السيسي: صندوق النقد الدولي لم يفرض على مصر أي مسار

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن صندوق النقد الدولي لم يفرض على مصر أي مسار، ولم تجد الحكومة منه سوى كل تفهم.

وأشار الرئيس السيسي – في كلمة له مساء أمس الأربعاء أمام لقاء مع شركاء التنمية، على هامش منتدى الشباب العالمي المنعقد في شرم الشيخ – إلى أن مصر انتهت من المرحلتين الأولى والثانية من برنامج الإصلاح الاقتصادي، ومستمرين في مسيرة الإصلاح، وتريد أن تكون لديها مؤسسة لديها الخبرة في الإصلاح الاقتصادي.

وقال الرئيس السيسي إن مصر من أوائل الدول التي كانت لها اسهاماتها في المنظمات الدولية ومنها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، ولها ثوابت في تعزيز التعاون مع هذه الدول، وتتعامل بانفتاح شديد مع هذه المنظمات ونريد الاستفادة منها.

وتابع “مصر بدأت في نوفمبر 2016، برنامجا للإصلاح الاقتصادي وتحدثنا مع صندوق النقد الدولي في أننا جادون في المضي قدما في هذا المسار مهما كانت الصعوبات لأن الصندوق له خبراته، وأن الدول إذا استطاعت تنفيذ المشورة الفنية للإصلاح، فمن المؤكد أنه سيكون هناك نجاح”.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن الالتزام لم يكن من جانب الحكومة فقط، ولكن الشعب المصري تحمل قسوة الإصلاح ولم يخرج مصري واحد يشتكي من ألم الإصلاح.

وأوضح الرئيس السيسي أن الإصلاحات التي انطلقت قبل جائحة كوفيد كان لها أثر إيجابي في الصمود أمام تداعيات كورونا، وكان لإلتزام مصر نتائج إيجابية جدا على الاقتصاد المصري، مضيفاً أنه إذا ما استفدت الدولة من خبرات المنظمات الشريكة سيكون لذلك عائد كبير بالنفع عليها، مؤكداً على مواصلة الاستفادة من الخبرات الدولية من أجل تحقيق حياة أفضل للشعب والدولة.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن مصر بدأت منذ 4 سنوات مبادرة 100 مليون صحة، بالاستفادة من خبرة منظمة الصحة العالمية لعمل مسحة لأكثر من 70 مليون مصري للتحول من دولة أكثر إصابة بفيروس سي إلى دولة من أقل الدول إصابة بالمرض، وهي نقطة نجاح أخرى مضيئة.

وتابع “خبرتنا تؤكد أننا إذا تعاوننا واستفدنا من العلم والمعرفة والخبرة لدى المنظمات المختلفة سيعود علينا بالنفع، كما أن جميع المسؤولين الذين التقاهم في المؤسسات الدولية أبدوا استعدادهم لتقديم خبراتهم لمصر”.

وأضاف أن مصر لم تجد لدى صندوق النقد سوى تفهم لظروفها وأحوالها، وخصوصية المسار المصري، مضيفا أن لا أحد يفرض علينا شيئا والحكومة أنهت المرحلة الأولى بنجاح والثانية ومستمرون.

وقال “إن وجودكم معنا في منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة صورة مشرفة لنا وللمؤتمر، وتعكس حالة من التكامل بين مصر ودول العالم، كما إن مصر من الدول التي كان لها سبق في الاشتراك في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وأيضا الاتحاد الإفريقي وغيرها من المنظمات، وتؤكد مصر تؤكد وتعزز التعاون بينها وبين كل هذه المؤسسات والمنظمات”.

وفي سياق آخر، قال الرئيس السيسي إن الإدمان آفة تعاني منها كافة الدول، مؤكدًا أن مراكز العلاج من الإدمان هو جهد من المجتمع والدولة من أجل القضاء على الإدمان، مضيفا أن الإدمان يهدد مستقبل أي دولة لو لم يتم مواجهته بحسم كامل.

وأضاف أن الدولة تقوم بدعم أي شركة قطاع خاص تريد إقامة مشروع لأن البلد تحتاج كل يد مخلصة وشريفة ومستعدة لخدمة الوطن.

وأوضح الرئيس السيسي أن مشروع “حياة كريمة” متكامل ويتناول جميع المجالات من بنية أساسية والاتصالات المتقدمة لأكثر من 60% من مساحة مصر.

وشدد على ضرورة التفرقة بين البيئة الاجتماعية داخل دار رعاية مهما كانت جودتها، وبين الرعاية داخل الأسرة مهما كان مستواها، لافتًا أنه لا يمكن أن يتم تقديم الرعاية داخل الدار لعدد كبير من الأطفال، في نفس مستوى الرعاية التي تقدم في الأسرة لطفل أو طفلين.

وأكد الرئيس السيسي أن الشباب سيكونوا ضمن منظومة عمل مؤتمر المناخ وأحد مكونات نجاحه وسيكون صوتهم مسموعا.

وقال الرئيس السيسي انه التقى مع ممثلي عدد من الشركات الصناعية خلال زياراته الخارجية، وأنه يعمل على جذب الكثير من الصناعات خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

ولفت إلى أن مصر تعمل منذ 4 سنوات على أن تكون مركزا للطاقة في منطقة الشرق الأوسط، وأن مصر أصبح لديها القدرة على إمداد أوروبا بـالطاقة.

وأضاف أن مصر تعيش على أقل من 10% من مساحة أرضها، وهو ما يعطينا فرصة لإنشاء مزارع لإنتاج الطاقة المتجددة سواء كانت شمسية أو رياحا أو طاقة الهيدروجين، مؤكدا أن الحكومة مستعدة لتنفيذ هذا الأمر بالتشريعات والإرادة السياسية.

وفي سياق أخر، كشف الرئيس عبد الفتاح السيسي عن كواليس حوار دار بينه وبين السفيرة الأمريكية في عام 2011.. قائلا :”السفيرة الأمريكية في عام 2011 كانت بتقولي “مين اللي هيحكم مصر .. ورديت عليها اللي هيحكم مصر الإخوان .. وقالت لي طب وبعدين قلت لها بعدين هيمشوا لأن الشعب المصري لا يقاد بالقوة ولا يذهب إلى الجامع والكنيسة بالعافية “.

وقال الرئيس السيسي إن الدولة تعمل بكافة أجهزتها على محاربة الفساد، ولن تسمح بوجوده فهو قرين الإرهاب ويخرب ويدمر البلاد، مضيفًا أن الدولة تريد أن تتخلص من كل شيء سلبي يعيق تقدمها.

وتابع الرئيس: إننا نعطي الفرصة للشرفاء والمخلصين للعمل من أجل هذه الدولة، لافتا إلى أن المصريين يريدون أن يتعلموا ويستفيدوا لأجل حياه أفضل لهم وهذا سيتم من خلال الإصلاح الاقتصادي الذي تقوم به الدولة، ومصر لا يفرض عليها أحد شيئا.

وأوضح أن العالم خسر تريليونات الدولارات نتيجة فيروس “كورونا”، لافتا إلى أن هناك دولا قامت بعمل إغلاق كامل أثناء الجائحة وكل دولة ولها خصوصية “ومصر لم تقم بعمل إغلاق كامل”.

وتابع الرئيس السيسي أنه ناقش في مؤتمر برلين مع المستشارة الألمانية السابقة انجيلا ميركل التغيرات المناخية، كاشفا أن مصر أنفقت 6 تريليونات جنيه في البنية التحتية في مختلف القطاعات والنتائج كانت واضحة من خلال معدلات النمو التي وصلت إلي 3.6% ، قائلا للدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط :”3.8% مش كفاية إحنا عايزين اكتر من كدا”.

وتعليقا على تغير المناخ، أشار الرئيس السيسي إلى إن الإنسان هو المخلوق الوحيد القادر على إحداث الإصلاح بعد التدمير، قائلا “أنا شايف إننا رايحين للبناء والإصلاح”.

وقال الرئيس السيسي :”عندي ثقة في العالم كله على مختلف مستوياته لإصلاح ملف التغير المناخي، مضيفًا أن الإنسان عندما يرى الخطر يتحرك وهذا ما حدث مع جائحة كورونا”، وقال:” ملف المناخ حصل على قوة دفع خلال الـ 5 سنوات الماضية”.

وأضاف “أنا متأكد أن العالم سوف يقوم بما يلزم لتحسين وضع المناخ والقطاع الخاص في العالم قادر على استشراف الفرصة في هذا الملف للمساعدة في تحسين المناخ مثل التوسع في إنتاج السيارات الكهربائية”.

وأعرب الرئيس السيسي عن تفاؤله بأن الإنسان سوف يتحرك بإيجابية لحل ملف التغير المناخي”.

وفي سياق متصل، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن تفعيل استراتيجية حقوق الإنسان والمرأة ستعود بالنفع علي جميع المصريين، مؤكدا أنه مع بدء جائحة “كورونا” أصدر تعليمات بإعطاء الشركات تمويل منخفض التكلفة ليساهم في دعم واستكمال مسيرة بناء مصر الحديثة وبناء علي ذلك وجدت رد فعل إيجابي من البنك الدولي ومن جميع مؤسسات التمويل المختلفة.

ووجه الرئيس السيسي إلى شركاء التنمية قائلا: “أنا بطمنكم لأنكم تقدمون دعما إلى 100 مليون إنسان وهذه أعلى درجات حقوق الإنسان ونتعامل مع جميع القضايا بمنتهى الشفافية” .

وتابع: إن مصر من أوائل الدول التي قامت بعمل سندات خضراء بقيمة 750 مليون دولار لأننا حريصين أن نلحق بالتقدم المتواجد في العالم، و”حياه كريمة” تستهدف تغيير جذري لحياه 60 مليون إنسان.

وأضاف الرئيس السيسي أنه عندما نعمل صرف صحي كامل ومحطات معالجة ثلاثية متطورة وأنتم تقومون بتمويل بعض هذه المحطات ففي النهاية المياه التي ستتم معالجتها ستكون مطابقة للمواصفات والمعايير.

وأعرب عن أمله في الانتهاء خلال الثلاث سنوات القادمة من مشروع “حياة كريمة” لأنه مشروع تنموي اجتماعي إنساني بكل المعايير يهدف إلى تحسين حياة 60 مليون إنسان.

وقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي الشكر والتقدير لشركاء التنمية للمشاركة والدعم، قائلا إن مصر دولة عريقة جدا عمرها آلاف السنين وتستحق هذا الدعم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى