بلومبرج : الفيدرالي الأمريكي يتطلع لرفع الفائدة لمستويات أعلى مما هو متوقع
مهمة الاحتياطي لتحجيم التضخم لم تنته بعد وستستغرق وقتاً
يلمّح صانعو السياسة النقدية في بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إلى أنهم جاهزون لزيادة أسعار الفائدة بنسب أعلى مما كان مخططاً له في السابق، وإن لم يكن بالضرورة أن يحدث ذلك بوتيرة أسرع، إذ بدا من خلال أحدث البيانات، أن التضخم المرتفع في الولايات المتحدة أكثر رسوخاً واستمرارية ، بحسب بلومبرج.
وأكدت إستر جورج، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في كانساس سيتي، أمس الجمعة، أنه يتوجب على البنك المركزي زيادة أسعار الفائدة إلى مستوى متشدد لكبح معدلات التضخم، ولكن مع الحرص على ألا يكون ذلك بوتيرة سريعة، ما قد يتسبب في اضطرب الأسواق المالية والاقتصاد بطريقة قد تأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف.
وقالت جورج، في خطاب عبر الإنترنت لوكالة “ستاندرد أند بورز جلوبال ريتينغز” (S&P Global Ratings)، إن سعر الفائدة النهائي ربما يحتاج إلى أن يكون أعلى من أجل خفض الأسعار.
وفي إشارة إلى أن الأسر الأمريكية التي لا تزال تحظى بمدخرات قد تساعدها على الاستمرار في الإنفاق، قالت إن ذلك قد يدل على الحاجة إلى الاستمرار على هذه الحال لفترة أطول.
وتابعت: “ربما تشاهد سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية أعلى، وربما يبقى الأمر هكذا لفترة أطول، لكنني قد أكون أكثر حذراً من غالبية الناس إزاء مدى السرعة التي نرفع بها أسعار الفائدة”.
ويتحرك بنك الاحتياطي الفيدرالي في مسار رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس للمرة الرابعة على التوالي في أوائل نوفمبر المقبل، إذ يسعى محافظو البنوك المركزية إلى خفض معدل التضخم الأكثر ارتفاعاً منذ ما يقرب من 4 عقود.
ويراهن المستثمرون أيضاً على احتمال إقرار زيادة أخرى بهذا القدر خلال ديسمبر، حيث تشهد الأسواق للمرة الأولى، اقتراب أسعار الفائدة من مستوى 5% خلال السنة المقبلة، عقب أنباء التضخم المُحبطة.
وأظهرت التوقعات الصادرة الشهر الماضي، أن أسعار الفائدة ستصل إلى 4.4% مع حلول نهاية العام الجاري، من النطاق المستهدف الحالي الذي يتراوح ما بين 3% و3.25%، و4.6% العام المقبل.
وفي إطار منفصل، صرّحت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو الجمعة، بأنه وعلى الرغم من وجود علامات على تراجع النمو الاقتصادي، إلا أنها داعمة تماماً للاستمرار في زيادة أسعار الفائدة لمستويات متشددة.
أوضحت دالي في مقابلة عبر الفيديو مع موقع “ياهو فاينانس”، أن زيادة أسعار الفائدة إلى نطاق 4.5% و5% هي النتيجة الأكثر ترجيحاً، حيث يعتزم بنك الاحتياطي الفيدرالي عقب ذلك البقاء عند هذا المستوى لفترة من الزمن.
أيضاً، قالت ليزا كوك محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي، أمس الجمعة، إن هناك حاجة محتملة إلى زيادة أسعار الفائدة بصورة متواصلة، وسيمضي بنك الاحتياطي الفيدرالي في هذا الاتجاه إلى أن تنتهي مهمته في السيطرة على التضخم.
وتشير أحدث التعليقات إلى أن صُنّاع السياسة النقدية مترددون في التحرك بوتيرة أسرع من 75 نقطة أساس، على غرار 100 نقطة أساس، كما توقع بعض المضاربين وخبراء الاقتصاد.
وقد صعدت أسعار المستهلكين الأساسية في الولايات المتحدة، التي تستثني الغذاء والطاقة، 6.6% في سبتمبر الماضي على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى منذ 1982، بحسب تقرير وزارة العمل الأميركية المنشور الخميس.
ويستمر هذا الارتفاع في نمط مثير لقلق صُنّاع السياسة النقدية، عقب تسارع المقياس في أغسطس الماضي أيضاً.