محمد عبد العال يكتب.. عبقرية الرقم 252

252،، هذا الرقم لا يمثل خطة لفريق كرة قدم تركز على خط الوسط ، ولكن هذا الرقم هو حصيلة ما اجتذبته فعلًا الشهادة العبقرية ذات العائد 15% لمدة عام لدى البنك الأهلي المصري ، وذلك بحسب تصريح للأستاذ يحيى أبو الفتوح نائب رئيس البنك أمس، السبت، لموقع بنوك واستثمار.

تُرى ما هى أسرار عبقرية تلك الشهادة أو هذا الوعاء الإدخاري الجديد؟

لم يسق تاريخيا أن جذب وعاء إدخاري هذا القدر من مدخرات العملاء فى تلك الفترة الوجيزة فى بنك واحد.

تلك الشهادة شارك فى شرائها مليون وستمائة ألف عميل، على مدى خمسة أشهر فقط،، ليس مهما أن معظمهم جدد،، ولكن الأهم أن معظمهم قد جاء عبر الدفع الإلكترونى ، وهو الأمر الذى أكد أهمية هذا المنتج فى إنجاح عملية التحول الإلكترونى وتطبيقاته،، وبالطبع ساعد من ناحية أخرى فى دعم استراتيجية الشمول المالى.

هذا الوعاء العبقري فى تأثيره الإقتصادى غير المنظور له خاصيتان مهمتان، فهو يدفع للخلف حينما يستقطب المدخرين على كافة أنواعهم ويخفف السيولة الفائضة وغير المستثمرة فى يد المواطنين، وهو فى هذا الجانب قلل نسبياً من الطلب على الدولار، نتيجة فارق الفائدة بين العملتين لصالح الجنيه بفارق كبير، بل ايضاً شجع وحفز بعضا ممن يحتفظون بأرصدة دولارية للتحول الى الجنيه المصرى كسبا لفارق الفائدة،، ومن هذا وذاك فإن هذا المنتج منع أى إحتمال لأية مظاهر للدولرة، وساعد على استقرار سعر الصرف، وأيضاً ساعد على مقاومة التضخم.

هذا المنتج شديد الذكاء يدفع أيضاً إلى الأمام ، حينما يساعد المدخرين من القطاع العائلى ، ففى الوقت الذى جمد سيولتهم لمدة عام إلا أنه أتاح لهم أعلى عائد شهرى ممكن على مدخراتهم، وهو الأمر الذى مهد لهم الطريق لتعويض ارتفاعات بعض الأسعار ، وساعدهم على تنشيط الطلب المشتق على السلع والخدمات، وكما هو معروف فبدون استهلاك لن يكون هناك إنتاج، أى أن هذا المنتج ساعد على عدم ظهور بعض حالات أو مظاهر للركود التضخمي، التى كانت محتملة عقب جائحة كوفيد19.

هذا الوعاء فى تصورى لم يؤثر سلبا على إجمالي ودا بعض البنوك، التى سحب منها بعض العملاء كل أو جزء من ودائعهم واشتروا بها شهادة ال15% ، والدليل أن إجمالى ودائع البنوك قد حققت ارتفاعًا وأيضا ودائع القطاع العائلى، بل يمكن القول أن هناك بعض البنوك كان من مصلحتها أن تقلل من حجم الودائع المكلفة لديها لأنها لديها سيولة فعلًا أكبر من إحتياجاتها التمويلية.

أعتقد أن البنك الأهلي المصري وبنك مصر سوف يتحملان تكلفة باهظة لارتفاع عائد تلك الشهادة ، ولكن ما سيعوضهم سيكون فيما وفره لهم هذا الوعاء من سيولة متوسطة الأجل ، يمكن استخدامها فى تمويل المشروعات القومية وتمويل القروض المشتركة الضخمة.

كما أن إستقطابهم لهذا العدد الكبير من العملاء فى فترة وجيزة سيحقق لهم قاعدة عملاء مستقرة وجيدة، يمكن أن تكون مجالا كبيرا لتسويق منتجات التجزئة وتمويل الشركات مستقبلاً.

محمد عبد العال الخبير المصرفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى