دراسىة لـ HSBC: الشركات حول العالم تخطط لإجراء تغيرات كبيرة في طرق أعمالها لمواجهة التحديات
كشفت دراسة أعدها بنك HSBC ان الشركات في جميع أنحاء العالم تقوم بإجراء تغييرات كبيرة في طريقة أداء اعمالها لاكتساب المزيد من المرونة في التعامل مع التحديات بعد أن توصل الكثير منها إلى أن خططهم لحالات الطورائ لم تتسم بما يكفي من قوة للتعامل مع جائحة كوفيد-19.
ووفق دراسة عالمية جديدة لبنك HSBC تحت اسم: “المستكشف: إعادة البناء على نحو أفضل والمستمدة من مسح شمل أكثر من2.600 شركة في 14 دولة وإقليم، وأوضحت الدارسة بأن العديد من الشركات أهملت التخطيط لحالات الطوارئ في المجالات التشغيلية الرئيسية مثل التكنولوجيا والتمويل والاستدامة قبل الأزمة، وقال ما يقارب النصف (47%) أنه كان بوسعهم الاستعداد أكثر لمواجهة تحديات الأشهر الأخيرة.
وبالنسبة لبعض الشركات، كشف التحول إلى العمل عن بعد عن نقاط الضعف في استعدادات الشركات للاستمرارية، حيث قال أقل من ثلاثة من أصل خمسة (57%) أنهم أعطوا أولوية للاستثمار في التكنولوجيا لتعزيز المرونة التشغيلية على مدى العامين الماضيين. وشكل الحفاظ على التدفق النقدي أيضاً تحدياً لهم، حيث اتخذ فقط 44% منهم تدابير لترتيب الأولويات لتعزيز مركزهم المالي.
وأرغمت الأزمة العديد من الشركات على التأقلم، وقام ما يقرب من ثلثي الشركات (63%) بتعديل عملياتهم فعلياً. وسوف يغير ما يقارب من نصف الشركات (44%) منتجاتهم وخدماتهم بشكل أكبر، إما من خلال التنويع (33%) أو من خلال تقليل عروضهم لتصبح أكثر تخصصاً (17%) منها.
وعلى المدى البعيد، تدعو خطط الأعمال الآن لاستخدام موظفين وترتيبات مكتبية أكثر مرونة مع زيادة التركيز على التكنولوجيا والاستدامة.
وأظهرت النتائج الرئيسية للدراسة تقليص الإشغال العقاري حيث يعيد 38% من الشركات التفكير في الحيز المادي للمكاتب ومواقع الإنتاج، ويتوقع 29% تخفيض مساحاتهم المكتبية.
وفيما يتعلق بترتيبات عمل أكثر مرونة يعتقد أكثر من الثلثين (69%) أن العمل المرن سيصبح ممارسة متبعة، ويتوقع ثلثهم (34%) إلغاء رحلاتهم الجوية.
وسيكون للتكنولوجيا أهمية بالغة: يعتقد ستة من كل عشرة (61%) أن التعاون الافتراضي سوف يصبح ممارسة متبعة خلال العامين المقبلين، ويقول ٥٧% أن الاجتماعات الافتراضية- الداخلية والخارجية- موجودة وستبقى حتى بعد إلغاء إجراءات الإغلاق.
وفيما يتعلق بالاستدامة لتعزيز التعافي: يهدف أكثر من تسعة من أصل عشرة (91%) إلى إعادة البناء على نحو أفضل من خلال إعادة تصميم شركاتهم لتصبح أكثر استدامة، في حين يعتزم ما يقارب الثلث (27%) جعل سلاسل توريدهم أكثر استدامة من الناحية البيئية على مدى العامين المقبلين.
وقال باري أوه بايرن، الرئيس التنفيذي في بنك HSBC للخدمات المصرفية التجارية العالمية ” لا تنتظر الشركات أن يُملى عليها طريقة إعادة بنائها على نحو أفضل، فقد بدأت الآن. لقد أدت المأساة الإنسانية والأضرار الاقتصادية الهائلة التي تسبب بها كوفيد-19 إلى تسريع خطط التحول، ووضعت العلاقات المتبادلة في طليعة تفكير القادة.
وبما أن التاريخ يظهر أن الشركات أكثر عرضة للإخفاق في الخروج من الركود مما كانوا عليه عندما مروا في خضمه، من الأهمية بمكان أن يواصل القادة بذل جهودهم لجعل مشاريعهم أكثر مقاومة ومرونة.”إلى أهمية التعاون بين الشركات خلال الأزمة التي كانت عاملاً رئيسياً للبقاء بالنسبة للكثيرين.
واضاف إنه على مدى الأشهر الستة الماضية، دعمت جميع الشركات تقريباً (93%) الشركات التي تعمل معها، مع دعم الشركات الكبيرة على وجه الخصوص الشركاء الأصغر ، و قام ما يقارب ستة من عشرة (58 %) من الشركات بمشاركة (25%) المعلومات، (24%) الخبرة، أو (13%) المباني، وتقريباً حوالي الربع (26 %) عرض المشورة.
كما تعاون 40% من الشركات مع شركات أخرى لتقديم منتجاتهم وخدماتهم إلى العملاء.
مع ذلك، في حين ساعد هذا التعاون في المحافظة على التجارة خلال فترة الأزمة، ترى الشركات مجموعة من التحديات المستقبلية في سعيهم لبناء المرونة على مدى الأشهر الستة المقبلة. وكانت نقاط الضعف المالية وهيكل القوى العاملة من أكبر العوائق في وجه التغيير الذي حدده ثلثا الشركات (كلاهما بنسة 62%)، وأقل بقليل من الثلث (31%) يسعون جاهدين للحفاظ على التدفق النقدي الكافي. إضافةً إلى ذلك، ترى ثلث الشركات (33%) انخفاض الروح المعنوية للموظفين عائقاً أمام بناء المرونة على المدى القريب.
وتعليقًا على التقرير، قال تود ويلكوكس، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك HSBC مصر: “يخبرنا عملاؤنا في مصر أن الاستثمار في التكنولوجيا والتحول الرقمي والتدريب على المهارات أمر أساسي لخططهم للنمو والكفاءة التشغيلية لمرحلة ما بعد جائحة كوفيد-١٩. ونحن بدورنا ملتزمون بدعم عملائنا في التعامل مع التحديات والتوجهات الناشئة التي تشكل بيئة الأعمال الجديدة ومساعدتهم على رفع قدرتهم التنافسية والنجاح في أعمالهم سواء داخل اسواقهم او خارجها.”
كما يحدد التقرير سلسلة من التغييرات التي تتوقع الشركات إجراءها لبناء سلاسل التوريد الخاصة بها في العامين المقبلين في محاولة منها لزيادة الشفافية والأمن.
و ترغب ثلاث من عشر (29%) في تنويع سلسلة التوريد الخاصة بها، والعمل مع المزيد من الشركاء، ويرغب ربعهم (26%) بالعمل مع شركات في أسواق أكثر استقراراً.
وبالعكس، خطة ثالثة لتقييد أو تقصير سلاسل التوريد للحد من المخاطر.
و يخطط أكثر من الثلثين (67%) لزيادة أمن سلسة التوريد الخاصة بهم، من خلال تحديد وتأمين الموردين المهمين، وثلاثة من عشرة (31%) لمراجعة قدرة الموردين لتحمل الصدمات المستقبلية.