بلومبرج : الصين توجّه اليوان نحو الضعف بوتيرة منسّقة بعناية
البنك المركزي يسعى إلى التخفيف من بعض تداعيات الحرب التجارية على الاقتصاد دون زعزعة الأسواق المالية

توجّه الصين عملتها، اليوان، نحو الضعف بوتيرة منسّقة بعناية، إذ يسعى البنك المركزي إلى التخفيف من بعض تداعيات الحرب التجارية على الاقتصاد، من دون زعزعة الأسواق المالية ، بحسب بلومبرج.
أشارت الوكالة إلى قيام بنك الشعب الصيني بإضعاف سعر الصرف المرجعي اليومي لليوان ، اليوم الأربعاء ، لليوم الخامس على التوالي ، لكنه خفف من وتيرة التعديل.
وبحسب متعاملين، لوحظت البنوك الحكومية وهي تبيع الدولار بكميات كبيرة لدعم اليوان في السوق الداخلية.
وارتفع اليوان الخارجي بأكبر وتيرة له خلال شهر، معوّضاً جزئياً خسائر يوم الثلاثاء البالغة 1.1%، والتي دفعته إلى أدنى مستوى له منذ تأسيس السوق في عام 2010. أما العملة في السوق الداخلية فقد تراجعت بشكل طفيف.
وقال خون غو، رئيس أبحاث آسيا في مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية: “السلطات تريد إدارة وتيرة ضعف اليوان، ولا ترغب بحركة مفاجئة غير منظّمة. لكن الاتجاه العام هو مزيد من الصعود في الدولار مقابل اليوان، إذا لم يتم التراجع عن الرسوم الأميركية. لا أرى تخفيضاً مفاجئاً وكبيراً لقيمة العملة”.
وجاءت خطوة بنك الشعب الصيني في وقت لا يلوح فيه في الأفق أي حل للأزمة التجارية، مع مضي الرئيس دونالد ترمب قدماً في فرض رسوم شاملة بنسبة 104% على العديد من السلع الصينية. وكانت الصين قد تعهدت في وقت سابق من هذا الأسبوع بـ”القتال حتى النهاية” والرد على التهديدات الجمركية.
ويتعرض اليوان لضغوط من الرهانات على أن البنك المركزي الصيني سيسمح في نهاية المطاف ببعض الضعف لمواجهة تأثير الرسوم الأميركية على الاقتصاد، في ظل توقعات نمو قاتمة، وترقّب لمزيد من التيسير النقدي من جانب بكين. ومع ذلك، لم تُقدم الصين حتى الآن على تخفيض حاد ومفاجئ لقيمة العملة كما توقّع البعض.
وتلقت الرهانات السلبية على اليوان ، أمس الثلاثاء، دفعة بعد أن سمح البنك المركزي بما يُعرف بـ”التثبيت” بتجاوز مستوى 7.20 مقابل الدولار، وهو مستوى يعتبره المستثمرون خطاً أحمر ناعماً يعكس نوايا السلطات تجاه العملة المُدارة، منذ انتخاب ترمب.
وتراجع اليوان في السوق الداخلية، الذي يُسمح له بالتداول في نطاق 2% حول سعر التثبيت، وبالتالي يخضع لرقابة مشددة من البنك المركزي، إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر 2023 كرد فعل ، ومع ذلك فإن ضعف اليوان الحاد يحمل تكلفة باهظة على الرغم من دعمه المحتمل للصادرات ، إذ يمكن أن يُضعف الثقة تجاه الأصول الصينية، ويزيد من غضب الولايات المتحدة، حيث سبق لترمب أن اتهم الصين بالتلاعب في عملتها لتعويض الرسوم الجمركية.
وهناك مؤشرات على أن الصين تسعى إلى التحكم في وتيرة تراجع اليوان. وبحسب متعاملين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، قامت البنوك الحكومية ببيع كميات كبيرة من الدولار عند مستوى يقارب 7.3460 في تداولات الصباح بالسوق الداخلية لدعم العملة.
وقام بنك الشعب الصيني اليوم بإضعاف التثبيت بنسبة 0.04%، أي بنصف وتيرة الجلسة السابقة، ليصل إلى 7.2066 ، واتّسعت الفجوة بين سعر التثبيت والتقديرات السوقية إلى 1,321 نقطة أساس، وهو المستوى الأعلى منذ فبراير الماضي.
وكتب كريستوفر وونغ، استراتيجي في مصرف أوفرسي تشاينيز بانكينج كورب : “قد يُفضّل صناع السياسة الحفاظ على قدر من استقرار اليوان المقاس بعناية. فضعف معدل الزيادة في سعر التثبيت بين الدولار واليوان يجب أن يهدّئ من التوترات تجاه اليوان، ويوفّر أيضاً متنفساً لعملات آسيا”.