العريان : “الفيدرالي الأمريكي” وضع المستثمرين في حيرة بشأن الفائدة
قال إنه لم يكن ينبغي لمجلس الاحتياطي أن يدفع المستثمرين لتوقع التوقف مؤقتاً عن رفع الفائدة في يونيو قبل أن يطّلع على بيانات وظائف الشهر الماضي
قال الدكتور محمد العريان كبير المستشارين الاقتصاديين لدى “أليانز” إنه لم يكن ينبغي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن يدفع المستثمرين إلى توقع التوقف مؤقتاً عن رفع الفائدة في يونيو قبل أن يطّلع مسؤولو السياسة النقدية على بيانات وظائف الشهر الماضي.
أضاف العريان لبلومبرج ، عقب صدور تقرير الوظائف لشهر مايو الذي جاء أقوى من المتوقع: “الآن وضعوا الناس في حيرة من أمرهم ، لماذا وجّهوا (مسؤولو السياسة النقدية) السوق بقوة نحو التوقف مؤقتاً (عن رفع الفائدة) قبل هذا التقرير، وقبل مؤشر أسعار المستهلك المقبل؟”.
وكشفت البيانات ، الصادرة أمس الجمعة ، أن الشركات الأميركية أضافت 339 ألف وظيفة الشهر الماضي بعد الارتفاع المُعدَّل بالزيادة في أبريل، وصعد معدل البطالة إلى 3.7%، فيما تباطأ نمو الأجور.
وقال العريان إن هذه كانت بمثابة المفاجأة الرابعة عشرة على التوالي، ولا يزال الاقتصاد الأميركي محركاً رئيسياً لخلق فرص العمل، وهي أخبار جيدة.
تابع: “الاعتقاد أنّ بيانات شهر واحد ستحدث فرقاً كبيراً هو- على ما أعتقد- خداع للنفس، لكنهم ركزوا على ذلك بهذه الطريقة، وهذا أمر مؤسف. أصبحنا نناقش الآن هل هو تخطٍّ، هل هو توقف مؤقت عند وجود قضايا أكبر من هذا القبيل ، وهذا هو خطر الاعتماد المفرط على البيانات، وهو أن تُحشَر في زاوية أصغر وأصغر، وستثبطك البيانات هناك”.
وعزّز تجار السندات توقعاتهم بأن يُجرِي الاحتياطي الفيدرالي رفعاً آخر للفائدة في دورة التشديد النقدي الحالية، لكنهم ما زالوا يرون أن ذلك على الأرجح قد يحدث في يوليو.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أشار محافظ الاحتياطي الفيدرالي فيليب جيفرسون إلى أن البنك المركزي يميل إلى إبقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها الراهنة باجتماعه المنتظر في يونيو ليمنح صانعي السياسة مزيداً من الوقت لتقييم الرؤية الاقتصادية. مع ذلك قالت لوريتا ميستر، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند: “كل شيء مطروح على الطاولة في يونيو”، بعد أن ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو مقياس التضخم الأكثر متابعة من البنك المركزي، بوتيرة أسرع من المتوقع في أبريل.
وأكد العريان أنه يخشى أن يدفع مسؤولو البنك المركزي الاقتصاد إلى الركود، أولاً لأنهم يفتقرون إلى رؤية استراتيجية وإطار نقدي سليم، ثانياً لأن لديهم هدف تضخم خاطئاً، ثالثاً لأنهم يحاولون استعادة مصداقيتهم، على حد قوله.
وقال: “أخشى أن يكون خطر حدوث خطأ آخر في السياسة مرتفعاً للغاية”.
أضاف العريان: “إذا كانوا جادّين بشأن هدفهم البالغ 2%، بالنظر إلى البيانات، فينبغي لهم رفع الفائدة ، ولأنهم يعتمدون على البيانات، كانت الأرقام أعلى بكثير من المتوقع”.