ربيع: 9.4 مليار دولار إيرادات قناة السويس خلال 2023/2022

مرجعا ذلك إلى الخدمات المتطورة التي يتم تقديمها بشكل منتظم رغم الجوائح والأزمات الاقتصادية والعالمية

أعلن أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس عن تحقيق القناة إيرادات بلغت 9.4 مليار دولار خلال السنة المالية 2022/ 2023، بزيادة 35% عن العام الماضي، مرجعا ذلك إلى الخدمات المتطورة التي يتم تقديمها بشكل منتظم رغم الجوائح والأزمات الاقتصادية والعالمية.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس هيئة قناة السويس اليوم ، الأربعاء، خلال المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقدته هيئة قناة السويس لاستعراض أبرز الإنجازات والإحصائيات الخاصة بالملاحة خلال العام المالي ، وإلقاء الضوء على مستجدات تطوير المجرى الملاحي للقناة.

وقال ربيع إن هيئة قناة السويس نجحت في تحقيق سمعة دولية في الاعتمادية والموثوقية، وحصدت الإشادات الدولية منذ أزمة جائحة “كورونا”، وما ارتبط بها من التعامل مع السفن الموبوءة ونقل أطقم المراكب، وعمليات الإرشاد عن بعد لأحد السفن الموبوءة لنقل المصابين بالفيروس لتقديم الخدمات الدولية الإنسانية، وما تم تقديمه خلال حادث جنوح سفينة ايفرجفن، وما ترتب عليه من 22 سفينة عالقة، وتقديم الخدمات الإنسانية لتلك السفن.

وأكد رئيس الهيئة أهمية عملية التطوير في القطاع الجنوبي وأنه يستهدف في محصلته زيادة الحركة الملاحية في مجرى القناة بنحو 17% زيادة لتلبية الطلب المتزايد من السفن لعبور القناة والذي يبلغ حاليًا متوسطه نحو 72 إلى 77 سفينة يوميًا ، مشيرًا إلى أن المشروع يشمل عملية تعميق المجرى الملاحي، والذي كان يمثل تحديًا بسبب الطبيعة الصخرية، وكذلك التعامل مع تيارات المياه الكبيرة في المنطقة والتي تؤثر على دفة السفن طوال 30 كم تمثل طول القطاع.

وأوضح ربيع أنه بمجرد الانتهاء من تطوير القطاع الجنوبي ، والذي يصل عرضه إلى 250 مترا ، سيقدم خدمة أفضل لقباطين السفن ويقلل معدل الحوادث المحتملة مثل حادثة السفينة ايفرجيفن، عبر تقليل الانحناءات الموجودة في هذا الجزء، وزيادة معدل الأمان الملاحي بنحو 28% تضاف إلى معدلات الأمان الملاحي الحالية التي توفرها الملاحة في قناة السويس.

وقال رئيس هيئة قناة السويس إن مشروع تطوير القطاع الجنوبي امتد الإطار الزمني للانتهاء منه إلى سنتين و6 أشهر، وذلك بسبب أن العمل اليومي كان بمتوسط 4 إلى 6 ساعات يوميًا، وذلك في الفترات التي لا تعبر فيها سفن بالممر الملاحي، ضمانًا لعدم تعطيل الحركة الملاحية .. مشيرًا إلى أن المشروع اعتمد على كراكات الهيئة فقط وعدم الاعتماد على معدات أجنبية، حفاظًا على ميزانية الدولة.

ولفت ربيع إلى أنه من المتوقع الانتهاء من تطوير القطاع الجنوبي بحلول نهاية العام الجاري، وأن نحو 90% من المشروع سيتم الانتهاء منه بحلول الشهر المقبل، مشيرًا إلى الخبرة الواسعة التي اكتسبتها الهيئة في عمليات التكريك والتوسعة.

وألمح رئيس هيئة قناة السويس إلى مشروعات التطوير التي تجرى في البحيرات المرة والصغرى وتحويلها لقناتين لزيادة عدد السفن من 6 إلى 8 سفينة ، مشيرًا إلى أن التكامل بين هذه المشروعات سيؤدي إلى زيادة عدد السفن التي يتم استيعابها لعبور قناة السويس، فضلًا عن تقليل ساعات الانتظار أمام السفن المتزايد عددها بشكل مطرد لعبور هذا المجري الملاحي الذي يمثل أهمية كبيرة ضمن حركة التجارة العالمية.

وعن تطوير الأسطول البحري، قال ربيع إن عملية التطوير شملت الكراكات، ومنها أضخم كراكتين بمعدلات هي الأعلى عالميًا، وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي عملية تدشينهم، ما أسهم في العمل على تطوير القطاع الجنوبي، وكذلك القاطرات التي تصاحب السفن والتي تكتسب أهمية كبيرة في مساعدة السفن وتقديم خدمات الإنقاذ، ويتم عمل 45 قاطرة يوميًا.
أوضح أنه سيتم إنتاج 6 قاطرات بالتعاون مع الصين، استلمت مصر منها 3 قاطرات، بينما تتولى ترسانة بورسعيد إنتاج 3 آخرين وسيتم الانتهاء من أحد تلك القاطرات في نوفمبر القادم، والتي تملك مواصفات للقطر 70 طنا، مشيرًا إلى مشروع إنتاج 10 قاطرات بقوة شد 90 طنا، يتم تنفيذها خلال سنتين، وتعمل في عمليات الإنقاذ وكقاطرات مصاحبة.

وأضاف أن الترسانة البحرية في الإسكندرية ستتولى إنتاج قاطرتين بقوة شد 190 طنا، بما يصل إلى إجمالي القاطرات الجديدة المنفذة والجاري تنفيذها نحو 28 قاطرة خلال سنتين ستكون عاملة بالفعل في المجرى الملاحي لقناة السويس بأعلى كفاءة وقدرة.
ولفت ربيع إلى تنسيق الهيئة مع وزارة لبيئة لاستخدام لانشات مكافحة التلوث على المستوى الدولي لخدمة الغرض ذاته في الدول الأجنبية، موضحا أن الهيئة أضافت 10 لانشات إشارة لمساعدة السفن .. مشيرًا إلى أن حادثة شحط سفينة “ايفرجفن” هي أمر وارد في أي مجرى ملاحي بسبب عطل في السفن ووسائل التوجيه، وأن النسب في الحوادث في المجرى الملاحي 0.09% سنويًا وهي نسبة ضئيلة جدًا.
وشدد على أهمية الجاهزية والاستعداد لعملية التعامل مع الحوادث من خلال الجراجات والأتراب، وذلك لمنع تفاقم الحادث، فضلًا عن المتابعة الدورية من خلال غرف متابعة الحركة لسرعة التدخل ببروتوكول يبدأ بالدفع بـ4 كراكات بشكل أولي، ثم تحديد القاطرات المناسبة بقوة الشد وفق حجم وحمولة السفينة، ثم قطرها إلى البحيرات المرة لأعمال الإصلاح والصيانة.
وعن تعظيم الاستفادة من أصول الهيئة، قال ربيع إن الهيئة تملك 7 شركات منذ تأسيسها، ولم يكن بعضها يستهدف الربح ولكن اقتصر عمله على خدمة الهيئة فقط .. مشيرًا إلى أن الشركات أصبحت تحقق ربحية وتشترك مع العديد من الشركات الأجنبية لزيادة نسبتها في السوق الاقتصادي والاشتراك مع القطاع الخاص في بعض المشروعات، فضلا عن المساهمة في المشروعات القومية ومنها المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”.
ولفت رئيس الهيئة إلى أن شركة الإنتاج السمكي وزيادة نسب الأحواض والإنتاج السنوي، فضلًا عن مجمع صناعي صديق للبيئة لإنتاج 812 ألف طن من مشتقات المواد البترولية، وزيادة 750 مليون دولار لزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، وتحقيق مليار دولار زيادة في الصادرات خلال سنة التشغيل الأولى، وتوفير 2500 فرصة عمل.
وتطرق ربيع إلى مشروع تطوير 3 مراسي لليخوت في الإسماعيلية وبورسعيد والسويس ستكون صديقة للبيئة ، مشيرًا إلى مرسى اليخوت في الإسماعيلية الذي سيتم الانتهاء منه خلال شهرين، وإلى الخدمات المرتبطة باليخوت التي سيتم تقديمها للمرة الأولى، وذلك في سبيل وضع هيئة قناة السويس ومصر على الخريطة السياحية في العالم.
وأضاف أن الهيئة بالتعاون مع القطاع الخاص نجحت في إنتاج أول يخت سياحي والترويج للحصول على جزء من عمليات الطلب المتزايد على صناعة وإنتاج اليخوت، مشيرًا إلى أن المشروع يستهدف نحو 200 مليار دولار في السنة من عوائده.
وأوضح أن الهيئة تعدى دورها إدارة المجرى الملاحي، وامتد لتقديم خدمات مثل مشروع تموين السفن بالوقود ما يترتب عليه جذب المزيد من السفن لعبور الهيئة للاستفادة من خدماتها المختلفة ، مشيرًا إلى أن تلك الخدمات تتم خلال فترات الانتظار وليس خلال عملية العبور لضمان كفاءة وتقديم الخدمات.
وأضاف أنه تم تدشين مشروع جمع وإعادة تدوير مخلفات السفن، من خلال إبرام عقد لتنفيذ الخدمة لمدة 15 سنة، في إطار الاستدامة والحفاظ على البيئة، من خلال تشغيل محطات الإرشاد بالطاقة النظيفة وتعزيز التوجه نحو التحول الرقمي ، مشيرًا إلى أن كل تلك الجهود تعد تلبية لما أعلنته الهيئة خلال مؤتمر قمة المناخ الذي عقد في شرم الشيخ، بأن هيئة قناة السويس ستكون خضراء بالكامل خلال عام 2030.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى