” بلومبرج”: 3 أسباب وراء كارثة انهيار “بتكوين” و”إيثريوم”

هجوم إيلون ماسك وتحذيرات المركزي الصيني أدت إلى تراجع حادّ في أسعار العملتين الرقميتين

استخدام الأموال المقترَضة لشراء العملات المشفرة ساهم بقوة في الخسائر الأخيرة

 

تتعرض عملتا “بتكوين” و”إيثريوم” لضغوط بعد جلسة تداول مؤلمة في الولايات المتحدة، شكّلَت صدمة لكثير من المتعاملين في سوق العملات الرقمية.

وبحسب بلومبرج ، تراجعت العملتان الرقميتان الرائداتان نحو أدنى مستوياتهما الأسبوع الجاري خلال التعاملات الآسيوية قبل أن تنتعشا مجدداً.

وانخفضت بتكوين بنسبة 8.7%، ولكنها ارتفعت بعد ذلك إلى 40 ألف دولار بحلول الساعة 2:20 مساء في هونغ كونج (بالتوقيت المحلي)؛ وتراجعت إيثريوم بنسبة 15% لكنها قلصت الانخفاض لاحقاً.

وتتأرجح العملات المشفرة بعد أن اشتكى إيلون ماسك مؤسس شركة “تسلا” الرائدة عالمياً في صناعة السيارات الكهربائية، من استخدام الوقود الأحفوري المطلوب لتعدين بتكوين، فيما تراجع عن تعهده بالسماح باستخدام العملة الرقمية الأكثر شهرة في تسوية مبيعات السيارات الكهربائية.

وأضاف بنك الشعب الصيني (المركزي) إلى المشاعر السلبية، من خلال تأكيد أنه لا يمكن استخدام العملات الرقمية في تسوية المدفوعات.

مع ذلك، لا تفسر تلك العوامل تماماً ما حدث للعملات الرقمية يوم الأربعاء الذي شهد انخفاضاً بنسبة 31% تلاه ارتفاع بنفس النسبة تقريباً. ربما لعب المستثمرون الذين يعتمدون على الاقتراض والارتفاع المفاجئ في التقلب دورهم في الاضطرابات التي شهدتها سوق العملات الرقمية.

يستخدم عديد من المتداولين في العملات المشفرة الأموال المقترَضة لزيادة عائداتهم، مما يجعلهم عرضة لتصفية مراكزهم تلقائياً في حالة انخفاض الأسعار.

في الـ24 ساعة الماضية، صُفّيَت حسابات أكثر من 700 ألف متداول، أي ما يعادل 8.1 مليار دولار من العملة المشفرة، وفقاً لبيانات “Bybt.com”، وهي منصة تداول ومعلومات عن العقود الآجلة للعملات المشفرة.

وقال تود موراكيس، المؤسس المشارك لـ”جيه إس تي كابيتال”، شركة خدمات مالية متخصصة في سوق الأصول الرقمية، إن الأخبار السيئة والتوقعات المتشائمة بهبوط السوق و”اضطرار بعض المتعاملين للبيع بمثابة وصفة لحدوث كارثة”.

وتابع “سنرى كثيراً من التحركات خلال الأسبوع المقبل، ولكن نأمل أن تكون في نطاق، وإن كان أوسع من المعتاد، وتقدم هذه السوق فرصا للمستثمرين حالياً، ولكن أعتقد أنكم سترون المستثمرين ينتظرون ويتركون الأمور تستقر”.

وقال جيفري هالي، كبير محللي السوق في “أواندا آسيا باسيفيك”: “ستؤدي فترة الهدوء النسبي إلى طرد مزيد من المشترين عند الانخفاض، ولكن عملة بتكوين بصدد أن تسجل تعافياً لفترة قصيرة مؤقتاً، بخاصة عندما ينظر المستثمر إلى ضعف أداء العملات الأخرى، إبان الصعود في نهاية جلسة التداول”.

“إذا أغلقت بتكوين دون 40 ألف دولار هذا المساء، فسنشهد هبوطاً آخر وإعادة اختبار محتمَل عند 30 ألف دولار مرة أخرى”، حسب هالي.

ولا تزال العملات المشفرة توفر مكاسب وفيرة للمستثمرين الذين احتفظوا بها لأكثر من بضعة أشهر.

وارتفع سعر بتكوين بنسبة 37% منذ بداية 2021، فيما تضاعف سعر إيثريوم أكثر من ثلاثة أضعاف.

بدأت “جولدمان ساكس غروب” و”بنك أوف نيويورك ميلون” و”دي بي إس غروب هولدنغز ليمتد” في الإقبال على بتكوين أو توسيع الاهتمام بها في الأشهر الأخيرة، في إشارة إلى تزايد اقتناء العملات الرقمية.

وقال جوليان إيمانويل، أحد المحللين الاستراتيجيين في “بي تي آي جي”، إن “توخي الحذر من جانب الصين، والتنظيم المحتمل من الولايات المتحدة، يؤديان إلى حالة من عدم اليقين، مما يضع قيوداً على الأصول الرقمية في المدى القريب، ويؤدي إلى إعادة اختبار أو تقويض متواضع للانخفاضات في أسعار بتكوين أو إيثريوم”.

أضاف: “دورة الازدهار والانهيار للأصول الرقمية، مع استخدام 2% فقط من الأشخاص للعملات المشفرة في الوقت الحالي (وهو نفس الرقم الذي استُخدم الإنترنت عام 1996) من المحتمَل أن يكون لديها مزيد من الازدهار في السنوات المقبلة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى