“فيتش سوليوشنز” : هبوط النفط يضع البنوك المركزية بالأسواق الناشئة في “معضلة سياسية”
قال سيدريك شهاب، رئيس إدارة المخاطر في البلاد والاستراتيجية العالمية لدى “فيتش سوليوشنز”، إن البنوك المركزية في الأسواق الناشئة تواجه “معضلة سياسية” تتعلق في كيفية دعم اقتصاداتها وسط تباطؤ متوقع في النمو.
أضاف، في تصريح له نشرته شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية اليوم الاثنين، أن هبوط أسعار النفط أضر العديد من اقتصادات الأسواق الناشئة، وتواجه بنوكها المركزية الآن معضلة تتمثل في رفع أسعار الفائدة من أجل دعم عملاتها أو خفض أسعار الفائدة من أجل تحفيز النمو.
وتواجه البنوك المركزية عبر الأسواق الناشئة عمليات بيع ضخمة من جانب، وتباطؤ في معدلات النمو من جانب آخر.
يُذكر أن أسعار النفط العالمية قد هوت بنسبة بلغت 31 % مسجلة أكبر خسائرها منذ اندلاع حرب الخليج عام 1991 ، وذلك نتيجة انهيار اتفاق تحالف “أوبك +” بشأن تعميق خفض الإنتاج من أجل مجابهة ضعف الطلب العالمي على النفط الناجم عن تفشي فيروس كورونا المستجد وتداعيات ذلك السلبية على اقتصاد الصين التي تعد أكبر مستورد للخام.
وعانت العقود الأجلة لمزيج برنت من ثاني أسوأ أداء لها على الإطلاق مع بداية تعاملات اليوم، حيث سجلت عقود شهر مايو تراجعا بنحو 30 % ليصل إلى سعر 31.02 دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 1991 ، كما تراجع سعر العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم شهر ابريل بنسبة 34 % ليصل إلى 27.34 دولار للبرميل، ما استدعى تعليق التداولات لبضع دقائق بسبب مخاوف من حجم الخسائر المسجلة.
وشهدت تعاملات اليوم عمليات بيع موسعة من قبل المستثمرين بعد الصدمة الناجمة عن فشل “أوبك +” في التوصل إلى قرار بشأن تعميق خفض الإنتاج بسبب معارضة روسيا، التي اعتبرت إنه من السابق لأوانه تقييم مخاطر كورونا على معدلات الطلب العالمية، ما دفع مؤسسات دولية مثل “جولدمان ساكس” إلى التحذير بشأن تهاوي أسعار المعدن الأسود إلى ما دون مستوى 20 دولار للبرميل.
وأوضح شهاب أن هذه التطورات في أسواق النفط أضرت بعملات الاقتصادات الناشئة ذات الاعتماد الكبير على النفط، مثل المكسيك وروسيا، وكذلك تلك التي تعاني من عجز مزدوج (في الحساب الجاري والمالي).
وخفضت عدة بنوك مركزية عالمية أسعار الفائدة من أجل تخفيف حدة الضربة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا، كما أضر تفشي الفيروس التاجي عالميًا بالطلب على النفط.