محمد عبد العال يكتب عن: بنوك الصين العظيمة

تُرى من هي أكبر بنوك العالم؟

هل تريد أن تعرفهم؟

إنهم على الترتيب وفقا لتقرير صادر حديثاً عن S&P Global market intelligence :
report .
البنك الصناعي التجاري الصيني بقيمة 4.2 تريليون دولار ، بنك الإنشاء الصيني 3.3 تريليون دولار ، البنك الزراعي الصينىي 3.2 تريليون دولار ، ثم بنك الصين 3 تريليونات دولار ، يلى ذلك موتسبيشي بنك اليابان ب 2.8 تريليون ، ثم بنك جي بي مورجان تشيس الأمريكي ب 2.6 تريليون ، ثم بنك HSBC البريطاني ب 2.55 تريليون دولار ثم بنك أوف أمريكا ب 2.35 تريليون دولار ، ثم بنك BNP Paribas ب 2.33 تريليون دولار ، وأخيرا يأتى بنك كريدى أجريكول الفرنسي ب 2.13 تريليون دولار.

لا تندهش ، حينما تجد أن الأربعة بنوك الأولي في الترتيب هم من الصين ، ثانى أكبر اقتصاد فى العالم ، ليس بالعدد فقط ، وإنما بالثقل أيضا ، فبينما بلغت قيم أصول الأربعة بنوك الصينية الأولى على العالم 13.7 تريليون دولار ، نجد أن الخمسة بنوك التالية ، بعد بنك ميتسوبيشي اليابانى ، بلغت مجموع أصولها 9.7 تريليون دولار فقط ، وهم بنكان أمريكيان وبنك بريطانى وبنكان فرنسيان.

ماذا تعنى تلك الأرقام؟

فى تصورى أن هناك العديد من الدلالات يمكن استقراؤها فيما وراء تلك الأرقام منها :

– أن الصين تقترب رويدا رويدا من المنافسة على المرتبة الأولى إقتصاديا ، من حيث حجم تجارتها الدولية ، وقوة جهازها المصرفي.

– أن عام 2022 سيشهد استمرار الحرب الإقتصادية بين الولايات المتحدة والصين وسوف تتنوع أساليب الخنق الإقتصادى بينهما.

– ستركز الصين على تأمين احتياجاتها من أنواع الطاقة من كل المصادر ، معتمدة على زيادة وتوسيع خطوط الإمداد من السلع الأخرى من كل دول العالم بشكل عام ، والدول النفطية بشكل خاص ، مع العمل على احتفاظها بالمنافسة السعرية ، عن طريق احتفاظها بسعر صرف مستقر لليوان الصيني ، والسيطرة على التضخم لديها.

– أن المصرف المركزي الصيني لن يتأثر بالضغوط الأمريكية أو الأوروبية التي تطالب دوماً برفع سعر صرف اليوان الصيني ، أمام الدولار الأمريكي ، بغرض خفض قدرة المنافسة السعرية للسلع الصينية أمام سلع الدول الغربية ، فنجد أنه رغم توجه الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة إلى اتباع سياسة نقدية تقييدية، برفع الفائدة لمواجهة التضخم ، نجد فى ذات الوقت بنك الصين المركزي يخفض الفائدة لأول مرة منذ عامين بهدف تحفيز النمو.

– على الجانب الآخر سيشاهد العالم المزيد من صفقات الإندماج والاستحواذ فى كل دول العالم المتقدم والناشئ ، فلم تعد البنوك ذات الكيانات الصغيرة قادرة على المنافسة المحلية أو الخارجية أمام تلك الكيانات الضخمة ، والتى تسعى لتوفير منافذ جديدة لها فى الدول المتقدمة والناشئة على حد سواء ، وعلى سبيل المثال نجد أن بنك أوف مونتريال ، أحد أكبر البنوك الكندية يعلن عن توصله لشراء إحدى الوحدات المصرفية التابعة للبنك الفرنسي (BNP Paribas )العاملة فى كاليفورنيا بالولايات المتحدة ، فى صفقة بلغت 16 مليار دولار أمريكي !! وبالطبع الغرض هو رفع قدرة البنكين التنافسية ، وتوسيع حجم أعمالهم في العالم ، كما نلاحظ التشجيع المستمر من الإدارة الأمريكية لكل الأوساط المصرفية الأمريكية للتوجه للإندماج، لخلق كيانات أكبر لمواجهة منافسة صينية تتصاعد فى ظل حرب إقتصادية وعرة.

– نتوقع أيضا ان نرصد فى العالم العربي ودول الخليج ومصر ، خلال العام الجديد 2022 ، بعض صفقات الإندماج أو الإستحواذ أو البيع الكلي أو الجزئي لحصص من الأسهم في البورصة ، وسيكون ذلك أمر جيد ، ولكن المهم هو الإسراع في تفعيل الصفقات المخططة حتى تستطيع الكيانات الجديدة من المنافسة.

كما نتوقع أن يكون هناك دور أكبر للشركات المتخصصة فى أنشطة التكنولوجيا المالية ( الفينتيك) ، وخدمات التجزئة البنكية ، أما البنوك الإلكترونية فهناك أمل في تفعيل بعض وحداتها في مصر والعالم العربي.

كما نتوقع دعما كبيرا من البنك المركزي للبنك الزراعي المصري.

محمد عبد العال
خبير مصرفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى