محمد عبد العال يكتب : تحويلات المصريين بالخارج استثمار في المستقبل 

تعتبر واحدة من أكبر مصادر النقد الأجنبي التقليدية للدولة المصرية

تعتبر تحويلات المصريين العاملين في الخارج واحدة من أكبر مصادر النقد الأجنبي التقليدية للدولة المصرية ، حيث تلعب دوراً حيوياً في توفير النقد الأجنبي اللازم لتمويل وتوفير احتياجات الدولة الاستراتيجية ، وتسوية معاملات التجارة الخارجية ، ودعم الاحتياطي بالنقد الأجنبي لدى البنك المركزي.

إن النمو المطرد لتحويلات المصريين يعكس إلتزام المصريين بالخارج بأهمية دورهم الحيوي الفاعل في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة ، ويعكس النمو المطرد المستدام خلال شهور العام الماضي التأثير الإيجابي المباشر الذي تتركه الأموال المحولة على استقرار سوقي النقد والمال في مصر.

وكان البنك المركزي المصري قد أعلن أمس الأول ، الاثنين ، أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج قد ارتفعت على أساس سنوي بنسبة 51.3% في عام 2024 ، لتصل إلى نحو 29.6 مليار دولار ، مقابل نحو 19.5 مليار دولار خلال عام 2023 ، وعلى أساس شهري وصلت الحصيلة في ديسمبر الماضي إلى أعلى مستوى لها منذ تحرير سعر الصرف مسجلة 3.2 مليار دولار ، مقابل نحو 1.6 مليار دولار خلال شهر ديسمبر 2023.

وهنا يتعين أن نذكر أنه منذ أبريل من العام الماضي بدأت تحويلات المصريين فى الارتفاع ، وهو الأمر الذي يجعلنا نحسم القول بأن السبب المباشر لعودة تلك الحوالات للنمو يرتكز على قرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف في السادس من مارس من العام الماضي ، واختفاء السوق السوداء ، وتوحيد سعر الصرف ، الأمر الذي أدى إلى تحول الحوالات إلى حسابات العملاء عبر شرايين الجهاز المصرفي.

على الجانب الآخر ساعدت السياسة النقدية المتشددة في رفع سعر الفائدة ، والذي أتاح لوحدات الجهاز المصرفي استحداث منتجات جاذبة للمصريين العاملين بالخارج ، من حيث التنوع وتميز الأسعار ، كما لن ننسى قوة الدفع النفسية التي منحتها صفقة رأس الحكمة على كل مؤشرات الاقتصاد القومي ، بما فيها تحويلات المصريين بالخارج.

 

ولضمان استمرار تدفق تلك التحويلات بشكل دائم فإن الأمر يتطلب أهمية الإلتزام بمرونة سعر الصرف وتركه حرا كاملا ، ليتحدد سعره وفقا لظروف العرض والطلب ، والتوجه إلى استخدام نظم وتطبيقات تكنولوجية وخدمات إلكترونية لتسهيل وتسريع عمليات التحويل بتكاليف أقل ، كما يتعين الاستمرار في ابتكار حوافز ومبادرات من الحكومة والمصارف لتقديم حزمة متنوعة من المنتجات التي تهم العاملين في الخارج.

إن دلالات عودة نمو حوالات المصريين العاملين في الخارج بشكل متدرج ومتتالي ووصولها إلى هذا الرقم المتميز تشير إلى ما يلي:

– أنه تم تجفيف السوق الموازية ، الشهير بالسوق الأسود ، وتم توحيد الأسعار في سوق واحد هو سوق الإنتربنك وشركات الصرافة الرسمية ، وأن ظاهرة الدولرة قد تم ضربها في مقتل.

– تؤكد عودة تحويلات المصريين العاملين في الخارج ، كأحد أهم مصادر النقد الأجنبي ، فهى ما بين أول وثانى أكبر مصدر ، أنه يتعين رعايتها وصيانتها لتعود إلى تسجيل الأرقام التاريخية السابق تحقيقها.

– إن تحويلات المصريين في الخارج مع عودتها إلى أرقامها الطبيعية ستحفز البنوك المصرية للعمل على جذب حصص منها والتنافس على ذلك ، ويحسم الأمر لصالح البنوك التى ستتميز في التطبيقات الإلكترونية.

– التأثير الإيجابي لمد خدمة منصة التحويلات اللحظية الأشهر “إنستاباي” لاستخدام العاملين المصريين في الخارج ، حيث يمثل ذلك خطوة رائدة ومتقدمة في زيادة تدفق التحويلات من الخارج بسهولة وفي وقت أسرع وأقل كلفة.

محمد عبد العال

خبير مصرفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى