المشاط تبحث مع “الأوروبي لإعادة الإعمار” الإستراتيجية المستقبلية للشراكة بين الجانبين للخمس سنوات المقبلة

وزيرة التعاون الدولي: استحواذ القطاع الخاص على 75% من المحفظة الإنمائية المشتركة تعكس جدوى الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية التي تنفذها الحكومة

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية: الاستراتيجية المستقبلية تفتح الآفاق لمزيد من الشراكات الهادفة لتحقيق تعافي اقتصادي مستدام وشامل

عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، اجتماعًا عبر الفيديو كونفرانس، مع فيليب ليندساي، المدير التنفيذي لمصر وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلاند في مجلس إدارة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وذلك لبحث نتائج المشاورات التي أدارتها وزارة التعاون الدولي بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، للإعداد للاستراتيجية المشتركة بين الجانبين للخمس سنوات المقبلة، والاستعداد لعقد جولة مشاورات ختامية قبل الإعداد النهائي للاستراتيجية مطلع عام 2022، وذلك قبل انعقاد مجلس إدارة البنك خلال 20 نوفمبر المقبل لمناقشة ما تم التوصل إليه بشأن الاستراتيجية المشتركة، كما تطرق الاجتماع إلى مناقشة المشروعات الجارية تنفيذها ضمن محفظة التعاون الجارين بين الجانبين، والجهود التي تقوم بها الدولة للتحول الأخضر.

يأتي ذلك في إطار الجهود المبذولة للإعداد لاستراتيجيات التعاون الإنمائي المستقبلية التي تديرها وزارة التعاون الدولي بالتنسيق مع الجهات والوزارات المعنية في مصر، لدعم جهود الدولة التنموية، حيث تعمل الوزارة على الإعداد للاستراتيجية المستقبلية مع الأمم المتحدة والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والبنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي.

وقالت الدكتورة رانيا المشاط إن مصر تعد إحدى أكبر دول العمليات للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وتضم محفظة التعاون الإنمائي المشتركة العديد من النماذج الناجحة تعكس التعاون الوثيق بين الجانبين، ويأتي ذلك انطلاقًا من الرؤية الحكومية الواضحة لتحقيق التنمية وقائمة المشروعات الطموحة التي تسعى لتنفيذها والتزامها بالاستراتيجيات المتفق عليها مع مؤسسات التمويل الدولية، بما يعزز الجهود التنموية المبذولة في الدولة ضمن سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.

ونوهت المشاط بأن الشراكات الوطيدة بين مصر والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية خلال السنوات الماضية، نتج عنها تحفيز مشاركة القطاع الخاص في التنمية ليستحوذ على أكثر من 75% من التمويلات الإنمائية مقابل نحو 25% للقطاع الحكومي، مما يؤكد أيضًا على نجاح الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة لدعم الدور المحوري للقطاع الخاص في التنمية.

واستعرضت المشاط الجهود الحكومية لتقوية الاقتصاد الوطني وتعزيز النمو الشامل والمستدام، مما جعلها الدولة الوحيدة على مستوى دول عمليات البنك التي تُحقق نمو إيجابي خلال عام 2020، انطلاقًا من الإصلاحات الاقتصادية والمشروعات القومية التي تم تنفيذها منذ عام 2016، كما أقرت الحكومة إصلاحات هيكلية وتشريعية حفزت دور القطاع الخاص في التنمية ومكنت مؤسسات التمويل الدولية من المساهمة بدور أكبر في تمويل القطاع الخاص، على سبيل المثال، إقرار تعريفة التغذية للطاقة الكهربائية، والتيسيرات الأخرى، التي حفزت القطاع الخاص على التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، وفتحت من ناحية أخرى أفق التعاون مع شركاء التنمية في هذا المجال، مما ساهم في تنفيذ إحدى أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم في منطقة بنبان بأسوان بالتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات التمويل الدولية ومن بينها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.

وأشارت المشاط إلى أن قطاع الطاقة المتجددة يعتبر أحد أهم محاور استراتيجية الحكومة لتحقيق التحول الأخضر، ومكافحة الآثار السلبية للتغيرات المناخية، لذا وضعت الدولة استراتيجية متكاملة للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة بحلول عام 2035، كما تسعى لوضع حطة للاستفادة من الهيدروجين الاخضر، فضلا عن إصدار أول سندات خضراء بالمنطقة خلال العام الماضي بقيمة 750 مليون دولار، مما يعزز ريادة مصر الإقليمية للتحول للاقتصاد الأخضر. كما تطرقت إلى الدور المحوري للقطاع الخاص في دعم جهود الدولة لتطوير قطاع النقل وكذلك مؤسسات التمويل الدولية، حيث يسهم القطاع الخاص وكذلك البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لأول مرة في تمويل تنفيذ مشروعات الموانئ الجافة وأول ميناء جاف في مصر وهو السادس من أكتوبر.

وأشارت المشاط إلى المشاورات المكثفة التي عقدتها الوزارة مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بمشاركة الجهات المعنية وكافة الأطراف ذات الصلة طوال الفترة الماضية، للإعداد للاستراتيجية المستقبلية مع البنك 2022\2026 في ضوء أولويات الدولة التنموية، والاستعداد لجولة المشاورات الختامية، وتناقشت مع مسئول البنك الأوروبي حول رؤيته للفترة المقبلة.

وتطلعت المشاط إلى مزيد من الشراكات الناجحة والتعاون المثمر مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لدعم رؤية التنمية الوطنية، وفتح آفاق أرحب للقطاع الخاص للمساهمة بدوره في التنمية باعتباره شريكًا رئيسيًا، والبناء على الاستراتيجية القطرية السابقة مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والتي تم من خلالها تحقيق العديد من الشراكات والنماذج التنموية الناجحة، التي حصل بعضها على جوائز خلال عام 2020 في مجال الاستدامة وتمكين المرأة والحفاظ على البيئة، وهو ما يدفعنا للمضي قدمًا نحو مزيد من الإنجازات التنموية.

من جانبه أشاد فيليب ليندساي بالشراكة الإنمائية مع مصر، ودورها في تعزيز التنمية في الدولة، وإتاحة فرصة أكبر للقطاع الخاص للمساهمة في المشروعات التنموية، من خلال تخصيص أكثر من 75% من استثمارات البنك لشركات القطاع الخاص، متطلعًا أن تكون الاستراتيجية المستقبلية تتيح المزيد من الفرص التنموية في الدولة لتحقيق تعافي اقتصادي شامل ومستدام.

وقد بدأ آلان بيلو، نائب رئيس البنك، زيارة لمصر تستمر حتى 20 من الشهر الجاري، للقاء عدد من المسئولين رفيعي المستوى لبحث العلاقات الاقتصادية المشتركة مع مصر، والاطلاع على آخر تطورات المشاورات الجارية لإعداد الاستراتيجية الجديدة.

جدير بالذكر أن مصر جاءت على رأس قائمة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية كأكبر دولة عمليات على مستوى منطقة جنوب وشرق البحر المتوسط خلال عام 2020، حيث استثمر البنك مليار يورو لتمويل 21 مشروعًا، بنسبة 47% من إجمالي استثمارات البنك في المنطقة، كما كانت مصر أكبر دولة عمليات في عامي 2018 و2019. وتبلغ إجمالي استثمارات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في مصر أكثر من 7.8 مليار يورو لتمويل أكثر من 134 مشروعًا، منها نحو 75% للقطاع الخاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى