الذهب يترقب حجم الخفض الذي سيجريه “الفيدرالي الأمريكي” للفائدة هذا الشهر 

وصعد سعر المعدن النفيس بأكثر من 20% هذا العام مدعوماً بالتفاؤل المتزايد بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتحول إلى التيسير النقدي 

تراجعت أسعار الذهب بعد أن عززت البيانات المتباينة في تقرير الوظائف النقاش المتواصل حول حجم خفض الفائدة المتوقع أن يجريه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في اجتماعه خلال سبتمبر الجاري.

وكشفت بيانات مكتب إحصاءات العمل الصادرة يوم الجمعة أن كشوف الأجور غير الزراعية ارتفعت بمقدار 142 ألف وظيفة الشهر الماضي، ليصبح متوسط الثلاثة أشهر عند أدنى مستوياته منذ منتصف 2020 ، وهبط معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.2%، في أول انخفاض منذ 5 شهور، ما يجسد تراجعاً لعمليات تسريح العمالة المؤقتة.

وعانت عائدات سندات الخزانة الأميركية والدولار الأميركي من التذبذب، بينما تخلى المعدن الأصفر عن مكاسبه الأولية ليُتداول متراجعاً 0.6%.

وعزز مضاربو العقود المستقبلية رهاناتهم على خفض الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الفائدة نصف نقطة مئوية الشهر الحالي.

وأوضح يل ستريبل، كبير الخبراء الاستراتيجيين للسوق في شركة بلو لاين فيوتشرز أنه بالنسبة إلى متداولي الذهب: “هناك هاجس يتمثل في أن يقلص الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الفائدة 50 نقطة أساس لمرة واحدة فقط، وهو ما لن يكون في مصلحة سوق الذهب ، يسعى المتعاملون لتوقع عدد مرات تقليص أسعار الفائدة على مدى أي فترة زمنية ، يحتاج الذهب لإقرار تخفيضات للفائدة بصورة متتالية” حتى يواصل سعر الذهب الصعود.

وحافظت أسعار الذهب على ارتفاعها فوق 2500 دولار للأوقية، مدعومة بأحدث قراءة للوظائف في الولايات المتحدة قبل صدور المزيد من البيانات في وقت لاحق أمس الجمعة.

وأكد مسؤولو الفيدرالي أن القلق يساورهم أكثر حيال مخاطر سوق العمل بدلاً من التضخم في الولايات المتحدة. مع تراجع ضغوط التضخم بصورة كبيرة عن مستويات ذروتها خلال وباء كورونا، من المتوقع أن يبدأ صناع السياسة النقدية في تقليص أسعار الفائدة الشهر الجاري.

 

أشار جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، مباشرة بعد تقرير كشوف الأجور غير الزراعية إلى أن الظروف الملائمة توافرت لخفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة، نظراً للتقدم المُحرز على صعيد كبح التضخم وتباطؤ سوق العمل.

وأشاد وليامز بـ”التقدم الكبير” في اتجاه تحقيق هدفي الفيدرالي المزدوجين المتمثلين في الحفاظ على استقرار الأسعار وبلوغ أقصى قدر من التوظيف، ونوه إلى أن المخاطر التي تهدد تحقيق كليهما قد تحولت إلى “التعادل” أو حالة من التوازن.

وفي نقاش أداره بعد خطابه، قال وليامز إنه يرغب في دراسة البيانات بصورة أكثر دقة، لكنه أشار إلى أن أحدث الأرقام “تتفق مع ما كنا نتوقعه من تراجع اقتصادي وتباطؤ سوق العمل”.

وصعد سعر الذهب بأكثر من 20% هذا العام، مدعوماً بالتفاؤل المتزايد بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتحول إلى التيسير النقدي ، كما ساعدت عمليات الشراء القوية خارج المقصورة والطلب القوي بوصفها ملاذاً آمناً بسبب الصراعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا على هذا الارتفاع.

وهبط سعر الذهب الفوري أمس 0.3% مسجلاً 2508.67 دولار للأوقية ، بعد أن بلغ مستويات ذروته القياسية عند 2531.75 دولار في أغسطس الماضي.

واستقر مؤشر بلومبرج للدولار الفوري ، بينما انخفضت أسعار الفضة والبلاديوم، واستقر سعر البلاتين دون تغيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى