محللون : أي خفض للفائدة الأمريكية يزيد عن 0.25% قد يفسر بشكل خاطئ
هناك احتمالا بنسبة 73% أن يخفض "الفيدرالي" الفائدة 0.25% هذا الشهر واحتمالا يبلغ 27% أن يخفضها 0.50%
وسط ترقب كبير من قبل الأسواق المالية العالمية، يواجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي موقفاً دقيقاً في قراره المقبل بشأن أسعار الفائدة، مع تزايد النقاشات حول حجم الخفض المحتمل ومدى تأثيره على الاقتصاد.
يأتي ذلك في وقت يعكف فيه صناع السياسة النقدية في الفيدرالي على دراسة الأوضاع الاقتصادية، خاصة بعد ظهور بيانات تشير إلى تراجع في سوق العمل وانخفاض في فرص العمل الشاغرة، وهو ما قد يفسره البعض على أنه مؤشر على الركود الوشيك.
وفي ظل هذه الظروف، يدعو خبراء اقتصاد إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة فقط لتجنب إرباك الأسواق وإرسال إشارات خاطئة حول الحاجة إلى تحفيز إضافي محذرين من أن أي خفض أعمق بمقدار نصف نقطة قد يكون غير مبرر وقد يؤدي إلى زعزعة الثقة في الأسواق المالية.
وعلى الرغم من أن أغلب المحللين يتوقعون خفضاً بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يومي 17و18 سبتمبر الجاري، إلا أن زيادة التوقعات بشأن خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، في ظل البيانات الاقتصادية الأخيرة، تطرح تساؤلات عديدة حول استراتيجية الفيدرالي ومدى دقة تقديراته للوضع الاقتصادي.
فهل يخطئ الفيدرالي الأميركي في تقدير حجم الخفض المطلوب للفائدة؟ وهل يبالغ في تقدير الحاجة إلى التحفيز؟ أم أنه يواجه مأزقاً معقداً بين التخفيف من حدة التباطؤ الاقتصادي وتجنب الإشارات الخاطئة لرفع الفائدة؟
وبحسب تقرير نشرته شبكة سي إن بي سي ، فقد حذر جورج لاجاريس، كبير الاقتصاديين في شركة “فورفيز مازارز” الاحتياطي الفيدرالي الأميركي من خفض الفائدة بمقدار نصف نقطة، وقال “بينما لا يمكن لأحد أن يضمن حجم خفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي في اجتماعه المقبل، إلا أنني أميل إلى المعسكر الذي يدعو إلى خفض بمقدار ربع نقطة”.
وأضاف لاجاريس : “لا أرى الحاجة الملحة لخفض 50 نقطة، لأن هذا الخفض قد يرسل رسالة خاطئة إلى الأسواق والاقتصاد، هناك تباطؤ يحدث، لا شك في ذلك، لكنني أعتقد أننا بعيدون جداً عن الركود، أدرك أن هناك انخفاضاً طفيفاً في سوق العمل، ويرجع بعض ذلك إلى زيادة في العرض بدلاً من انخفاض في الطلب”.
لاجاريس ليس الوحيد الذي يحذر الفيدرالي من خفض بمقدار نصف نقطة هذا الشهر، حيث قال موهيت كومار، كبير الاقتصاديين الماليين لأوروبا في جيفريز، “لا حاجة مطلقاً للبنك الفيدرالي لخفض بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر”.
وتتراوح الفائدة في أكبر اقتصاد بالعالم عند مستوى 5.25 و5.5 %، حيث يحافظ الفيدرالي الأميركي منذ أشهر على سعر الفائدة عند أعلى مستوياته منذ 22 عاما للحد من الإقراض وتهدئة زيادة الأسعار.
وذكر تقرير الشبكة الأميركية أن البيانات التي تم نشرها يوم الأربعاء الماضي كشفت أن “فرص العمل الشاغرة في الولايات المتحدة انخفضت في يوليو إلى أدنى مستوى لها في أكثر من ثلاث سنوات فيما يُنظر إليه على أنه علامة أخرى على الركود في سوق العمل”.
ويسعر المشاركون في السوق بشكل قاطع خفض أسعار الفائدة في اجتماع السياسة النقدية المقبل للبنك الفيدرالي، على الرغم من أن الرهانات زادت لخفض بمقدار نصف نقطة بعد إصدار تقرير “فرص العمل والانقلاب في سوق العمل” أو JOLTS.
ووفقا لأداة فيد ووتش التابعة لمجموعة سي إم إي، يرى متعاملون أن هناك احتمالا بنسبة 73% أن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس هذا الشهر، واحتمالا يبلغ 27% أن يخفضها 50 نقطة أساس.