الذهب يتجه صوب الـ 2000 دولار للأوقية ويسجل مستويات قياسية بالسوق المحلية
محمد عبد العال ، الذهب الملاذ الآمن سيبقى الى الأبد فى ظل ما يسود العالم من عواصف لا تنقطع
توقعات بتجاوز سعر “الأوقية ” حاجز الـ2000 دولار قريبا ثم الإرتفاع إلى 2200 دولار
تقرير دولي : مستوى أسعار الذهب حاليا ، رغم ارتفاعها ، فرصة جيدة للشراء ، ومكاسب الإستثمار فيه قد تتضاعف مع نهاية العام
واصلت أسعار الذهب قفزاتها في السوق المحلية خلال تعاملات الأسبوع الماضي ، مدعومة بارتفاعها في الأسواق العالمية إلى مستوى قياسي ، هو الأعلى منذ 9 سنوات ، حيث وصل سعر الأوقية يوم الجمعة الماضي لنحو 1905 دولار.
وجاء هذا الإرتفاع في سعر الذهب بسبب زيادة الطلب على شرائه بالأسواق العالمية ، بعد تراجع الدولار الأمريكي، وتوتر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ، بالإضافة إلى توقعات بطرح مزيد من حزم التحفيز النقدي لدعم الإقتصادات ، بعد أزمة كورونا ، مما عزز من جاذبية الذهب كملاذ للتحوط من التضخم .
وانعكس هذا الإرتفاع لأسعار الذهب عالميا على أسعاره بالسوق المحلية ليسجل جرام الذهب عيار 24 نحو 969 جنيها ، وعيار 21 نحو 848 جنيها ، وعيار 18 نحو 726 جنيها، كما ارتفع سعر جنيه الذهب لنحو 6784 جنيها.
وبحسب الخبير المصرفي محمد عبد العال ، فإن الذهب سيبقى الى الأبد الملاذ الآمن، فى ظل ما يسود العالم من عواصف لا تنقطع ، متوقعا أن يتجاوز سعر “الأوقية ” فى الأسواق العالمية حاجز الـ2000 دولار خلال الأسابيع القادمة ثم إلى 2200 دولار.
أوضح عبد العال أنه كان من الأصول المنافسة للذهب، من حيث كونها مخزن للقيمة، وأيضاً كونها ملاذاً آمناً، تأتى السندات السيادية الدولية الممتازة معدومة المخاطر شديدة السيولة ، تلك السندات كانت حتى فترة قريبة جدا تحقق لحامليها عائدا حقيقيا فوق معدل التضخم السائد، وبالتالى كانت تتمتع بميزة تفضيلية عن الذهب، الذى لا يحقق لحائزيه عائداً دورياً.
أضاف ، لكن تحت ضغط موجة انخفاضات أسعار الفائدة فى العالم، تحولت عوائد تلك السندات الى سلبية ، وبالطبع تحولت فوراً الميزة النسبية لصالح الذهب.
” قيمة ما هو متداول من تلك السندات فى الأسواق العالمية يبلغ حوالى أحد عشر ترليون دولار ، ولنا أن نتخيل كيف سترتفع أسعار الذهب إذا ما تحولت مثل تلك المبالغ الى الإستثمار فى الذهب”، بحسب عبد العال
أضاف ، أنه من ناحية أخرى مازالت البنوك المركزية العالمية تنوع فى سلة مكونات سلة الإحتياطى بالنقد الأجنبى بزيادة حصة الذهب، كما أن هناك توقعات أن يزداد الطلب القادم من الصين، أكبر مشتر للمعدن النفيس فى العالم.
” خلاصة القول ،، سوف يبقى الذهب الى الأبد الأصل والملاذ الآمن “، بحسب عبد العال
وبحسب تقرير لمجموعة سبائك ، فإن السوق المصرية كانت أكثر تفاعلاً مع ارتفاعات أسعار الذهب ، وسجلت الأسعار بها أعلى مستوى لها منذ تسع سنوات وهي الاعلى على الإطلاق.
وذكر التقرير الأسبوعي للشركة ، أن الذهب حافظ على مكاسبه فوق مستوى 1800 دولار للأسبوع السادس على التوالي ، في أكبر موجة صعود ، محققاً أعلى مستوى له منذ تسع سنوات ، ومستفيداً من حالة الضبابية التي تسود الأسواق.
أوضحت الشركة أنه من خلال تحليل الأسابيع الماضية نجد أن الذهب يسير فى نطاق عرضى يميل نحو الصعود ، مستفيداً من عدة عوامل على رأسها مخاوف الموجة الثانية من جائحة كورونا ، بجانب عدم التفاؤل بالفترة التى ستحتاجها الأسواق لعودة النشاط ، كما كان عليها سابقا ، بجانب التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين ، واعتماد البنوك المركزية على برامج التحفيز وتخفيض أسعار الفائدة ، وهي عوامل كفيلة برفع أسعار الذهب الى مستويات قياسية قد تصل به الى 2000 دولار، كما توقعت البنوك العالمية مثل سيتي بنك.
” على الجانب الآخر توجد عوامل تحد من ارتفاعات الذهب ، مثل ارتفاع قيمة الدولارعالميا وانتعاش بورصة الاسهم عالميا ، وتحسن المؤشرات العالمية مثل الداو جونز و الناسداك ” ، بحسب التقرير
أضافت ” سبائك ” ، أن ارتفاع الدولار عالميا مع ارتفاعات الذهب يعد من الأمور غير الطبيعية التى ظهرت مؤخرا ، وهو عكس العلاقات المعتادة للذهب مع الدولار ، حيث يؤدى إرتفاع احدهما لانخفاض الآخر ، مشيرة على أنه من الصعب أن تستمر هذه العلاقة العكسية ، وهو ما يرجح استمرار صعود الذهب على حساب تراجع الدولار فى المستقبل القريب.
” على المستوى المتوسط و البعيد مازالت عمليات الشراء و حيازة المعدن الأصفر هى التى تسيطر على المستثمرين والبنوك المركزية ، والغالبية على يقين أن مستوى أسعار الذهب حاليا ، رغم ارتفاعها ، فهي فرصة جيدة للشراء ، وأن مكاسب الذهب الحالية قد تتضاعف مع نهاية العام”، بحسب التقرير