الرئيس السيسي: وقفت أمام تحرير سعر الصرف منذ 8 شهور لأنه كان يمس الأمن القومي المصري
أقدمنا على تطبيق سعر الصرف المرن بعد توفير ما بين 45 إلى 50 مليار دولار من خلال مشروع رأس الحكمة والاتفاق مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي وموارد أخرى
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن مصر عاشت أزمة كبيرة منذ أكثر من أربع سنوات جراء جائحة كورونا والتي استمرت لمدة عامين إلى الحرب الروسية- الأوكرانية والمستمرة منذ ثلاثة أعوام وبعد ذلك الحرب في غزة بكل ما يعنيه هذا الأمر من تهديد وتحد كبير جدا لنا كمصريين وحتى لمنطقتنا أيضا.
وأشار السيسي ، في كلمته خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ39 للقوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية اليوم ، السبت ، إلى أن الظروف السابقة والضغط الذي تحمله المصريون خلال السنوات الأربع الماضية والذي زاد في السنة الأخيرة أكثر مع ارتفاع الأسعار ، يتطلب بذل المزيد من الجهود والصبر والعمل من أجل الحفاظ والاعتناء بالبلاد.
وأضاف “تعداد سكان مصر 106 ملايين نسمة وهناك 9 ملايين من اللاجئين متواجدون على الأراضي المصرية ، والتحديات والمشاكل تحيط مصر من كل الاتجاهات ولها تأثيرات علينا ونحن دولة مقوماتها ليست كثيرة “، مشيرا إلى أن 10 سنوات من القتال ومكافحة الإرهاب لها تكلفتها،وماحدث في 2011 له تكلفته، وبعدها في 2013 لها تكلفة أيضا”، مؤكدا أن هذه التكلفة لن يستطيع شخص واحد تحملها ، قائلا “أنا لا استطيع حملها بمفردي ولا أيضا الحكومة تستطيع ، لكن نستطيع كلنا مع بعض أن نحملها أولا بفهمنا”.
وتابع السيسي :” الأمور بدأت في التحسن وأقول ذلك حتى أسجل موقفي لكم جميعا .. أنا لم أغامر بكم ، ولم أتخذ قرارا أضيّع به مصر ، ولا الحكومة .. ونحن لم نغامر، ولم يكن هناك فهم خاطئ أو منقوص ،اتخذنا به قرارا يضيّع مصر “، مؤكدا “نحن لم نكن فاسدين وأخذنا أموالكم وضيعناها بفساد ..فهذا لم يحدث”، مشددا على أن ما تم من انجازات على أرض مصر يستطيع أي أحد رؤيته.
أضاف الرئيس “أقول ذلك كتسجيل من انسان اخترتموه لتولي المسئولية.. وأنا قلت لكم تعالوا نتولى المسئولية معا “.
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن الادعاءات بسيطرة مسؤولين في الدولة على مبلغ يتراوح ما بين 10 إلى 12 مليار دولار وخروجها إلى الخارج “غير صحيحة”،مضيفا “هذا الأمر لم يحدث ولن يحدث بفضل الله سبحانه وتعالى، فكل جهدنا وإمكانياتنا كانت داخل البلد”.
وقال “لا أريد أن أسيئ في كلامي لأحد قبل ذلك، لأنني اعتبر ذلك ليس من الصفات الطيبة.. لكن الوضع في مصر كان بعيدا تماما عن مفهوم وجود دولة”.
وأكد الرئيس” أن إمكانياتنا ليست كبيرة فنحن جميعا نعيش حاليا على 10 إلى 12% من مساحة مصر، قياسا بـ6% فقط في السابق، ووقتها كانت تشهد تلك المساحة تكدسا سكانيا كبيرا من أسوان إلى الإسكندرية، حتى أصبح الوضع في البلاد صعبا علينا في كل شيء”، مضيفا “كان من الممكن ألا نسير في هذا المسار الذي سلكناه بالتوسع العمراني، بحجة أننا لا نمتلك الإمكانيات أو أن نتحرك بفعالية وقوة في وقت نعاني فيه من الأزمات”.
وشدد السيسي على أن الدولة اختارت الطريق الصعب، يتحمل خلاله الجميع الظروف الصعبة والمعاناة، لكي تتحول مصر إلى “دولة قادرة”، ومن ثم تنطلق نحو المستقبل.
واستطرد الرئيس قائلا: “كنت أتحدث منذ نحو 8 شهور عن مسألة تحرير سعر الصرف (التعويم)، وأكدت أنني سأقف أمام هذا الأمر لأنه يمس الأمن القومي المصري ،لأن تقديرنا الاقتصادي في ذلك الوقت كان أننا لا نستطيع الإقبال على تلك الخطوة، إلا في حال تواجد أموال ضخمة نستطيع من خلالها تنظيم السوق وكنا نتحدث عن ضرورة توفير 80 إلى 90 مليار دولار”.
وتابع الرئيس:” استطعنا توفير مبلغ يتراوح ما بين 45 إلى 50 مليارا من خلال مشروع رأس الحكمة والاتفاق مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي إلى جانب موارد أخرى، وفي ضوء ذلك أقدمنا على تطبيق (سعر الصرف المرن) طبقا للطلب”.
وقال الرئيس السيسي إنه لم يتوجه بالعتاب أو اللوم إلى أحد خلال الفترة الماضية التي شهدت ارتفاعات في أسعار السلع استنادا إلى أسعار غير حقيقية للدولار ، ولم يُتخذ إجراء حادا تجاه أي أحد، لأن فكرة اتخاذ إجراء في تلك الفترة كانت ستعقد الأمور أكثر من اللازم، بل كان الأمر يتطلب حل المسألة بدون اللجوء لتلك الإجراءات، موجها حديثه للجميع قائلا: “من الممكن أن نتحمل قليلا.. لكن لا تديروا ظهوركم إلى بلدكم”.
وقال السيسي إنه لم يقدم نفسه أثناء فترة الترشح لرئاسة الجمهورية على أنه “المُخلّص”، مشيرا إلى أن حديثه ووعوده للمصريين لم تتغير، والسبب في ذلك أن الظروف والواقع لم يتغيرا، مشددا على أن الحل لما نحن فيه يكمن في المصريين أنفسهم ، فبالعمل والصبر تستطيع البلاد أن تتجاوز الظروف الراهنة، مجددا التأكيد على ضرورة التكاتف وبذل المزيد من الجهود للتغلب على تداعيات الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم.
وأضاف “الظروف الصعبة التي نمر بها لم نختلقها نحن، ولم نغامر بالبلاد رغم أن هناك من طالب بتحرك الجيش المصري ولكننا لم نفعل ذلك ، بل نتحمل ونساعد في حل الأزمات على قدر المستطاع، في وقت تتطلب فيه التحديات، التي تحدق بالأمن القومي وخاصة من الاتجاه الجنوبي والاتجاهات الإستراتيجية الأخرى، أن يكون الجميع على قدر المسؤولية واليقظة، مضيفا: “نحاول أن نكون عامل استقرار وسلام ولا نشعل الحرائق هنا أو هناك “.