاســتفادة مــن مــوارد القطــاع المــالي والمصــرفي مــن خــلال تســهيل عمليات الاقتراض في كلتا الدولتين المرسلة والمستقبلة للتحـويلات، بمـا يـؤدي إلـى توسـيع فـرص الاســـتثمار وتعظـــيم الآثـــار الإيجابيـــة لتحـــويلات العـــاملين فـــي تنميـــة وتطـــوير الأوضـــاع الاقتصـــادية والاجتماعية في الدول المتلقية للتحويلات.
أشارت الدراسة إلى أنه على مدار السنوات العشرين الماضية، شهدت تدفقات التحويلات المالية عالميا نموا بمقدار خمسة أضعاف ، وهو ما أدى بـدوره إلـى مواجهـة الأزمـات ، وخاصـة فـي البلدان المتلقية لتلك التحويلات.
وبحسب الدراسة فإنه من المتوقع أن ترتفع قيمة التحويلات المالية للعاملين بالخارج عالميا إلى 887 مليار دولار في عام 2024 ، بنسبة ارتفـاع 3.1% مقارنـة بعـام 2023 ، لافتة إلى أنه مــن المقــدر أن تســجل القيمــة المتوقعــة لتحــويلات العــاملين بالخــارج إلــى البلــدان الناميــة نحــو 5.4 تريليون دولار حتى عام 2030 ، ومـــــن المتوقع أن يـــــتم ادخـــــار أو اســتثمار حــوالي 1.5 تريليــون دولار مــن إجمــالي تلك الأمــوال المحولة.
أشارت الدراسة إلى أن 75% أو أكثـر مـن العـاملين بالخـارج يرسـلون تحـويلات ماليـة إلـى الأسر في المناطق الريفية ، حيث تعتمد الأسر الريفية على هذه التـــدفقات لتحســـين ســـبل عيشـــهم وزيـــادة قـــدرتهم علـــى الصمود وتحقيق أهداف التنمية المسـتدامة الخاصـة بهـم.
أضاف أن 70 دولة أو أكثـر تعتمـد علـى التحـويلات الماليـة ، وتمثـل تلك التحويلات حـوالي %4 علــى الأقــل مــن ناتجهــا المحلــي الإجمــالي، حيــث تــــُعَد التحـــويلات الماليـــة محركًـــا للنمـــو وخاصـــة فـــي المناطق الريفية.
أشارت الدراسة إلى أن التحويلات المالية تساهم بشكل رئيس في تحقيـق أهـداف التنميـة المسـتدامة، وتعزيــز الصــحة الجيــدة، والتعلــيم الجيــد، والميــاه النظيفــة والصــرف الصــحي، والعمــــل اللائــــق والنمــــو الاقتصــــادي، والحــــد مــــن انعــــدام المســــاواة، وكــــذلك المسـاهمة فـي تحقيـق الهـدف العشـرين مـن الاتفـاق العـالمي مـن أجـل الهجـرة الآمنة والمنظمة والنظامية التي اعتمدتها الجمعيـة العامـة للأمـم المتحـدة فـي ديسمبر 2008.
تابعت أن التحويلات المالية أصــبحت أكبــر مصــدر لتــدفقات التمويــل الخــارجي إلــى البلــدان المنخفضــة ومتوسطة الدخل بخلاف الصـين ، حيـث بلغـت التحـويلات الماليـة إلـى البلـدان المنخفضـة ومتوسـطة الدخل حوالي 3 أضعاف حجم المساعدات الإنمائية الرسـمية لأكثـر مـن عقـد مـن الـزمن ، كمـا تمثـل نسبة التحويلات الماليـة للعـاملين بالخـارج إلـى المنـاطق المنخفضـة والمتوسـطة الـدخل نحـو 77.8 %من إجمالي التحويلات المالية عالميا في عام 2023.
وبحسب الدراسة فإن تكلفــة عمليــات تحويــل الأمــوال تصل لنحو 6 % مــن إجمالي المبلغ المحولة ، أي ضعف النسـبة المسـتهدفة البالغـة %3 والمحـــددة فـــي أهـــداف التنميـــة المســـتدامة.
ووفقًــا لقاعــدة بيانــات أســعار التحــويلات الماليــة العالميــة التابعــة للبنــك الـدولي، فقد اسـتمرت تكـاليف التحـويلات مرتفعـة فـي الربـع الثـاني مـن عـام 2023 حيـث بلـغ متوسـط التكلفـة الماليـة العالميـة لإرسـال 200 دولار حـوالي 6.2 % مقارنة بـ %6.0 في الربع الثاني من عام 2022.
وبالنسبة لقنوات إرسال التحويلات المالية عالميا ، أوضحت الدراسة أن البنـوك لا تـزال هـي القنـاة الأكثـر تكلفـة لإرسال التحويلات، بمتوسط تكلفة يبلـغ 12.0 %خـلال الربـع الثـاني مـن عـام .2023 ، فيما بلغ متوسط تكلفة التحويلات من خلال مكاتب البريد نحو 7% ، وشركات تحويل الأموال 5.3 % ، وتحويل الأموال عبر الهاتف المحمول 4.1 % ، لافتة إلى أنه رغم أن تحويل الأمـوال عبـر الهـاتف المحمـول هـو أرخـص أنـواع قنـوات تقـديم الخـدمات إلا أنه لا يمثل سوى نسبة ضئيلة من إجمالي حجم المعاملات “أقل من 1%”.