خفض الفائدة الامريكية يمهد الطريق امام المركزى لخفض العائد على الجنيه الاجتماع المقبل

مسئولو البنوك : الظروف المحلية والدولية مهيأة لخفض العائد
أكد عدد من مسئولى البنوك أن قرار الاحتياطى الفيدرالى بخفض الفائدة الامريكية بواقع 0.25% ، يمهد الطريق لاتخاذ لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى قرارها بشأن خفض العائد خلال الاجتماع المقبل فى 22 أغسطس الجارى .
واشاروا إلى أن المؤشر المعيارى الجديد لاسعار الفائدة الذى يعتزم البنك المركزى إطلاقه من شأنه تنشيط سوق المشتقات وتقديم إتجاه دقيق لمستقبل اسعار العائد .
وخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عام 2008 مشيرا إلى بواعث قلق بشأن الاقتصاد العالمي وتضخم ضعيف في الولايات المتحدة ، حيث خفض سعر الفائدة القياسي للإقراض لليلة واحدة بمقدار ربع نقطة مئوية إلى نطاق من 2.00 % إلى 2.25 %.
وأشار البنك المركزي الأمريكي إلى استعداده لإجراء المزيد من الخفض لتكاليف الاقتراض إذا دعت الحاجة .
و قال مجلس الاحتياطي الاتحادي إنه قرر خفض أسعار الفائدة ”في ضوء آثار التطورات العالمية على الآفاق الاقتصادية، إضافة إلى ضعف الضغوط التضخمية“.
وفى أعقاب قرار المركزى الامريكى بخفض العائد قامت السعودية والإمارات والبحرين بخفض أسعار الفائدة بمقدار 0.25% (25 نقطة أساس) ، وخفض البنك المركزي السعودي سعر الريبو إلى 275 نقطة أساس من 300 نقطة أساس. وخفض سعر الريبو العكسي إلى 225 نقطة أساس من 250 نقطة أساس، وكذلك خفض المركزي الإماراتي الفائدة بـ25 نقطة أساس.
أيضاً خفض مصرف البحرين المركزي فائدة الإيداع لليلة واحدة إلى 2.25% من 2.5%، والفائدة على الإقراض إلى 4.25% من 4.5%.
وقال مصرف قطر المركزي إنه خفض سعر فائدة الإقراض 25 نقطة أساس إلى 4.75%.
وذكر المصرف أنه اتخذ القرار أخذا في الاعتبار تطورات الاقتصاد الكلي على الصعيدين المحلي والدولي.
أما بنك الكويت المركزي فقرر إبقاء سعر الخصم بدون تغيير عند 3.0%.
وزاد سعر الذهب للبيع الفوري خسائره إلى 0.7% عند 1420.10 دولار للأوقية بعد قرار المركزي الأميركي.
وأكد طارق متولى الخبير المصرفى ان خفض الفائدة الامريكية يجعل الطريق ممهداً أمام البنك المركزى المصرى لتحريك اسعار العائد وخفضها خلال الاجتماع القادم للجنة السياسة النقدية فى 22 أغسطس الجارى ، مشيراً إلى ان تراجع معدل التضخم يعزز هذا الاتجاه خاصة مع تراجع المعدل السنوى للتضخم العام لأدنى مستوياته منذ تحرير سعر الصرف عند 9.4% فى يونيو الماضى ، وانحفاض معدل التضخم الاساسى المعد لدى المركزى إلى 6.4% .
واشار متولى إلى أن الظروف المحلية والدولية مهيأة لخفض العائد خلال الفترة المقبلة ، خاصة مع ضبظ سوق الصرف ، وارتفاع احتياطى النقد الاجنبى لمستويات تاريخية غير مسبوقة عند 44.6 مليار دولار .
ومن جانبه أكد محمد عبد العال الخبير المصرفى أن البنك المركزى أعلن عن مولد مؤشر معيارى جديد ، يُعبر او يعكس المتوسط المرجح اليومى لاسعار الفائدة للصفقات التى تتم فى سوق ما بين البنوك لمدة يوم واحد اى تلك الصفقات عديمة المخاطر لقصرآجالها ، وأطلق على هذا المؤشر اسم كونيا (CONIA)
Cairo Over Night Interbank Average . Benchmark
واشار عبد العال إلى أن المؤشر الجديد يختلف عن مؤشر الكوريدور كما انه ليس بديلاً له , ويتم احتسابةًبطريقة تم الاتفاق عليها وفقً للمعايير المحلية والدولية ، واوضح أن هذا المؤشر سوف يساعد على تعميق واتساع سوق المال وسوق النقد فى مصر من جانبين.
الأول : التمهيد لخلق وبناء سوق للمشتقات بالجنيه المصرى ، فمثلاً عمليات المبادلة الآجلة بين أسعار الفائدة والتى تستهدف مثلا تحويل فائدة ثابتة الى فائدة متغيرة او العكس ، فى اجل مستقبلى ، وبعملة الجنيه المصرى ،لا يمكن ان تتم مثل تلك العمليات دون ان يتوفر مثل هذا المؤشر ، الذى يُعبر بشفافية عن المتوسطات المرجحة لسعر الفائدة بين البنوك لصفقات اليوم الواحد .
وهناك العديد من المنتجات فى جانب المشتقات المالية يمكن ان تتم بالجنيه المصرى تدريجيا مع نمو هذا السوق فى المستقبل ، ولا يفوتني هنا أن أشير الى ان الغرض من التطلع لسوق المشتقات كأحد أنشطة أسواق المال ليس من اجل المضاربة ،ولكن ما نستهدفة من هذا السوق هو تغطية مخاطر تغيرات أسعار الفائدة واهمية ذلك فى مجال التجارة الخارجية .
الثانى : بناء على هذا المؤشر اليومى يمكن اشتقاق بقدر كبير من الدقة منحنى لاسعار الفائدة الحالية والمتوقعة للمدد القصيرة والمتوسطة ، الاخرى ، وايضا تثبيتها ومن ثم تسهيل عمليات تمويل التجارة الدولية .
وتوقع محمد عبد العال أن يدعم المؤشر الجديد ويكمل خطط الاصلاح الاقتصادى والنقدى والمالي كما توقع ان يكون تاثيرة ايجابياًعلى استقرار سعر الصرف وأنشطة البورصة.