مركز معلومات مجلس الوزراء : 4.3 تريليون دولار القيمة السوقية لصناديق التحوط عالميًا
يتطلب الحد الأدنى للاستثمار في بعض الصناديق 100 ألف دولار
قال مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء إن صناديق التحوط شهدت نموًا هائلًا خلال السنوات الأخيرة ، حيث بلغ عددها في منتصف عام 2023 نحو 29 ألف صندوق بقيمة سوقية تصل إلى 4.3 تريليون دولار، وتُدَار في الأسواق المالية، موضحا أن صناديق التحوط تفرض رسومًا مرتفعة نسبيًّا، حيث بلغت رسوم الإدارة ورسوم الأداء 2% و20% من أية مكاسب محققة.
جاء ذلك في التحليل الذي أصدره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وتناول من خلاله تعريفًا لصناديق التحوط.
وذكر التحليل أن الاستثمار يمثل خط الدفاع الأول للوقاية من المخاطر الاقتصادية المحتملة، وتأتي المحافظ الاستثمارية ضمن الآليات المهمة في هذا الصدد، وتتمثل القاعدة الأساسية للمحفظة الاستثمارية في أنه كلما زادت درجة التنوع بداخل المحفظة الاستثمارية، قلت درجة المخاطر المحتملة من قِبل المستثمر، ومن أبرز المحافظ هي المحفظة الوقائية أو ما يُعرف بـ “صندوق التحوط”، التي صارت بمثابة تطوير لعلم الاستثمار، وقد ظهرت تلك المحفظة لتلبية حاجة كبار المستثمرين، وتحقيق عوائد مرتفعة باستخدام استراتيجيات ذات مخاطر عالية.
ولفت إلى أن مستقبل صناديق التحوط يعد محل اهتمام الكثير من المستثمرين والاقتصاديين والمحللين الماليين، مشيرا إلى أن صناديق التحوط شهدت تطورًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، ومن المتوقع أن تستمر في تطورها، نظرًا للتطورات التكنولوجية السريعة التي تساهم في تشكيل مستقبل صناديق التحوط.
وكشف أن نحو 35% من أموال صناديق التحوط تأتي من صناديق التقاعد الخاصة والعامة، ويتطلب الحد الأدنى للاستثمار في بعض الصناديق 100 ألف دولار، والبعض الآخر يتطلب مليون دولار، وتضم الولايات المتحدة الأمريكية 67% من صناديق التحوط الموجودة حول العالم، كما تتضمن قارة أوروبا 18% من صناديق التحوط الموجودة حول العالم.
وأشار التحليل إلى البيانات التي نشرتها شركة LCH Investments للصناديق الاستثمارية، التابعة لمجموعة Edmond de Rothschild Group، عن تحقيق أفضل 20 صندوق تحوط في العالم أرباحًا بقيمة 67 مليار دولار في عام 2023 وهو ما يُعادل ثلاثة أمثال ما تم تحقيقه في عام 2022.
وأضاف التحليل إلى استمرار شركة Citadel التابعة للملياردير، كين جريفين، في صدارة ترتيب أفضل 20 صندوق تحوط في العالم خلال عامي 2022 و2023، كما بلغت أرباح الشركة منذ تأسيسها عام 1990 وحتى عام 2023 نحو 74 مليار دولار، وارتفع صندوق التحوط الاستثماري للشركة بنحو 15.3% في عام 2022 وقررت الشركة إعادة ما يقرب من 7 مليارات دولار للمستثمرين في صورة أرباح.
من ناحية أخرى، عاد صندوق التحوط الاستثماري لشركة Pershing Square، الذي يملكه ويليام أكمان، إلى التصنيف العالمي لأفضل 20 صندوق تحوط خلال عام 2023 لأول مرة منذ عام 2015 في المرتبة العشرين عالميًّا بعد أن حقق 18.8 مليار دولار للمستثمرين منذ عام 2004، وحقق صندوق Pershing Square عائدًا بنسبة 26.7% في عام 2023 ليتعافى من الخسارة التي تكبدها في عام 2022.
وأوضح التحليل أن صناديق التحوط تَستخدم استراتيجيات مختلفة، يتبعها المستثمرون لتحقيق عوائد نشطة، ويجب على المستثمرين المحتملين في صناديق التحوط أن يكونوا على دراية بالمخاطر التي قد تواجه الصندوق، ويُمكن استخدام استراتيجية أو أكثر من استراتيجيات صناديق التحوط.
ونوه إلى أن صناديق الاقتصاد الكلي العالمية تسعى إلى الاستفادة من التغيرات السياسية والاقتصادية، وقد أعلنت مؤسسة Institutional Investor عن جائزة صناعة صناديق التحوط لعام 2019، وتضمنت قائمة المرشحين لتلك الجائزة عددًا قليلًا من صناديق الاقتصاد الكلي العالمية، وقفز صندوق التحوط الخاص بشركة Element Capital Management، التي يقع مقرها في نيويورك، بمعدل 17.3% في عام 2018 نتيجة اتباع الشركة استراتيجية الاقتصاد الكلي من خلال الجمع بين التحليل الأساسي الكلي والمنهجي والقيم النسبية.
وأفاد التحليل بأن إحصاءات منصة hedge LISTS لعام 2023 كشفت أن إجمالي أصول أكبر 30 صندوق تحوط تابعة لاستراتيجية الاقتصاد الكلي العالمي وصلت لحوالي 1.58 تريليون دولار أمريكي، وتُعد شركة Field Street Capital Management أكبر صندوق تحوط عالميًّا؛ حيث تتجاوز أصولها 297 مليار دولار أمريكي، وتأتي في المركز الثاني شركة Bridgewaters Associates، التي تبلغ أصولها 236 مليار دولار أمريكي، كما تأتي في المرتبة الثالثة شركة Rokos Capital Management، التي تبلغ أصولها 138 مليار دولار أمريكي. وتُعد تلك الشركات من أكبر صناديق التحوط العالمية.