باول : “الفيدرالي الأمريكي” مستعد لرفع الفائدة بمقدار 0.5% في مايو المقبل إذا لزم الأمر

قال "إذا قررنا أننا بحاجة للتشديد فوق المقاييس الشائعة للفائدة المحايدة وتجاه موقف أكثر تقييداً فسنفعل ذلك أيضاً"

قال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إن البنك المركزي مستعد لرفع أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في اجتماعه المقبل إذا لزم الأمر، مستخدماً نبرة أكثر تشدداً تجاه كبح التضخم مما استخدمها قبل أيام قليلة.
وبحسب “بلومبرج” رفع صناع السياسة سعر الإقراض الرئيسي بمقدار نصف نقطة مئوية في اجتماعهم الأسبوع الماضي، وأنهوا عامين من تكاليف الاقتراض القريبة من الصفر، وأشاروا أيضاً إلى 6 زيادات ذات حجم مماثل العام الجاري، استناداً على أوسط التوقعات.

وأوضح باول أن الزيادات بمقدار نصف نقطة مئوية قد تكون مطروحة على الطاولة عندما يجتمع صناع السياسة مجدداً في 3 و4 مايو المقبل وفي الاجتماعات اللاحقة.

وفي خطاب بعنوان “استعادة استقرار الأسعار” للرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال، أمس الأول الاثنين قال باول، “إذا استنتجنا أنه من المناسب التحرك بوتيرة أكثر تشدداً عبر رفع الفائدة الرسمية بأكثر من 25 نقطة أساس في اجتماع أو اجتماعات تالية، سنفعل ذلك”.

وبعد تعليقاته الرسمية، سأل مدير الجلسة باول إذا كان هناك أي شيء قد يمنع صناع السياسة من رفع الفائدة بمقدار 0.5% في مايو، والذي سيكون أول رفع بهذا الحجم من عام 2000، فقال مضحكاً المستمعين: “ما الذي يمنعنا؟ لا شيء: وهذه هي الخُلاصة”.

وأضاف أن مثل هذا القرار لم يتخذ بعد، لكن أقر بأنه ممكن إذا اقتضته البيانات. “زملائي وأنا سنتوصل لاستنتاج مفاده أننا سنحتاج إلى التحرك بوتيرة أسرع وإذا توصلنا لذلك فسنفعل”.
كان باول أكثر تشدداً يوم الاثنين مما كان عليه في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اجتماع الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أنه إذا استمر الارتفاع في التضخم، فإنه سيُفضل وتيرة أكثر قوة للتشديد.

والأسبوع الماضي، كان عليه أن يبرر تباين الآراء بين صانعي السياسة الـ16 عضواً حالياً في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.

سمعت الأسواق رسالة رئيس الفيدرالي وتحركت بحدة استجابة لها، وهو ما أرسل عائدات سندات الخزانة لأعلى في الوقت الذي رفع فيه المستثمرون رهاناتهم على أن الفيدرالي سيرفع الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في مايو لمواجهة التضخم الأكثر سخونة في 40 عاماً.

وقال ديريك تانغ، اقتصادي في “إل إتش ماير” (L.H. Meyer) في واشنطن: “هو لا يريد أن يترأس فترة أخرى يكونون فيها بطيئين جداً في التصرف.. وهو يحاول استباق الأشياء، وكنا نتجه نحو رفع قدره نصف نقطة مئوية في يونيو لكن هذا الخطاب نقلها إلى مايو”.
ومن المتوقع أن تصل الفائدة إلى 2.8% في 2023، متجاوزة ما يطلق عليه المعدل المحايد عند حوالي 2.4% والذي لا يسرًع أو يُبطئ النشاط الاقتصادي.

قال باول: “وإذا قررنا أننا بحاجة للتشديد فوق المقاييس الشائعة للفائدة المحايدة وتجاه موقف أكثر تقييداً، فسنفعل ذلك أيضاً”.

وأضاف رئيس الاحتياطي الفيدرالي – الذي كرر وشرح بالتفصيل العديد من تعليقاته الرئيسية من المؤتمر الصحفي الذي عقد الأسبوع الماضي – أن غزو روسيا لأوكرانيا يفاقم ضغوط التضخم من خلال زيادة أسعار المواد الغذائية والطاقة والسلع الأخرى “في وقت يعد فيه التضخم مرتفعاً للغاية بالفعل”.
قال إن البنوك المركزية تنظر عادة إلى ما وراء الصدمات في أسعار السلع والناجمة عن حدث ما، لكن لن تحكم العادة سير الأمور هذه المرة بالضرورة.
تابع: “تزداد مخاطر تحقق فترة مطولة من التضخم المرتفع بما يدفع التوقعات طويلة الأجل لمستويات أعلى غير مريحة، وهو ما سيؤكد على الحاجة لأن تتحرك اللجنة على وجه السرعة كما وصفت”.
وتوحي التعليقات أن باول يرى التضخم الأعلى حتى من المستوى الحالي كخطورة أكبر على الاقتصاد من أي تباطؤ على المدى القصير ناتج عن هبوط الاستهلاك نتيجة تكاليف الوقود وزيادة عدم اليقين.

ووصف باول الاقتصاد بأنه “قوي للغاية” وفي وضع جيد للتعامل مع أسعار الفائدة المرتفعة، وتوقع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي نمواً اقتصادياً بنسبة 2.8% العام الجاري، لكن الغزو الروسي لأوكرانيا ألقى بمخاطر جديدة على توقعاتهم.

ويقول صانعو السياسة إن المناقشات حول توقيت ووتيرة البدء في تقليص المركز المالي البالغة قيمته 8.9 تريليون دولار لا تزال جارية، لكن من المتوقع اتخاذ قرار قريباً.

حول هذا الموضوع، أكد باول على تعليق من المؤتمر الصحفي الأسبوع الماضي، قائلاً إن التحرك لتقليص المركز المالي “يمكن أن يأتي بمجرد اجتماعنا القادم في مايو، رغم أن هذا ليس قراراً اتخذناه”.
وقال رئيس الفيدرالي إن صناع السياسة لم يعودوا يفترضون انفراجاً كبيراً في مشكلات سلسلة التوريد وسيتطلعون إلى “التقدم الحقيقي” على جبهة التضخم لقيادة قرارات الفائدة.
ورغم النبرة الأكثر تشدداً في تصريحات باول، قال إنه لا يزال متفائلاً بشأن الهبوط الناعم للاقتصاد إلى معدل نمو مستدام.
وقال: “حالات الهبوط الناعمة أو على الأقل الناعمة نسبياً كانت شائعة إلى حد ما في تاريخ السياسة النقدية الأمريكية.

وأُسارع لأضيف أنه لا أحد يتوقع أن تحقيق هبوط ناعم سيكون مهمة بسيطة في السياق الحالي.. فالقليل جداً من الأمور بسيطة في السياق الحالي”.
روبيرتو بيرلي، مدير أبحاث السياسة العالمية في “بيبر ساندلر آند كو” قال: “ما يقوله هو “أنا راغب بشدة في تحمل مخاطر قلب الاقتصاد رأساً على عقب لخفض التضخم.. وأصبحت مهمته أسهل بالنظر إلى أن كل الضغوط السياسية هي في صالح رفع أسعار الفائدة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى