محمد عبد العال يكتب: لأول مرة صكوك سيادية بالجنيه المصري!؟
أحد أنواع الأوراق المالية التي تُستخدم في تمويل الاحتياجات المالية للمشروعات الاستثمارية القومية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وأحد مصادر تمويل عجز الموازنة

لأول مرة تعتزم وزارة المالية إصدار صكوك سيادية بالجنيه المصري ، ومن المنتظر أن يكون ذلك خلال الشهر القادم ، وبقيمة تتراوح بين 2 و 3 مليارات جنيه.
والصكوك السيادية هي أحد أنواع الأوراق المالية التي تُستخدم في تمويل الاحتياجات المالية للمشروعات الاستثمارية القومية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وأيضاً هي أحد مصادر تمويل عجز الموازنة العامة للدولة ، مثلها مثل السندات وأذون الخزانة ، ولكنها تختلف عنهما في أمرين :
أولهما : أن الصكوك السيادية تخضع للمضاربة وتتعرض للخسارة والربح ، على عكس السندات ، التي تتحدد قيمة عائدها الثابت مسبقاً ويتم صرفه دوريا أو في نهاية أجل الورقة المالية ، مضافا إليه قيمة السند الإسمية دون زيادة أو نقصان.
ثانيهما : الصكوك السيادية تتوافق مع تطبيقات المعاملات وفقاً لمبادئ الشريعة ، حيث يمكن أن تصدر في شكل صكوك مضاربة ، أو صكوك مرابحة ، أو صكوك مشاركة ، أو صكوك إجارة.
ومن هنا نجد أن فلسفة الصكوك السيادية تقوم على أساس تحقيق مجموعة أهداف ومصالح متنوعة ومتكاملة منها :
– إتاحة المجال لوزارة المالية لاستخدام حصيلة الصكوك السيادية في تمويل المشروعات الاستثمارية والاقتصادية القومية الجديدة أو إعادة هيكلة بعض المشروعات القائمة.
– خفض عبء تكلفة وخدمة الدين العام وزيادة أجل محفظة الدين ، تماشياً مع استراتيجية الدولة في ضرورة خفض معدل نمو الدين العام.
– خلق سوق جديدة لتداول الصكوك السيادية ، بما يتناسب مع نمو سوق المال المصري ، وأهمية أن تتوفر منصات مصرية لتداول مثل تلك الصكوك تلبية للمستثمرين المحليين والأجانب ، وتماشيا مع رواج هذا السوق إقليميا وعالمياً ، حيث تبلغ إجمالى الصكوك المصدرة والمتداولة فى العالم نحو 3 ترليونات دولار ، وتستحوذ ماليزيا والسعودية وإندونيسيا والإمارات على أكثر من 87% من حصص الصكوك المتداولة عالميا.
– تلبية رغبة وطلب شريحة عريضة من المستثمرين الذين يرفضون التعامل مع البنوك أو الاستثمار في الأوعية الادخارية الاستثمارية التقليدية ، وإصرارهم على البحث عن منتجات استثمارية تتوافق مع مبادئ الشريعة ، وهو من أهم ما تتميز به الصكوك السيادية الجديدة وتوفره لهم ، وبالطبع سيساعد ذلك على تحفيز الطلب على الإصدارات الحكومية من الأوراق المالية وأدوات الدين العام بالجنيه المصري أو بالنقد الأجنبي.
محمد عبد العال
خبير مصرفي