رئيس “الفيدرالي الأمريكي” يؤكد احتمال رفع الفائدة مجدداً بنسبة 0.5% في يونيو ويوليو
باول: إذا تدهورت بشكل أسوأ من تنبؤاتنا فنحن على استعداد لرفع سعر الفائدة أكثر
شدد جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على أن “المركزي” سيرفع على الأرجح أسعار الفائدة خلال الاجتماعين المقبلين للبنك، بمقدار 0.5 نقطة مئوية لكل منهما، دون أن ينفي احتمالية تطبيق زيادة أكبر.
وخلال مقابلة مع برنامج “ماركت بليس” (Marketplace) الذي أذيع على قنوات الراديو الأمريكية العامة، أوضح باول بشكل واضح عزمه على كبح التضخم، لكنه اعترف بأن قدرة “الفيدرالي” على عمل ذلك دون التسبب في الركود يرجع إلى عوامل خارجة عن سيطرته. وقال: “إذا توافق أداء الاقتصاد تقريباً مع التوقعات، سيكون من المناسب تطبيق زيادتين إضافيتين بنحو 50 نقطة أساس على أسعار الفائدة خلال الاجتماعين المقبلين”، بحسب بلومبرج
وبسؤاله عما إذا كان تطبيق زيادة أكبر بنحو 75 نقطة أساس أمراً مستبعداً؟ كرر باول التصريح الذي أدلى به المؤتمر الصحفي، الذي عُقد في الرابع من مايو الجاري، وقال إن الفيدرالي لم يكن يفكر بشكل حثيث في تطبيق زيادة مماثلة، بحسب نص المقابلة الصادر عن “ماركت بليس”.
لكنه أضاف “لو تحسنت الأمور بصورة أفضل من المتوقع، سنكون جاهزين لتطبيق زيادة أقل ، أما إذا تدهورت بشكل أسوأ من تنبؤاتنا، فنحن على استعداد لرفع سعر الفائدة أكثر”.
وفي ظل معركته على أعلى تضخم في 4 عقود، رفع “الفيدرالي” أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية الأسبوع الماضي، وأشار باول في مؤتمر صحفي إلى أن البنك المركزي يتجه نحو تكرار الزيادة نفسها في اجتماعي يونيو ويوليو.
وجاءت تصريحات باول الأخيرة في اليوم نفسه الذي أعاد فيه أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي انتخابه كرئيس للفيدرالي لفترة ولاية ثانية تمتد 4 سنوات، وحصل على تصويت من الحزبين بواقع 80 مؤيداً إلى 19 معارضاً.
لكن رغم التأييد السياسي الواسع الذي يتمتع به باول، إلا أن “الفيدرالي” واجه انتقادات لاذعة من قبل بعض المستثمرين والمسؤولين السابقين، ممن اتهموا المركزي بالتباطؤ في مواجهة زيادة الأسعار التي تأججت بسبب الطلب المتعاظم، واضطرابات سلاسل التوريد الناجمة عن الجائحة ، وتفاقمت هذه الضغوط بسبب غزو روسيا لأوكرانيا، والإغلاقات المرتبطة بكوفيد في الصين.
وأقر باول بأن الفيدرالي كان يتوجب عليه غالباً رفع أسعار الفائدة من مستواها بالقرب من صفر قبل مارس، وهو الشهر الذي بدأ خلاله البنك في دورة تشديد الائتمان.
وأضاف: “لو فهمنا الأمر مبكراً، لكنّا عدنا بالزمن، ورفعنا أسعار الفائدة في وقت أقرب قليلاً، لأن ذلك أفضل لمصلحتنا ، لا أعلم مدى التغيير الذي كان سيحدث لو فعلنا ذلك، لكن توجب علينا اتخاذ القرار في هذا الوقت بناءً على المعطيات المتاحة لنا وقتها، وفعلنا أقصى ما في وسعنا”.
تابع باول أن الفيدرالي كان يستهدف الوصول بالاقتصاد إلى “بر الأمان”، وهي المنطقة التي يتقلص فيها التضخم إلى مستوى 2% المستهدف من قبل البنك المركزي، مع حفاظ سوق العمل على متانتها ، لكنه أضاف أن هذه المهمة ستكون “مليئة بالتحديات”، وأن القيام بذلك سيشوبه “بعض المعاناة”.
وأردف رئيس الفيدرالي: “السؤال الأهم هو هل نستطيع فعلاً الوصول إلى بر الأمان أو لا؟ فقد يعتمد ذلك على عوامل خارجة عن سيطرتنا”، وذلك في إشارة منه إلى الأحداث الجيوسياسية الجارية واختناقات سلسلة التوريد.
لكن بغض النظر عن ذلك، أوضح باول بما لا يدع مجالاً للشك أن ترويض التضخم يأتي على رأس أولوياته. وبمطالبته في نهاية المقابلة بتلخيص أفكاره في 5 كلمات فقط، أجاب: “إعادة التضخم مجدداً تحت السيطرة”.
وفي سياق متصل، وخلال مقابلة لها يوم الخميس الماضي مع “بلومبرج نيوز” سبقت إذاعة لقاء باول، كررت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، أيضاً توقعات رفع أسعار الفائدة بنحو نصف نقطة مئوية في يونيو ويوليو.
واختتمت دالي: “أتوقع تشديد الأوضاع المالية بصورة أكبر بالتزامن مع تطبيق هذه الزيادات على أسعار الفائدة ، وأعتقد أننا حققنا بداية جيدة بالفعل، لكنني أفضل رؤية مزيد من التشديد في الأوضاع المالية”.