ولا يزال تدهور الليرة التركية مستمراً
جولف بروكرز: السياحة و المركزي التركي يدعمان الليرة في أزمتها
قال محمود أبو هديمة المحلل والخبير الاقتصادي بمؤسسة جولف بروكرز أن الليرة التركية انخفضت قيمتها في سنة واحدة من ٤.٥ ليرة مقابل ١ يورو إلى ٨ ليرات لكل ١ يورو ، مما يعنى تراجعها بأكثر من ٧٠٪ بعدما كانت على القمة.
أضاف أنه في شهر مايو ٢٠١٨ قام البنك المركزي التركي بعدة تدخلات كبيرة باستخدام إجراءات مالية وعمليات صرف النقد الأجنبي ، رفع أسعار الصرف وشراء العملة المحلية ، حيث تمكن من إيقاف مؤقت لانخفاض قيمة الليرة مقابل اليورو ، حيث انخفضت من ٨ ليرات إلى ٥.٨٥ ليرة مقابل ١ يورو.
ومنذ بداية عام ٢٠١٩ وحتى نهاية شهر مارس ، استمرت قيمة الليرة في الانخفاض بشكل طفيف ولا تزال في حدود من ٥.٩٣ إلى ٦.٦٠ ليرة لكل ١ يورو.
وبحسب أبو هديمة ، فإن قيمة الليرة تصل حاليا لنحو ٦.٣٢ ليرة لكل ١ يورو ، مشيرا الى أنه من المهم الأخذ بعين الاعتبار مصالح البنك المركزي ، حيث سيتحدد سعر الصرف وفقًا لذلك.
أوضح أنه من الصعب التنبؤ بالخطوات التالية مستقبلاً ، ومع هذا سيكون الهدف الأول هو خفض التضخم ، بالإضافة للسعي أيضا إلى القضاء على تقلبات الأسعار المرتفعة والمرتبطة بسعر الصرف.
أضاف ، أنه من الناحية الفنية وعلى المدى القصير، سيستمر على ما يبدو انخفاض سعر صرف الليرة التركية مقابل اليورو إذا تجاوز مستوى السوق ٦.٥ نحو الأعلى ، حيث يمكن أن نشهد زيادة أكبر في الأسعار قد تصل إلى ٦.٨ ليرة مقابل ١ يورو في المدى المتوسط.
وبحسب أبو هديمة ، فإنه ليس من المتوقع على المدى الطويل أي تدخلات من البنك المركزي للحفاظ على حدود السعر بين ٥.٩ ليرة وبين ٧ ليرات تركية لكل ١ يورو ، لافتا الى أنه عند المقارنة بالماضي تعد هذه واحدة من الحدود المستقرة نسبيًا.
أشار الى أن العملة التركية تضررت نتيجة التوترات الدولية ، مثل تدهور علاقات تركيا مع الولايات المتحدة الأمريكية.
أضاف أن السياحة هي الداعم الرئيسي لليرة التركية في الوقت الراهن ، حيث لاتزال تتلقى الدعم من دخل السياحة القوي.
وحسب بيانات منظمة السياحة العالمية ، تعد تركيا واحدة من أفضل 10 وجهات سياحية في العالم.
كما توضح أحدث النتائج التي توصلت إليها مؤسسة جولف بروكرز أن تركيا لا تزال دولة متقدمة ، نتيجة التدفق المستمر للعملات الأجنبية من الدخل السياحي ، حيث هناك زيادة كبيرة في إقبال سائحي دول أوروبا الشرقية، وخاصة من روسيا.
وتشير وكالة Invia للسفر عبر الإنترنت ، وهى أكبر وكالة سياحية في جمهورية التشيك ، إلى نمو بنسبة ٦٨٪ للوجهات السياحية إلى تركيا.
لكن هل سيتم بعد موسم العطلات لهذا العام تعزيز الليرة التركية؟
يشير أبو هديمة الى أنه في العام الماضي، بعد نهاية الموسم السياحي، انخفض سعر صرف اليورو مقابل الليرة التركية بشكل واضح ، ويعود الفضل بذلك إلى الدعم من البنك المركزي التركي وسياسته النقدية بشكل رئيسي.
وتتوقع مؤسسة جولف بروكرز أن يحاول البنك المركزي التركي في المدى الطويل القيام بتثبيت سوق صرف النقد الأجنبي ، من خلال الأدوات والعمليات ، والتي ستشكل خطوة إيجابية بالنسبة لقيمة الليرة التركية.