رئيس “الفيدرالي الأمريكي” : لن أستقيل إذا طلب ترامب ذلك
ستنتهي فترة باول الحالية في 2026
قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إنه لن يستقيل إذا طلب الرئيس المنتخب دونالد ترامب استقالته.
وأوضح باول ، خلال مؤتمر صحفي اليوم ، الخميس ، عقب اجتماع لجنة السياسات النقدية في البنك، إن سوق العمل لا يزال قويا، خاصة مع انخفاض كبير في التضخم.
وأكد باول على ثقته في أن التضخم سيتحرك بشكل مستدام إلى هدف البنك عند 2%، رغم أن التضخم الأساسي لا يزال مرتفعاً.
وأوضح باول أن التغير في بيان لجنة السياسات، الذي أغفل الثقة في تحرك التضخم نحو الهدف لم يكن المقصود منه نقل أي شيء عن مدى صلابة التضخم، لكن”اكتسبنا الثقة في تحرك التضخم نحو 2%”.
وأشار باول إلى أن المخاطر التي تواجه تحقيق الأهداف متوازنة تقريبًا، موضحاً أن خفض أسعار الفائدة سيساعد في الحفاظ على قوة الاقتصاد، مشيرا إلى أن الاقتصاد الأميركي يتفوق على نظرائه العالميين ويتغلب على المخاطر الجيوسياسية.
وقال إن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لن يؤثر بشكل مباشر على السياسة النقدية، “في الأمد القريب، لن يكون للانتخابات أي تأثير على قراراتنا السياسية”. ومع ذلك، فقد أصدر تحذيرًا مفاده أن أي تغيير في الإدارة قد يساعد في تشكيل سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي مع سعي البنك المركزي إلى خفض أسعار الفائدة.
وقال: “من حيث المبدأ، من الممكن أن يكون لسياسات أي إدارة أو سياسات وضعها الكونغرس تأثيرات اقتصادية بمرور الوقت، لذا، إلى جانب عدد لا يحصى من العوامل الأخرى، سيتم تضمين توقعات تلك التأثيرات الاقتصادية في نماذجنا للاقتصاد وسيتم أخذها في الاعتبار”.
وأكد رئيس الاحتياطي الفدرالي على أن التحركات في أسعار السندات لا تتعلق في الغالب بتوقعات ارتفاع التضخم. أسعار السندات تعكس توقعات النمو، قائلا: “نحن لسنا في المرحلة التي يتعين فيها أخذ أسعار السندات في الاعتبار عند وضع السياسات”.
وقال باول إنه منذ اجتماع سبتمبر، كانت بيانات النشاط الاقتصادي أقوى بشكل عام، مشيراً إلى أنه لا يريد تقديم الكثير من التوجيهات المستقبلية، خاصة في ظل قدر كبير من عدم اليقين.
وأعرب باول عن عدم وجود قرارات ملموسة لدى المركزي في المستقبل، فيما يتعلق بمزيد من تخفيضات أسعار الفائدة، قائلا: “عند النظر في التعديلات الإضافية على النطاق المستهدف لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية، ستقيم اللجنة بعناية البيانات الواردة والتوقعات المتطورة وتوازن المخاطر”(…) “نحن لسنا على أي مسار محدد مسبقًا. سنستمر في اتخاذ قراراتنا، اجتماعًا تلو الآخر”.
وقال باول “إذا ظل الاقتصاد قويًا ولم يتحرك التضخم بشكل مستدام نحو 2%، فيمكننا تقليص ضبط السياسة بشكل أبطأ، وإذا ضعف سوق العمل بشكل غير متوقع، أو انخفض التضخم بشكل أسرع من المتوقع، فيمكننا التحرك بشكل أسرع”.
وأضاف باول أنه ليس قلقًا بشأن الاقتصاد على الرغم من صدور تقرير تضخم واحد “أعلى قليلاً من المتوقع”، وقال: “بشكل عام، [نحن] نشعر بالرضا عن النشاط الاقتصادي”. “في الوقت نفسه، حصلنا على تقرير تضخم واحد … لم يكن سيئاً، لكنه كان أعلى قليلاً من المتوقع”.
واستطرد باول: “بحلول ديسمبر، سيكون لدينا المزيد من البيانات، أعتقد تقريرًا آخر عن العمالة، وتقريرين آخرين عن التضخم والكثير من البيانات الأخرى، وسنتخذ القرار مع وصولنا إلى ديسمبر”.
في الوقت الذي سيراقب المستثمرون عن كثب العلاقة المثيرة للجدال بين الرئيس المنتخب ورئيس بنك الاحتياطي الفدرالي.
حيث عين ترامب باول في عام 2017، لكنه انتقد رئيس البنك المركزي مرارًا وتكرارًا خلال ولايته الأولى كرئيس، بحجة أن باول لم يخفف السياسة النقدية بالسرعة الكافية.
قال ترامب في مقابلة صحافية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إن الرئيس يجب أن يكون قادرًا على التدخل في قرارات أسعار الفائدة، مضيفاً : “لا أعتقد أنه يجب السماح لي بإصدار الأمر، لكنني أعتقد أن لدي الحق في التعليق على ما إذا كانت أسعار الفائدة يجب أن ترتفع أو تنخفض”.
فيما ستنتهي فترة رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي الحالية في عام 2026.
وخفّض الاحتياطي الفدرالي الخميس سعر الفائدة الرئيسي بمقدار ربع نقطة مئوية إلى ما بين 4.50% و4.75%، في قرار يأتي غداة فوز الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية.
وقالت لجنة السياسات النقدية في البنك في بيان صدر في ختام اجتماع بدأ صباح الأربعاء إنّ “ظروف سوق العمل آخذة في التحسّن”، وفي حين “أحرز التضخّم تقدّما في عودته إلى هدف 2% (…) إلا أنه لا يزال مرتفعا”.