دراسة لـ ” إتش إس بي سي ” : 83 % من شركات الأعمال المصرية تتوقع العودة لمستوى ربحية ما قبل كوفيد-19 بحلول عام 2022

كشفت دراسة أعدها بنك HSBC عن أن الظروف الصعبة التي شهدناها هذا العام لم تؤثر على الحالة المزاجية بين شركات الأعمال في مصر.

وتقول شركات الأعمال التي شملتها الدراسة في مصر إنها قد تكيفت مع البيئة المتغيرة، وعلى الرغم من التراجع الطبيعي لمستويات التفاؤل منذ عام 2019، فإن شركات الأعمال المصرية تبدو أكثر تفاؤلاً من المتوسط ​​العالمي ، إذ أن 76 في المائة من شركات الأعمال تتوقع أن تبقى التوقعات المستقبلية لأعمالها كما هي أو أنهم أكثر تفاؤلاً، مقارنة بـ 67 في المائة على المستوى العالمي.

وضمن هذا السياق، فإن الثلث (34 في المائة) من جميع شركات الأعمال المصرية التي شملها الاستطلاع لديها شعور بالمزيد من التفاؤل.

وتتوقع 83 في المائة من شركات الأعمال المشاركة في الدراسة من مصر العودة إلى مستويات الربحية كما كانت قبل جائحة كوفيد-19 بحلول نهاية عام 2022 (مقارنة بـ 81 في المائة على المستوى العالمي)، والتي تشمل 14 في المائة من هذه الشركات التي إما أنها متقدمة بالفعل أو تتوقع العودة إلى تحقيق الربحية بحلول نهاية هذا العام.

وقال ريتشارد ليلونغ، رئيس الخدمات المصرفية التجارية في مصر:” أظهرت الشركات في مصر مرونة كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية ليس في قدرتها على التكيف مع متغيرات المشهد الاقتصادي فحسب بل في تمكنها من مواصلة النمو ، ومع توافر قوة عاملة ماهرة وموقع استراتيجي وروح متميزة في ريادة الأعمال، فإن مصر في وضع جيد يمكنها من إعادة البناء بشكل أفضل من آثار جائحة كوفيد -19.”

ويعتمد تقرير المستكشف من HSBC على دراسة استقصائية شملت أكثر من 10368 شركة في 39 سوقاً، بما في ذلك 209 شركة من مصر و 502 شركة أخرى من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا على نطاق أوسع مما يجعله أكبر استبيان من نوعه.

كما يكشف التقرير أيضاً أن شركات الأعمال في مصر تدرك الحاجة إلى الاستثمار من أجل تحقيق النمو المستقبلي، حيث تعتزم 87 في المائة من الشركات المشاركة في الدراسة زيادة حجم استثماراتها في أعمالهم في العام المقبل، مقارنة بـ 67 في المائة على المستوى العالمي. ومن أهم ثلاث أولويات استثمارية لدى الشركات في مصر وفق الدارسة تشمل الاستثمار في مجال الابتكار في المنتجات والعمليات والتسويق وتوسيع نطاق الأعمال في أسواق جديدة.

وجانبه قال دانييل هوليت، الرئيس الإقليمي للخدمات المصرفية التجارية لدى HSBC لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا: “على الرغم من التباطؤ الاقتصادي الذي شهدناه خلال الجائحة، بدأت الأعمال بالعودة لتحقيق الربحية إلى مستويات ما قبل الجائحة ولكن بشكل بطيء ، كما تبحث شركات الأعمال عن طرق لتعزيز إمكاناتها، والتكيف مع بيئة الأعمال الجديدة والتركيز بشكل فعلي على اتخاذ التدابير والإجراءات المستدامة التي ستساعدها على تحقيق النمو وأن تكون قادرة على حماية أعمالها من الاضطرابات المستقبلية غير المتوقعة.”

وفي حين أن 67 في المائة من شركات الأعمال في مصر ترى أن التجارة الدولية قد أصبحت أكثر صعوبةً بسبب تأثير الأحداث التي جرت خلال الأشهر الـ 12 الماضية، فإن التزامها بمتابعة الفرص الدولية ما زال ثابتاً ولم يتغير.

وعند سؤال هذه الشركات عن توقعاتها المستقبلية بشأن التجارة الدولية، قالت معظم الشركات المصرية (86 في المائة مقارنة بـ 72 في المائة على المستوى العالمي) أن لديها نظرة مستقبلية إيجابية للعامين المقبلين ، في حين أن 12 في المائة من شركات الأعمال لديها نظرة مستقبلية سلبية، مقارنة بـ 22 في المائة على المستوى العالمي.

وقالت رحاب تمام، رئيس تمويل التجارة العالمية والذمم المالية لدى بنكHSBC  مصر:” تركز الشركات في مصر على مرحلة إعادة البناء وأن تكون جزء من إعادة التوزان لسلاسل التوريد العالمية ، فهناك حالة من التفاؤل بآفاق التجارة الدولية خصوصا ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وعبر أوروبا ومع الاهتمام المتزايد في أسواق أمريكا الشمالية وآسيا باسيفك.”

واستجابة للظروف الصعبة التي مرت بها بيئة أعمال التجارة الدولية خلال العام، قام بنك HSBC بتسريع التزامه بالتحول إلى الخدمات المصرفية الرقمية على المدى الطويل. وقد قام البنك خلال الأشهر التسعة الأولى من العام بتنفيذ ومعالجة حوالي 70٪ من حجم المعاملات التجارية البالغة قيمتها 43 مليار دولار أمريكي والممولة من قبل بنكHSBC  في منطقة الشرق الأوسط من خلال الوسائل الرقمية، وذلك مقارنة بحوالي 54٪ من حجم المعاملات التي تم تنفيذها ومعالجتها رقمياً قبل جائحة كوفيد – 19.

ويوضح تقرير المستكشف كيف أن الاستدامة هي محور تركيز مهم بالنسبة لقادة الأعمال في مصر ، حيث أن أكثر من ثمانية من أصل كل عشرة شركات قامت بالتخطيط أو حددت أهدافاً لنطاق واسع من النواحي المتعلقة بمجالات الحوكمة البيئة والاجتماعية.

وترى جميع شركات الأعمال تقريباً في مصر (96 في المائة) أن هناك العديد من الفرص لتحسين استدامتها البيئية والأخلاقية، وأكثر اهم ثلاثة جوانب هي تعزيز السمعة وجذب الاستثمار وتزايد المتطلبات.

وقالت شركات الأعمال التي شملتها الدراسة في مصر أيضاً أنه من المتوقع أن يؤدي التركيز بشكل أكبر على الاستدامة إلى دفع عجلة النمو، حيث تتوقع 23٪ من الشركات تحقيق نمو متواضع يصل إلى 5٪ ، بينما تتوقع 34% من الشركات تحقيق نمو يتراوح بين 6٪ و 9٪ ، وتتوقع 41٪ من الشركات تحقيق نمو بنسبة 10٪ أو أكثر.

وأعلن بنك HSBC في شهر أكتوبر عن خطة طموحة لإعطاء الأولوية للتمويل والاستثمار الذين يدعمان الانتقال إلى اقتصاد عالمي خالي من الانبعاثات الكربونية، مشيراً إلى خلق فرصة تاريخية لبناء مستقبل مزدهر ومرن للمجتمع وشركات الأعمال.

أكد أن البنك يلتزم بمواءمة استراتيجيته الخاصة بتمويل المشاريع ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة لمحفظة لعملائه – مع أهداف اتفاقية باريس للتحول إلى اقتصاد عالمي خال من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2050 أو قبل ذلك.

أشار إلى أنه بالنظر إلى الانتشار الواسع لبنك HSBC على المستوى العالمي، فهذا يمكّنه من لعب دور رائد في توجيه عملائه خلال عملية التحول ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم وطموحاتهم.

كما يهدف البنك أيضاً لأن تكون عملياته وشبكات التوريد الخاصة به خالية من الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030.

وشهدت الأشهر القليلة الماضية تركيزاً واهتماما في سوق التمويل المستدام في منطقة الشرق الأوسط وأصبح متنوعاً بشكل متزايد.

ففي شهر سبتمبر، قام بنك HSBC بتوفير الدعم والمساعدة للشركة السعودية للكهرباء في جمع 1.3 مليار دولار أمريكي من خلال أول علمية إصدار لسندات خضراء مقومة بالدولار الأمريكي في المملكة، والذي أعقبه بعد أسابيع قليلة قيام البنك بمساعدة مصر على إصدار أول سندات سيادية خضراء في المنطقة.

وإلى جانب سوق السندات، قامت وزارة المالية السعودية في شهر يوليو بجمع 258 مليون دولار أمريكي من خلال أول قرض أخضر في المنطقة مدعوم من قبل وكالة ائتمان الصادرات – وهي صفقة أخرى لعب فيها بنك HSBC دوراً رائداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى