المركزي يبحث اليوم مصير فائدة الجنيه وسط توقعات قوية بتثبيتها

تعقد لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى المصرى، اليوم الخميس ، إجتماعها الدوري الخامس خلال العام الجاري ، لبحث مصير أسعار العائد الأساسية لدى البنك المركزي، والتي تعد المؤشر الأهم على اتجاه أسعار الفائدة بالسوق المحلية.

وكانت اللجنة قد عقدت إجتماعا إستثنائيا فى 16 مارس ، تم  خلاله خفض تلك الأسعار بنسبة  3% دفعة واحدة ، في إطار تحرك البنك المركزي ، بشكل استباقي ، لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد.

وفى إجتماعين تاليين قررت اللجنة تثبيت أسعار العائد الأساسية لدى المركزي عند 9.25% للإيداع ، و10.25% للإقراض ، و9.75% لسعر الإئتمان والخصم وسعر العمليات الرئيسية للسوق المفتوح لدى المركزي.

وأكدت اللجنة فى بيانها المصاحب لقرار تثبيت الفائدة فى هذين الإجتماعين  أن أسعار العائد الحالية تعد مناسبة في الوقت الحالي ، وتتسق مع تحقيق معدل التضخم المستهدف البالغ 9٪ (± 3 ٪) في الربع الرابع من عام 2020  ، واستقرار الأسعار على المدى المتوسط.

وأعلن البنك المركزي فى 10 يونيو الجاري تراجع المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 1.5% في مايو 2020، مقابل 2.5% في أبريل  ، وسجل المعدل الشهري للتضخم الأساسي   0.3 % في مايو ، مقابل 1% أبريل.

ومن جانبه يتوقع محمد عبد العال الخبير المصرفي أن تتجه لجنة السياسة النقدية لتثبيت الفائدة فى إجتماعها اليوم ، لعدة أسباب ، أهمها أن معدل التضخم لا يزال فى حدود أحادية ، ومن المتوقع أن يظل فى مستوى مستهدف البنك المركزى أى 9%  ناقص أو زائد 3% كما لا توجد فى الأفق أية إحتمالات قوية لتولد ضغوط تضخمية من جراء رفع الكهرباء أو أية تداعيات بالنسبة لسعر الصرف .

أضاف ، ” أتفق مع معظم المراقبين أن المستوى الحالي لأسعار الفائدة يحقق أفضل توازن بين الأهداف المتشابكة ، خاصة بعد الخفض الإستثنائي السابق فى اجتماع 16 مارس الماضى ، والذى تم فيه خفض سعر الفائدة بمعدل كبير دفعة واحدة ب 300 نقطة أساس لمواجه صدمة كوفيد 19″.

أشار عبد العال إلى أن هناك ظاهرة تستحق الرعاية وهى بداية عودة المستثمرين فى أوراق الدين الحكومية فى الدول الناشئة من دول الملاذ الآمن الى الدول التى هاجرو منها مع بداية أزمة كورونا ، ومع استمرار الفائدة المنخفضة فى أمريكا وأوربا بدأ مع مطلع هذا الشهر تدفق المليارات مرة أخرى من الإستثمار غير المباشر الى الدول الناشئة ومنها مصر ، ومن ثم فإن الإحتفاظ بالمستوى الحالى لأسعار الفائدة سيكون من أهم العوامل الجاذبة لتلك الشريحة من المستثمرين .

” في تصورى فإن ترك مستويات أسعار الفائدة على ما هى عليه سيكون من شأنه دعم مسيرة الجنيه المصرى فى المرحلة القادمة ” ، بحسب عبد العال

أضاف ، أن تبنى الحكومة سيناريو عودة النشاط الإقتصادى تدريجيا لكامل الأنشطة الإقتصادية ،قد يجعل لجنة السياسة النقدية فى وضع التريث بالنسبة لتغيرات سعر الفائدة ، وتفضيل الإحتفاظ بالمستوى الحالى دون تغيير آخذين فى الإعتبار أهمية أن يكون هناك مرحلة أو فترة انتقال تغطى حالة عدم اليقين التى نعيشها والعالم .

أشار إلى أن خفض الفائدة من جانب البنك المركزي حاليا قد يتعارض مع ما يتطلع إليه مدخرو القطاع العائلى من فائدة مرتفعة فى المرحلة الحالية .

ومن جانبها توقعت رضوى السويفي رئيس قطاع البحوث ببنك الإستثمار فاروس القابضة ، أن تتجه لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري لثبيت أسعار العائد الأساسية لدى المركزي في الوقت الحالي ، لحين ظهور ما يستدعي خفضها أو زيادتها ، وهو مالا يتوقع حدوثه حتى نهاية العام الجاري.

وتوقعت إدارة البحوث بشركة إتش سي للأوراق المالية والاستثمار أن يبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه اليوم الخميس.

وقالت مونيت دوس، محلل اول الاقتصاد الكلي وقطاع الخدمات المالية بالشركة ، ” نتوقع زيادة معدلات التضخم لتعكس الإنخفاض الاخير في سعر العملة بنسبة 3% تقريبا إلى جانب بعض النقص المتوقع في حجم المعروض الذي قد ينتج عن تباطؤ حركة التجارة الدولية مما قد يؤدي إلى زيادة في الأسعار”.

أضافت ، ” وبالتالي، نتوقع أن يبلغ معدل التضخم 8.4٪ خلال السبعة أشهر المتبقية من عام 2020، وذلك في حدود التضخم المستهدف للبنك المركزي عند 9٪ (+/- 3٪) للربع الرابع من العام ، وبناءا عليه ، نتوقع أن يبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقرر عقده اليوم “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى