محمد عبد العال يكتب.. بشائر الخير والأمل المصاحبة لصفقة رأس الحكمة
مع توفر حصيلة دولارية معقولة قد يرى البنك المركزي المصري أنه من المناسب عمل تحريك مناسب في سعر صرف الجنيه المصري
وقعت مصر والإمارات عقد مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة ، باستثمارات 150 مليار دولار خلال مدة تطوير المشروع.
وتحمل هذه الصفقة فاعليات خير اقتصادية واجتماعية :
أولا : الصفقة في شكلها الاقتصادي تمثل استثمارا أجنبياً مباشرا ، وهو الأمر الذي يمكن أن يساهم في تعزيز قدرة مصر على تحقيق التنمية المستدامة ، وتحسين جودة حياة مواطنيها ، وزيادة معدلات التشغيل والمساعدة في علاج مشكلة نقص النقد الأجنبي ، وتجفيف مصادر الطلب على الدولار.
ثانياً : حيث أن الاستثمار المباشر ينطوي على التزام طويل الأمد، فإنه يساهم في استقرار الاقتصاد وتعزيز الثقة بين المستثمرين والحكومة ، ويعتبر عاملاً هاماً في تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة لمصر ، ويمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الاقتصاد القومي والمجتمع بشكل عام.
ثالثاً : تم تصميم التدفق المالي المصاحب للصفقة بشكل متوازن ومبتكر على النحو التالي:
– دفعة نقدية قدرها 35 مليار دولار تمثل استثماراً أجنبياً مباشراً لمصر خلال شهرين ، منها 10 مليارات خلال أسبوع ، وهو مايعني أن جزءا من الصفقة سيمثل دفعة مالية قوية للمساعدة في تقليص فجوة النقد الأجنبي القائمة.
– تضمن الصفقة لمصر الحصول على 35% من أرباح المشروع طوال عمره ، الأمر الذي يضمن لمصر قيمة مضافة جديدة من استثمار ضخم بهذا الحجم ، يتمثل في دخل نقدي مستدام بالنقد الأجنبى.
يمكنً القول أن مشروع رأس الحكمة وغيره من المشروعات المماثلة العملاقة سوف يضيف مصدرا جديداً للنقد الأجنبي للمصادر التقليدية الأخرى ، وهي عائدات الاستثمار المباشر المتولدة من المشروعات العملاقة Mega Project.
رابعاً : حصة من أصل التمويل الرأسمالي للصفقة تم توجيهها لخفض أو إلغاء ودائع الإمارات لدى البنك المركزي المصري ، وهو ما يعني الخفض المباشر لحجم الدين الخارجي وخفض أعبائه ، وهذا له تأثير إيجابي على المؤشرات الاقتصادية والمالية والنقدية المحلية والدولية.
الآثار الإيجابية المباشرة المتوقعة
– ارتفاع معدل الاستثمار المباشر المتولد من تلك الصفقة في مصر ، مسجلا أرقاماً غير مسبوقة ، وهو ما سيعزز استمرار تدفقه ونموه في المرحلة المقبلة ، خاصة الاستثمار الأجنبي المباشر ، وهو ما سيترتب عليه ردود أفعال جيدة وإيجابية ، منها على سبيل المثال وليس الحصر :
– تخفيف ثم تجفيف مصادر الطلب على النقد الأجنبي في السوق السوداء ، وبالتالي المساعدة على غروب نشاط هذا السوق ، نتيجة توفر حصائل دولارية كافية لتغطية حاجة الأسواق.
– مع توفر حصيلة دولارية معقولة قد يرى البنك المركزي المصري أنه من المناسب عمل تحريك مناسب في سعر صرف الجنيه المصري.
– من المتوقع أيضا أن يعلن صندوق النقد الدولى انتهاء المراجعتين الأولى والثانية من قرض الـ 3 مليار دولار السابق توقيعه فى عام 2022 ، والمتوقع الموافقة على رفعه إلى 8 مليارات دولار.
– ستكون هناك بضعة صفقات أخرى منتظرة مع الاتحاد الأوروبي والبنك الدولى وغيرها من مؤسسات التمويل الدولية والصناديق العربية السيادية.
– بمجرد تقليص الفجوة بين سعري الصرف الموازي وغير الموازي متوقع أن تبدأ حوالات المصريين في الخارج في العودة إلى شرايين الجهاز المصرفي ، ويتحسن الاحتياطي النقدي ويأخذ معدل التضخم منحنى متراجع في اتجاه مستهدفاته الموضوعة من قبل البنك المركزي ، نتيجة توقع انخفاض معدلات الأسعار مع انخفاض أسعار الدولار المتوقعة.
– نتوقع أن تتحسن مؤشرات السندات المصرية فى الخارج ، وأيضاً تنخفض تكلفة تغطية التأمين ، كما نتوقع تحسن سعر الجنيه المصري فى كل من السوقين الفوري والآجل.
– من أهم المكتسبات المتوقعة هو قيام وكالات التصنيف الائتماني بالبدء في الإعلان عن تعديل النظرة المستقبلية لمصر من سلبية إلى مستقرة ، ويلي ذلك عودة رفع التصنيف الائتمانى لمصر إلى B.
محمد عبد العال
خبير مصرفي