“النقد الدولي” يتوقع بقاء التضخم العالمي أعلى من المعدلات المستهدفة حتى 2025
حث الصندوق البنوك المركزية على تجنب تسهيل السياسة النقدية قبل الأوان وسط مخاطر عودة معدل التضخم للارتفاع
يتوقع صندوق النقد الدولي أن يبقى التضخم عالميا أعلى من المعدلات المستهدفة حتى 2025.
وحثت كريستالينا جورجييفا ، الرئيسة التنفيذية للصندوق البنوك المركزية على تجنب تسهيل السياسة النقدية قبل الأوان، وسط مخاطر عودة معدل التضخم للارتفاع.
كما يتوقع الصندوق احتمالات متزايدة تتمكن فيها البنوك المركزية من كبح جماح التضخم دون دفع الاقتصاد العالمي إلى حالة ركود، محذرا في الوقت نفسه من استمرار التباين في توقعات النمو وتراجعه عن مستويات ما قبل الجائحة.
وبحسب تصريحات أدلت بها جورجييفا، ونقلتها بلومبرج ، عادت الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، إلى مسارها قبل الجائحة، فيما أحرزت الهند فضلاً عن عدد من الأسواق الناشئة الأخرى تقدماً ملحوظاً أيضاً.
وعلى الرغم من قولها إن التعافي ما يزال بطيئاً ، فإنها أوضحت أن الطلب على الخدمات أكبر من المتوقع، بالإضافة إلى زيادة التراجع في تكاليف المعيشة المرتفعة.
أضافت: “هذا يزيد من فرص الهبوط السلس للاقتصاد العالمي. لكن لا يمكننا التخلي عن الحذر”.
التضخم مستمر حتى 2025 ، وتراكم الصدمات منذ 2020 كبّد العالم إنتاجاً مفقوداً بقيمة 3.7 تريليون دولار، وتقسيم العالم إلى تكتلات اقتصادية يهدد بإهدار فرص النمو، لا سيما في الأسواق الناشئة والنامية، مثل أفريقيا، بحسب جورجييفا.
كما أشارت إلى خطر التباطؤ الاقتصادي في الدول الأكثر ثراءً، ونمو النشاط الاقتصادي في الصين دون التوقعات.
و كررت جورجييفا تحذير الصندوق في أبريل من أن معدل النمو العالمي ما يزال أقل من متوسط 3.8% خلال العقدين الذين سبقا الجائحة، وأن فرص النمو في المدى المتوسط قد انخفضت.
وألقت جورجييفا كلمتها في أبيدجان، ساحل العاج، قبيل اجتماعات الصندوق مع البنك الدوليفي مراكش، المغرب، الأسبوع المقبل.
وتعد المحادثات غير الرسمية بين المؤسستين اللتين أنشئتا بموجب اتفاقية بريتون وودز هي الأولى في أفريقيا منذ 50 عاماً.
وأوضحت جورجييفا أهمية القارة في مستقبل الاقتصاد العالمي، والخطر الناجم عن ارتفاع مستويات الديون، التي أدت إلى طلب دول من تشاد إلى زامبيا إعادة هيكلة ديونها.
وفي وقت سابق من هذا العام شكّل صندوق النقد الدولي بالتعاون مع رئاسة مجموعة العشرين والبنك الدولي “المائدة المستديرة العالمية للديون السيادية”، لدفع جهات الإقراض الرسمية والخاصة للتوصل إلى حل لبعض التحديات الكبرى.
ولاحظت جورجييفا التقدم المحرز، وقالت إن تشاد استغرقت 11 شهراً للانتقال من مرحلة الاتفاق على مستوى الخبراء مع الصندوق إلى توفير ضمانات التمويل اللازمة للموافقة على قرضها، بينما استغرقت زامبيا 9 شهور، وسريلانكا 6 شهور، وغانا 5 شهور.
وقالت: “ما زلنا نريد رؤية تقدم أكبر، لكننا نسير في الاتجاه الصحيح”، وأضافت أيضاً أنها مهتمة بتوسيع دور الدول الناشئة والنامية في صندوق النقد الدولي، بما يتضمن إضافة مقعد ثالث يمثل أفريقيا في المجلس التنفيذي للصندوق، وكررت أيضاً الدعوة الموجهة إلى الدول لزيادة حصة العضوية في الصندوق، وهو المصطلح المستخدم لوصف الموارد المالية التي تسددها كل الدول الأعضاء للصندوق وتموِّل القروض التي يقدمها.