محمد عبد العال يكتب .. العملات الرقمية لن تكون بديلا للبنوك

خدعوك فقالو ان العملات المشفرة ، أو الرقمية مثل البيتكوين ، يمكن ان تُكَوِن نظاماً مالياً موازياً أو بديلاً للمصارف فى جميع أنحاء العالم ، صحيح يمكن ان تنافس البنوك فى مجال التحويلات بدرجات معينة ، ووفقاً لمدى انتشارها ودرجة الثقة فيها ، ولكنها _ أبداً _ لن تكون بديلاً للبنوك .

وسبب إثارة هذا الموضوع هو ما أعلنته شركة فيسبوك ، عن تأسيس شركه لا تهدف للربح ، هدفها هو إصدار عملة جديدة ، رقمية مشفرة ، تحت اسم” ليبرا ” يتم تداولها خلال العام القادم ، بين مستخدمى الفيسبوك والذين يقترب متوسط عددهم من اثنين ونصف مليار مستخدم شهرياً ، منهم ما يزيد عن مليار ونصف مستخدم لا يتعاملون مع المصارف .

وسوف تعتمد الشركة فى إطلاق” عُملة الليبرا ” على تطبيقات فيسبوك القائمة فعلاً من ناحية وتطبيق (البلوك تشين ) أو سلسلة الكتل من ناحية اخرى ، وتستهدف فيس بوك من إصدارها العملة الجديدة تسهيل إرسال واستلام الأموال بين المستخدمين للفيس بوك بسرعة فائقة وامان ،وبتكلفة أقل من تكلفة التحويل القائمة.

وتخطط فيسبوك لتوفير درجة من الاستقرار السعرى ” لليبرا ” فى أسواق تداولها عن طريق بناء نظام للتغطيةوالتحكم فى عرضها ، عن طريق ربطها بسلة من العملات الرئيسة العالمية ، مع توفير صندوق احتياطى للتدخل عند اللزوم ، مع حظر إطلاقها عبر مستخدمون أو منقبون كيفما يتم مع العملات المشفرة الاخرى مثل البتكوين ، ولكن يتعين شراؤها من الشركاء فى الشركة أو المنصات التجارية المتخصصة والمصرح لهم بذلك .

بالطبع سوف يتوقف نجاح وانتشار العملة الجديدة ، على قدرة فيس بوك على تطوير واحكام نظم وتقنيات الأمان الالكتروني وضمان سرية وأمن المعلومات والمعاملات للمستخدمين وعدم اختراق التطبيقات المالية المصاحبة لتلك العملة ، والاهم ضمان الحماية ضد عمليات تمويل الإرهاب وتهريب وغسل الاموال .

نعود ونكرر القول ان مثل تلك العُملات الرقمية ، قد تنافس البنوك وشركات التحويل وهيئات البريد فى مجال التحويلات المالية ، ولكنها على – الأقل فى المدى المتوسط – لن تستطع ان تكون بديلاً للبنوك التى تقوم حالياً بقبول الوداًئع بأنواعها وإعادة إقراضهاومنح الائتمان ، وتوفر السيولة اللازمة للاقتصاد القومي لتمويل عمليات التنمية الإقتصادية وفتح الاعتمادات لتسهيل وضمان إتمام وتبادل صفقات التجارة الدولية للسلع والخدمات .

لا اعتقد اننا سنقول وداعاً للبنوك قريباً كما يردد البعض ،، ولكن ما نستشرقه يقيناً ان الخطط الاستراتيجية للبنوك خلال السنوات القليلة القادمة سوف تتاثر وتتغير معطياتها وأهدافها ومخاطرها بالتطور الحادث فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبخاصة تطبيقات البلوك تشين .

محمد عبد العال

الخبير المصرفى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى