السيسي : الدولة تعتمد على التمويل الذاتي في تنفيذ المشاريع الجديدة
نسير في مسار مختلف يهدف لامتلاك مقومات اقتصادية حقيقة
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة لها مسار مختلف عما قبل، حيث تهدف إلى امتلاك مقومات اقتصادية حقيقة والاستفادة من موقعها الجغرافي، بجانب اعتمادها على إنجاز المشروعات بدقة وبأقل تكلفة.
وأوضح السيسي أن الدولة تتدخل الآن لحل جميع المشكلات المتعلقة بإقامة المشروعات الكبرى وتوسيعها وتطويرها مثل نزع الملكية وتعويض المواطنين، وهو الأمر الذي ينهي أي مشروع في مدى زمني محدد له مع تقليل التكلفة؛ وهو عكس ما كانت تقوم به الدولة في السابق، وعلى مدى سنين طويلة، حيث كانت الدولة تطلب دخول المستثمرين لتطوير المشروعات.
جاء ذلك على هامش اطلاع الرئيس السيسي ، اليوم الثلاثاء ، على عملية تطوير ميناء الإسكندرية البحري، ومرافقه، خاصة المحطة اللوجستية متعددة الأغراض والأرصفة البحرية ومستودعات التخزين الحديثة.
وساق الرئيس مثالاً بميناء العين السخنة الذي أنشئ منذ 25 عاما، ونسعى لتوسيعه وتطويره، من خلال جهود وتمويل من الدولة، بما يقصر الطريق على المستثمرين ويتيح لنا المفاضلة بين العروض.
وأشار إلى أن الدولة اتخذت في عام 2005 قرارا بالحفاظ على عدم زيادة الدين العام، لكن النتائج كانت سلبية في ظل زيادة النمو السكاني وزيادة حجم الطلب على التشغيل والحاجة إلى المحافظة على مكانة مصر الإقليمية.
وطالب الرئيس السيسي بتقديم تعويضات جيدة للمواطنين الذين ستخلى منازلهم لإنشاء الظهير الخلفي لميناء الإسكندرية.
وقال السيسي، إن الدولة تعتمد على الشركات المصرية في تطوير الموانئ، لافتا إلى أن الأموال التي تنفق تعود مجددا إلى المصريين.
وأضاف أن تطوير ميناء الإسكندرية يتكلف ما بين 25 إلى 30 مليار جنيه، لافتا إلى أن الدولة تحتاج إلى معدلات عمل وإنجاز أكثر، مشيراً إلى سعي الدولة لإنشاء البنية التحتية لجذب مزيد من المستثمرين.
وقال السيسي إن الدولة تقوم الآن بتنفيذ مشاريعها بنفسها وتعتمد على التمويل الذاتي في تنفيذ المشاريع الجديدة.
وأضاف الرئيس أن الحكومة كانت – في السابق – تعطي المشاريع وتطويرها لمستثمرين مقابل أن يقوموا بإدارة المشاريع، مشيرا إلى أن هذا النهج لم يحقق المرجو منه نظرا لبعض التحديات التي كانت تواجهم.
وأوضح الرئيس السيسي أن الدولة أعادت تقييم هذا المسار وقررت أن تتولى إنشاء المشاريع الجديدة وعمليات التطوير حتى تكون هذه المشاريع ملكا للدولة.
وأضاف أن الدولة عندما تتولى إنشاء مشروع أو تقوم بتطوير مشروع تستطيع انجازه في وقت محدد لأن الدولة تستطيع بسهولة حل المشكلات التي تواجه تلك المشروعات وعمليات تطويرها، مثل نزع الملكية وتعويض المواطنين؛ الأمر الذي تعجز عنه الشركات الخاصة والمستثمرين.
وأكد الرئيس أن هذا لا يعني الاستغناء عن المستثمرين، مشددا على الدور المهم الذي يلعبونه في عمليتي الإنشاء والتطوير، لافتا إلى أن هذه السياسة؛ جعلت المشاريع الضخمة التي تقوم بها الدولة، ملكا لها، ولها حق الإدارة الكاملة.
وأشار إلى حرص الدولة على تسهيل وتذليل جميع العقبات التي تعترض المشروعات التنموية، وإتاحة فرص للمستثمرين، مرحبا بأية عروض من جانب المستثمرين.
وقال الرئيس إن مخطط تطوير ميناء السخنة بدأ قبل 20 أو 25 سنة، الا أن ما جرى إنجازه هو “الحوض الأول فقط”، مضيفا “من الممكن أن يتخوف البعض من الأعباء التي تتحملها الدولة والديون”.
وشدد الرئيس السيسي على أن مصر تتبوأ مكانتها في المنطقة.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي “اتخذنا مسارا مختلفا لبناء دولة حقيقية”، مشددا على أن الحكومة والشعب مسئولان عن مصر، “وهذا ما يجب أن نعيه جيدا”، وقال “قد لا يشغل المصريين تطوير ميناء أو تنفيذ طريق”.
وأضاف أن الدولة تقوم بتنفيذ المشروعات وفقا للمواصفات العالمية، مستشهدا بمشروع خط القطار السريع الذي عرض على المستثمرين لكننا فوجئنا بأرقام تكلفة عالية للتنفيذ، كما أن الدولة حال استمرارها في البحث عن”مطورين ” لميناء السخنة كان العمل سيتنهي في عام 2030.
وأشار إلى أن الدولة شيدت مجموعة من الموانىء على البحرين المتوسط والأحمر، إلى جانب شبكة طرق واسعة، لافتا إلى أن الدولة تفي دائما بجميع التزاماتها؛ فلا يمكن أن تقول للمستثمر أنها ستنشئ طريقا وهي لا تستطيع.
وأوضح أن الشركات المصرية هي التي تنفذ عمليات تطوير الميناء والتكريك؛ لذلك فالأموال التي تحصل من المصريين لإنشاء كيان على البحرين المتوسط والأحمر بمواصفات عالمية؛ تعود مجددا إليهم.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن كل أعمال التطوير والسياسات المتخذة في عمليات إنشاء المشاريع وتطويرها على مستوى الجمهورية؛ جاءت بهدف التنمية الحقيقية وإعطاء فرص تشغيل، ووضع مكانة مصر التي تستحقها على الخريطة في البحرين الأحمر والمتوسط.
وأضاف أن تولي الحكومة تطوير الموانىء مثل الإسكندرية والعين السخنة ودمياط وإكمال جاهزيتها يفتح الباب أمام الشركات الكبرى لتقديم عروض جيدة ومناسبة لتشغيل، ويبقى القرار لمصر لاختيار أفضل العروض.
وأوضح الرئيس أنه رغب في أن يشرح كل هذه النقاط للمواطنين لإطلاعهم على المسار الجديد الذي تسير به البلاد والذي سيزيد من معدلات العمل.