بلومبرج : الذهب أصبح أحد أفضل السلع الأساسية أداءً خلال 2024 

بعد ارتفاع سعره بنسبة 21% منذ بداية العام

تواصل أسعار الذهب تسجيل مستويات قياسية، متجاوزة 2500 دولار للأوقية، وسط توقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على وشك تخفيض أسعار الفائدة.

بعد ارتفاع سعره بنسبة 21% منذ بداية العام، أصبح الذهب المعدن النفيس أحد أفضل السلع الأساسية أداءً خلال 2024، بحسب بلومبرج.

وتقول بنوك مثل “يو بي إس جروب” و”إيه إن زد جروب هولدينجز إنه يوجد مجال لمزيد من المكاسب للمعدن النفيس.

وأوضح وين غوردون، خبير استراتيجي في السلع الأساسية في شركة “يو بي إس جلوبال ويلث مانجمنت أن الأسعار “تتجه نحو 2700 دولار للأوقية بحلول منتصف عام 2025 تقريباً”، مشيراً إلى تحول في سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وعمليات شراء البنوك المركزية، وطلب محافظ الاستثمار بهدف التحوط.

ومن المقرر أن يقدم جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إشارات حول توقعات السياسة النقدية في ندوة بقاعة جاكسون هول في وقت لاحق من الأسبوع الحالي، نستعرض 5 رسوم بيانية توضح بعض المحركات الرئيسية التي ستشكل الآفاق المستقبلية للمعدن النفيس.

ويُعزى الارتفاع الأخير في أسعار الذهب بطريقة كبيرة إلى توقعات بأن يبدأ صناع السياسة النقدية في أميركا بتقليص أسعار الفائدة قريباً، مع تكهنات بإقرار عملية تخفيض خلال اجتماعهم المقرر الشهر المقبل. هبطت هذه السردية بأسعار الفائدة الحقيقية، ما وفر بيئة مواتية أكثر للمعدن النفيس غير المرتبط بدفع فائدة.

وتشير التحركات الأخيرة المتعلقة بارتفاع أسعار الذهب وانخفاض أسعار الفائدة، إلى أن المحركات الكلية التقليدية مثل عوائد السندات بدأت تعود إلى الصدارة.

وفي وقت سابق من السنة الجارية، صعد الذهب حتى مع زيادة عوائد السندات، في نمط غير معتاد ما فاجأ المحللين المتمرسين.

وارتفع سعر الذهب الفوري لأعلى مستوياته على الإطلاق، متخطياً مستوى 2500 دولار للأوقية، مدعوماً بآمال قرب خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة.

 

ويعود هذا الانفصال في العلاقة في تلك المرحلة بصورة كبيرة إلى عمليات الشراء القوية من قبل البنوك المركزية، لا سيما في الأسواق الناشئة.

ومع ارتفاع أسعار الذهب، باتت صناديق التحوط والمضاربون أكثر نشاطاً، وبلغت الرهانات الصافية على صعود الأسعار لعقود بورصة “كومكس” قرب أعلى مستوياتها خلال 4 سنوات، بحسب بيانات لجنة تداول السلع الأساسية المستقبلية.

الجميع سيستمع باهتمام شديد لأي تلميحات يقدمها جيروم باول حول ما قد يفعله مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في اجتماع السياسة النقدية المقرر في سبتمبر

ويشير الارتفاع بنسبة 9% في العقود المفتوحة الأسبوع الماضي إلى أن المستثمرين باتوا أكثر تفاؤلاً تجاه الذهب، بدلاً من مجرد تسوية مراكز البيع على المكشوف.

وذكر دانييل غالي، كبير الخبراء الاستراتيجيين للسلع الأساسسية في شركة “تي دي سيكيوريتيز” أنه رغم ذلك، تبدو المراكز الاستثمارية الحالية مبالغاً فيها، وربما تكون صناديق الاستثمار عرضة للخطر في الأجل القريب.

أضاف غالي أن المحفزات التالية لإعادة تقييم توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ستأتي خلال ندوة جاكسون هول، وستعقبها بيانات التوظيف الأميركية المقبلة.

وقد يحدث سيناريو مشابه في صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، مع وجود علامات على اهتمام أكبر في الأسابيع الأخيرة.

وقفزت رهانات مديري الأموال على الذهب إلى أعلى مستوى في 4 سنوات بضغط من مخاوف المستثمرين المحيطة بحملة الانتخابات الرئاسية الأميركية وتوقيت تخفيضات أسعار الفائدة.

وبينما ارتفعت أسعار الذهب بطريقة هائلة في مارس وأبريل الماضيين، استمرت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة تسجيل صافي تدفقات للأموال الخارجة، إذ بلغ الإجمالي العالمي أدنى مستوياته منذ 2019 في منتصف مايو الماضي. رغم ذلك، يبدو أن الأوضاع تبدلت منذ يونيو الماضي، إذ شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة صافي تدفقات من الأموال الداخلة على مدى شهرين.

 

وقد يكون من الصعب تتبع الطلب في سوق خارج المقصورة إذ تجري المعاملات عن طريق وسطاء أو بشكل مباشر بين المشترين والبائعين، دون وجود بورصة أو غرفة مقاصة، لكنها كانت عنصراً مهماً في العام الحالي.

وساعدت عمليات الشراء القوية لسبائك الذهب المادية، لا سيما من قبل مكاتب عائلية في آسيا، على بلوغ استهلاك الذهب المستوى الأفضل خلال ربع ثانٍ له على مدى 25 سنة على الأقل، بحسب مجلس الذهب العالمي.

وساهمت أسعار الذهب المرتفعة في ضعف الطلب على الاستخدامات التقليدية مثل صنع المجوهرات وتركيبات الأسنان، لكن شهية المستثمرين الأثرياء في آسيا عوضت الانخفاض.

ويتوقع المجلس أن المزيد من نمو الطلب في سوق خارج المقصورة، والذي يشمل أيضاً بعض مشتريات البنوك المركزية، سيصبح محركاً رئيسياً لصعود الذهب.

وفي حين أن العديد من المؤشرات تبدو إيجابية، إلا أن بعضها الآخر ليس كذلك، بما فيها بيانات الصين. خلال وقت سابق من السنة الحالية، أسهمت عمليات الشراء الكبيرة من قبل المستثمرين الأفراد المحليين -بالإضافة إلى مشتريات بنك الشعب الصيني- في دعم الأسعار.

ومنذ ذلك التوقيت، توقف بنك الشعب الصيني عن الشراء. فضلاً عن ذلك، تراجعت علاوات أسعار الذهب في شنغهاي، وتحولت إلى سلبية خلال يوليو الماضي وأغسطس الحالي، ما يدل على ضعف الطلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى