المركزي الصيني يفاجئ الأسواق ويخفض سعر الفائدة الرئيسي لأول مرة منذ 2020
خفض فائدة الإقراض متوسط الأجل بمقدار 20 نقطة أساس إلى 2.3%
فاجأ بنك الشعب الصيني الأسواق وقام بخفض سعر الفائدة على القروض ذات أجل عام واحد، بأكبر قدر منذ أبريل 2020 ، بعد أيام من خفض سعر الفائدة الرئيسي قصير الأجل، في إشارة إلى دعم أكبر للاقتصاد المتباطئ.
وخفّض البنك المركزي سعر تسهيلات الإقراض متوسط الأجل بمقدار 20 نقطة أساس إلى 2.3%، وفقًا لبيان له اليوم الخميس، نشرته بلومبرج ، وهو أول خفض منذ ما يقرب من عام.
وجاء الخفض بعد تقليص البنك المركزي الصيني لسعر إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام بمقدار 10 نقاط أساس يوم الإثنين.
وقلل البنك المركزي مؤخراً من أهمية سعر تسهيلات الإقراض متوسط الأجل لصالح سعر الفائدة القصير الأجل لتوجيه الأسواق بطريقة تجعلها أكثر اتساقا مع نظيراتها العالمية.
وقال لين سونغ، كبير الاقتصاديين لمنطقة الصين الكبرى في بنك “آي إن جي” : “إنه في الأساس جهد منسق عبر جميع أسعار الفائدة الرئيسية لتيسير السياسة النقدية”.
وأضاف: “ومن الجدير بالذكر أن هذه الجولة من التيسير بدأت بخفض سعر إعادة الشراء العكسي لمدة 7 أيام، مما قد يكون إشارة إلى دوره المستقبلي كسعر الفائدة الرئيسي”.
وارتفعت العقود الآجلة للسندات الصينية مع اليوان بعد التخفيض، على الرغم من أن التحركات كانت متواضعة.
وتراجع النمو الاقتصادي في الصين إلى أدنى مستوى في خمسة أرباع مع تباطؤ مبيعات التجزئة، مما يحفز بكين لتعزيز الثقة في اجتماع السياسة الذي يُعقد هذا الأسبوع.
وتؤكد سلسلة تخفيضات أسعار الفائدة التي أجراها بنك الشعب الصيني الحاجة المُلحة المتزايدة للسلطات لدعم النمو، والذي جاء أسوأ من المتوقع في الربع الثاني، حيث كان تعثر الإنفاق الاستهلاكي أقوى من طفرة الصادرات.
وكان البنك المركزي قد امتنع عن خفض أسعار الفائدة منذ أواخر العام الماضي في إطار سعيه للحفاظ على استقرار سعر صرف اليوان.
وكان قرار اليوم غير متوقع، نظراً لأن البنك المركزي عادة ما يجري عمليات تسهيلات الإقراض متوسط الأجل في منتصف كل شهر، وبلغت سحوباته الصافية من السيولة 3 مليارات يوان عبر هذه الآلية في وقت سابق من هذا الشهر عندما استحقت دفعة منها. وقدم البنك المركزي الصيني 200 مليار يوان من تسهيلات الإقراض متوسط الأجل اليوم الخميس.
وجاء الخفض بعد أن خفضت أكبر البنوك الحكومية في الصين أسعار الفائدة على بعض منتجات الودائع لتخفيف الضغط على هوامش الربح بعد تخفيضاتها السابقة لأسعار الإقراض القياسية، والمعروفة باسم أسعار الفائدة الأساسية على القروض.
وتشانغ شو، كبير الاقتصاديين في آسيا لدى بلومبرج إيكونوميكس “يُظهر القرار المفاجئ لبنك الشعب الصيني بخفض سعر الفائدة على تسهيلات الإقراض متوسطة الأجل لمدة عام واحد في عملية غير مجدولة أن صناع السياسات يتصرفون أخيراً بشكل جماعي لتعزيز التعافي ، وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من التخفيضات غير المتوقعة في أدوات الأسعار الأخرى والإشارات الإيجابية الصادرة عن الجلسة المتكاملة الثالثة للحزب الشيوعي ، يواصل بنك الشعب الصيني الاستفادة من ضعف الدولار الأخير لتخفيف السياسة النقدية”.
وفي الأشهر الأخيرة، كانت البنوك أقل اهتماماً باستخدام أموال تسهيلات الإقراض متوسط الأجل، حيث أن انخفاض أسعار الفائدة في السوق جعل اقتراض المصارف من بعضها البعض بدلاً من الاقتراض من بنك الشعب الصيني عبر هذا البرنامج أرخص بالنسبة لها.
ويقول الاقتصاديون إن خفضاً أكبر لسعر فائدة تسهيلات الإقراض متوسط الأجل لجعله أقرب إلى تكاليف الاقتراض في السوق يمكن أن يساعد في معالجة هذه المشكلة.
ويبلغ سعر شهادات الإيداع القابلة للتداول لمدة عام واحد الصادرة عن البنوك المصنفة ، وهو مقياس لتكاليف الاقتراض بين البنوك على المدى القصير، 1.9% الآن، وهو أرخص من أموال تسهيلات الإقراض متوسط الأجل.
وأسفر الاجتماع السياسي الذي انعقد في بكين مؤخراً عن قرار مهم يحث الحكومة المركزية على الإنفاق لتخفيف العبء عن الحكومات المحلية التي تواجه ضائقة مالية.
وقالت فرانسيس تشيونغ، استراتيجيتية في بنك “أوفرسي تشاينيز بانكينج : “تم خفض فائدة تسهيلات الإقراض متوسط الأجل، في وقت لا يوجد فيه استحقاق قريب، مما يظهر أن بنك الشعب الصيني يعتزم إرسال إشارة تيسيرية”.
أضافت “أن خفض سعر فائدة الإقراض متوسط الأجل كان بحجم أكبر من خفض سعر فائدة عمليات السوق المفتوحة العكسية لأجل 7 أيام، وذلك بشكل أساسي لأن ذلك السعر كان في مستوى مرتفع من البداية”.