الرئيس السيسي : نحتاج ما يقارب من 3 مليارات دولار شهريا لتوفير السلع الأساسية
قال إن " الدولار دائما ما يمثل مشكلة كل كام سنة في مصر"
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية إن الدولة المصرية تحتاج ما يقارب من 3 مليارات دولار لتوفير السلع الأساسية لكل مواطن بشكل شهري من قمح وذرة وزيت وفول صويا ووقود وكهرباء، موضحا أن محطات الكهرباء وحدها تحتاج إلى غاز بما يقرب من مليار دولار شهريًا.
جاء ذلك في كلمة ارتجالية للرئيس خلال الاحتفال بذكرى عيد الشرطة الـ 72، اليوم ، الأربعاء.
وحول آراء بعض المسئولين الاقتصاديين بضرورة إجراء انكماش كبير في الاقتصاد المصري ووقف المشروعات الجاري تنفيذها، قال الرئيس إن هذه الرؤى من منظور اقتصادي جيدة، مضيفًا: “كلنا في مركب واحدة وعند إيقاف كافة المشروعات التي يعمل بها 6 ملايين مواطن ونقوم بصرف مبلغ يقدر بـ 1000 جنيه مصري لكل عامل في الشهر بما يعادل تكلفة على الدولة من 5 إلى 6 مليارات في الشهر بما يقدر بـ60 مليار سنويًا، في حين أن هذا العامل قادر أن يجمع مبلغًا أكثر من هذا بكثير وقادر أن يعيش في ظل هذا الغلاء”.
وأضاف الرئيس: “الدنيا غالية بس قادرين نعيش لو نستحمل أكتر هنعيش وهنكبر وهنتجاوز هذه المشكلة، كما أن الحكومة طرحت رؤية خلال الأيام الماضية بشأن مشكلة الدولار، موضحا أن الدولار دائما ما يمثل مشكلة كل كام سنة في مصر وهذا يرجع لأن الدولة تقدم الخدمات الأساسية للمواطن مقابل الجنيه في حين أنها تقوم باستيراد هذه الخدمات بالدولار.
وأكد الرئيس السيسي إنه يدرك حجم المعاناة والضغوط الاقتصادية في مصر.
أوضح أن استقرار الدول والحفاظ على أمنها ومستقبلها لا تتحمله القيادة أو الحكومة فقط وإنما يتحمله كل أفراد الشعب، مشيرًا إلى أن كل الشعب المصري مسؤول عن أمن البلاد ومستقبلها واستقرارها وتقدمها.
وقال الرئيس: “مُقدر حجم المعاناة والضغوط الاقتصادية الموجودة في مصر؛ ومُقدر أكثر صلابة المصريين وهذا ليس كلامًا معنويًا، وأنا على علم بأن الحياة صعبة والظروف صعبة والأسعار غالية”.
وتابع الرئيس قائلًا: “أقول هذا الكلام في وقت صعب للغاية.. فالعالم في وضع صعب ومضطرب، علاوة على الأوضاع التي تحدث في قطاع غزة”، لافتًا إلى المشاهد القاسية في قطاع غزة، على خلفية استشهاد 25 ألفًا من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، علاوة على أكثر من 60 ألف مصاب وتدمير كامل لقطاع غزة.
وأضاف الرئيس: “أحاول شرح حجم التحدي الذي يعيشه المصريون من قبل عام 2011″، مؤكدًا أنه إذا لم تعمل الدولة المصرية بكل ما فيها على زيادة مواردها من الدولار لتصبح أكثر أو تعادل إنفاقنا من الدولار ستستمر هذه المشكلة.
وأوضح أن الموارد بالعملة الأجنبية سواء من خلال تصدير المنتجات، أو قناة السويس، أو تحويلات المصريين في الخارج والسياحة، إذا لم تكن تساوي إنفاقنا من الدولار أو أكثر منه ستتواصل المشكلة.
وحول حديث المواطنين عن ضبط الأسعار في الأسواق المصرية، قال الرئيس السيسي: “المواطنون معهم كامل الحق، وأؤكد بنفسي على هذا الأمر للحكومة أيضا”، مطالبا التجار في الوقت نفسه بأن يكتفوا بالمكسب المناسب قائلا: “لما أكون مواطنا بكسب كويس ولدي تجارة بمليارات الجنيهات سواء للقمح أو السكر أو الذرة وغيرها.. فأنا لا أقول له ضحي أو أخسر علشان خاطر مصر ولكن المكسب المناسب كاف”.
وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي على أن الدول لا تسير بالخواطر ولكن بالسياسات والقوانين والعمل، مؤكدًا أن الأزمة التي تمر بها حاليا لها حلول ولكن تعتمد علينا جميعا.
وتابع الرئيس السيسي قائلا: “كنا نستورد سيارات بـ4.5 مليارات دولار في العام، وهواتف محمولة بقيمة ملياري دولار، ونحن نتحدث في دولة أصبحت 106 ملايين نسمة ومطلوب أن يتوفر لها كل شيء”.
وتابع الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلًا: “أسجل احترامًا كبيرًا للمصريين، وخاصة المواطن البسيط والغلبان في ظل هذه الظروف الحالية، خلال جولاتي ومقابلة الكثير من المصريين البسطاء يدعون لي قائلين “ربنا يعينك وربنا معانا”.
وأضاف الرئيس: “حديثي يأتي للتأكيد على أن مصر ليست أمانة في رقبتي أو رقبة الحكومة فقط، ولكن مصر أمانة في رقبة المصريين كافة الصغير والكبير، وكل شيء يهون إلا بلدنا مصر”.
وأردف قائلًا: “مش هنأكل.. لا نحن نأكل ونشرب، المنتجات غالية أو بعضها غير متوفر مفيش مشكلة، ولكن أنا بقول ربنا أعطانا مثالا حيا لناس لا نستطيع إدخال أساسيات الطعام إليهم سواء قمح أو دقيق أو زيت.. حجم الناقلات التي كانت تدخل إلى غزة يوميا تقدر بنحو 600 شاحنة، لكن لم يتم الوصول خلال هذه الأزمة في أعلى تقدير إلى إدخال أكثر من 220 شاحنة إلا خلال اليومين الماضيين”.