ارتفاع التضخم الأمريكي إلى 3.2% خلال يوليو 2023 متماشيا مع توقعات السوق
لا يزال أعلى من مستهدف البنك المركزي البالغ 2%
ارتفع معدل التضخم السنوي في أمريكا إلى 3.2%خلال يوليو 2023 ، مقابل 3% في يونيو السابق عليه ، وكانت التوقعات ترجح أن يرتفع معدل التضخم في أكبر اقتصاد في العالم إلى 3.3%.
وذكرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي الصادرة اليوم ، الخميس ، أن التضخم السنوي في يوليو لا يزال أعلى من مستهدف الاحتياطي الفيدرالي “البنك المركزي الأمريكي” البالغ 2%.
وأشارت البيانات إلى أنه على أساس شهري وبعد استبعاد أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، بلغ مؤشر أسعار المستهلكين 0.2%في يوليو، دون تغيير عن مستواه في يونيو.
وكان معدل التضخم السنوي في أمريكا بلغ 4%في مايو، وسجل 4.9% في أبريل.
يذكر أن الفيدرالي الأمريكي رفع في نهاية يوليو الماضي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في محاولة لكبح التضخم.
وكانت أسواق المال محليا وعالميا تترقب تلك البيانات للوقوف على الخطوة القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
وتوقعت “بلومبرج إيكونوميكس” تراجع نسبة التضخم الأساسي في الولايات المتحدة للشهر الثاني على التوالي، بما يتوافق مع هدف الاحتياطي الفيدرالي لكبح التضخم والوصول لمستهدف 2% على أساس سنوي.
وكتبت آنا وونغ وستيوارت بول وجوناثان تشيرش، المحللون الاقتصاديون في “بلومبرج”، أن مؤشر التضخم الأساسي الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة من المرجح أن يرتفع بنسبة 0.2% فقط في يوليو بعد زيادة مماثلة في يونيو.
أضافوا: “تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر يوليو سيظهر استمرار تراجع التضخم في الاقتصاد الأميركي. نعتقد أن الانخفاض الأخير في مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي مدفوع بشكل أساسي بتراجع النمو الاقتصادي، حيث تؤثر الزيادات السابقة في أسعار الفائدة الفيدرالية بالسلب على الطلب في فئات الإنفاق الأكثر حساسية لسعر لفائدة”.
وبحسب بلومبرج من المقرر أن يلعب التقرير الصادر عن مكتب إحصاءات العمل الأميركي أيضاً دوراً محورياً في تحديد اتجاه سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسابيع المقبلة، حيث لم يعد المستثمرون يتوقعون استمرار البنك المركزي الأمريكي في دورة التشديد النقدي الحالية، بعد وصول سعر الفائدة القياسي في يوليو الماضي إلى أعلى مستوى في 22 عاماً، كما ستساهم بيانات التضخم الضعيفة في دعم هذه التوقعات.
وكان التضخم الأساسي على وجه الخصوص في بؤرة تركيز مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي.
وقال المحللون الاقتصاديون في بلومبرغ إن تراجع زيادة الإيجارات بشكل طفيف، والانخفاض الكبير في أسعار السيارات المستعملة والجديدة، من المرجح أن يؤثرا على بيانات التضخم في يوليو.
وتوقعت بلومبرج إيكونوميكس ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.3% في يوليو، مع صعود مؤشر التضخم الأساسي 0.2% ، وانخفاض أسعار السلع الأساسية بنسبة 0.3%، مرجعة الفضل في ذلك جزئياً إلى انخفاض أسعار السيارات المستعملة 1.6% والجديدة بنسبة 0.5%. ، كما تتوقع ارتفاع الإيجارات في المناطق الرئيسية بنسبة 0.4% بعد زيادتها بنسبة 0.5% في يونيو.
ورغم أن بيانات اليوم قد تُثني مسؤولي الفيدرالي عن إقرار زيادة إضافية على أسعار الفائدة، إلا أن الاقتصاديين في بلومبرج حذروا من أن بيانات أغسطس المتوقعة في غضون شهر قد لا تصب في هذا الاتجاه.
وفي ظل صعود أسعار النفط والبنزين الذي من المتوقع أن يرفع بدوره مؤشر أسعار المستهلكين، طالب المحللون صانعي السياسات النقدية “بمواصلة التركيز على التضخم الرئيسي، الذي يرجحون استمرار تراجعه مع تباطؤ النمو”.