محمد عبد العال يكتب عن .. حكايات “غورفيفيا’ نجمة نجوم الصندوق!!

حقيقة الأمر أنه لا أحد يتشكك في حسن نواياها وحرصها على نجاح مسيرة مصر مع الصندوق

كريستالينا غورغييفا مديرة صندوق النقد الدولى هي إقتصادية وسياسية بلغارية، ولدت في 13 أغسطس 1953 ، وتم تعيينها مديرة عامة لصندوق النقد الدولي في أكتوبر 2019 ، ولديها خبرة واسعة في الشؤون الاقتصادية الدولية.

وتعتبر كريستالينا غورغيفا شخصية بارزة في المجال المالي الدولي ، وقد تم تكريمها بالعديد من الجوائز والتقديرات على مساهمتها في السياسة الاقتصادية الدولية.

وبحكم موقعها ومركزها المهنى المميز كانت “غورفيفيا’ ، ومازالت ، نجمة نجوم المجتمع الدولي ، خاصة إبان حضورها جلسات اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليان في مراكش هذا الشهر.

كانت “غورفيفيا’ بحق نجمة تبلورت نجوميتها ، من وجهة نظري ، عبر مضمون وخلفيات ثلاث حكايات:

الحكاية الأولى ، كانت حول مطالبتها مصر في مطلع شهر أكتوبر الجاري بضرورة إجراء تخفيض لعملتها الوطنية حتى لا يتآكل احتياطيها من النقد الأجنبي.

وحقيقة الأمر أنه لا أحد يتشكك في حسن نواياها وحرصها على نجاح مسيرة مصر مع الصندوق ، ولكنها تعلم أننا دولة تعاني من فجوة نقد أجنبي ، الأمر الذي يتعين أولا أن يتراكم لدى مصر رصيد معقول من النقد الأجنبي لا يكون مصدره الإقتراض من الخارج حتى يمكن ضمان دعم الجنيه والحفاظ على استقراره ، وبغير ذلك فإن أي تخفيض للجنيه سوف يبتلعه وتمتصه السوق السوداء في لحظات ، ثم نعود للتطلع إلى التخفيض التالي وهكذا.

والكل يعلم أيضاً أن أي تخفيض دون توفر رصيد كاف من النقد الأجنبي وفي ظل انتهاج سياسة مرونة سعر الصرف، يعني ارتفاع فاتورة الاستيراد وزيادة أسعار السلع للمستهلك النهائي ، ومن ثم ارتفاع التضخم ، ويلي ذلك رفع الفائدة وتداعيات ذلك ، والدخول في حلقة مفرغة من التداعيات السلبية يصعب كسرها ووقفها أو الهروب منها.

وكان تحذير السيدة مديرة الصندوق السابق هو مضمون الحكاية الأولى.

أما الحكاية الثانية ، والتي تناقضت تماما مع الحكاية الأولى ، حيث كانت نظرتها إلى مصر أكثر تعاطفاً وأعمق تفاؤلاً.

وحدثت وقائع الحكاية الثانية إبان حضورها أيضاً الاجتماعات السنوية التي عقدها صندوق النقد والبنك الدوليان في مراكش ، حيث صرحت بأن إلتزام الصندوق مع مصر قائم ومستمر ، وسريعاً أو قريبا ما ستتوجه بعثة الصندوق إلى مصر لاستكمال المشاورات ، وأن الصندوق على اتصال وثيق مع مصر لتحديد مواعيد لمناقشة المراجعة المرتقبة ، مشيرة إلى التقدم الأخير فى الإصلاحات التي تمت ، وقالت إن مصر حققت تقدما جيداً على مستوى عدد من الجبهات الاقتصادية والمالية ، خاصة في تنفيذ استراتيجية الخصخصة وتسريع برنامج الطروحات ، والمشاركة مع فريق الصندوق حول أفضل الطرق لإجراءات السياسة النقدية بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها مصر.

أما الحكاية الثالثة ، فهي أيضا حدثت وقائعها في مراكش ، حينما صرحت “غورفيفيا’ بأن الصراع في فلسطين يزيد قتامة أفق الاقتصاد العالمي ، وأشارت إلى أن الصدمات أصبحت الوضع الطبيعي الجديد.

وهنا نتفق مع نجمة نجوم الصندوق في مخاوفها من أن نكون على مشارف صدمة ثالثة جديدة.

صحيح أن الوقت مازال مبكرا ، ولكن التاريخ الاقتصادي الحديث علمنا أن مثل تلك الأحداث قد تتطور إلى صدمات قد تترك تداعياتها على اقتصاديات المنطقة وعلينا.

محمد عبد العال

خبير مصرفي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى