عمران: استحداث أدوات مالية غير مصرفية جديدة يسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية للسوق المصرية
افتتح الدكتور محمد عمران رئيس هيئة الرقابة المالية فعاليات أول برنامج تعليمي لأول دفعة من الدارسين لشهادة الماجستير الدولي فى الأسواق المالية والمقدم من معهد الخدمات المالية –الذراع التدريبي للهيئة – بالمشاركة مع معهد دراسات البورصة IEB الإسباني والمعتمد من بورصة مدريد والحائزعلى المركز الأول في إسبانيا، ومعتمد من العديد من الهيئات الرقابية، وقد حصل هذا البرنامج على المركز الأول بين برامج الماجستير في التمويل بإسبانيا في عامي 2019، و2020 على التوالي.
وقال عمران إن الطموحات الاقتصادية دائما ما كانت الدافع وراء استحداث أدوات مالية غير مصرفية جديدة في السوق المصري بهدف تحقيق التنوع في الأدوات المالية المتداولة ومشتقاتها بما يجذب المزيد من الاستثمارات إلى داخل الاقتصاد المصري، موضحاً أنه لتحقيق ذلك كان ينبغي لاستراتيجية الهيئة أن تتضمن وجود آليات تعمل على زيادة كفاءة الأسواق التي تراقبها وتشرف عليها بإدخال برامج تدريبية جديدة ومتطورة فى الهندسة المالية والتركيز على تقديم الأسس العلمية والتطبيقية للمشتقات المالية داخل مجتمع الاستثمار بمنهجية مختلفة عما هو متبع.
وأضاف أنه لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتم إطلاق البرنامج التعليمي لأول دفعة تقدمت للحصول على درجة الماجستير في الأسواق المالية بالتعاون مع معهد IEB وهو واحد من أهم 3 مدارس متخصصة في الأسواق المالية في إسبانيا، ويحظى بالشراكة العلمية من جانب كل من مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية بالمملكة المتحدة LSE وجامعة Wharton بولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، والجامعة الصينية في هونج كونج، وسيتم تنفيذها من خلال فريق من المحاضرين الدوليين داخل قاعات تدريب معهد الخدمات المالية بالقرية الذكية.
وأكد عمران أن الدكتور إسلام عزام نائب رئيس الهيئة وهو أحد الخبراء في مجال المشتقات المالية سيكون مسئولاً عن مشروع تفعيل التداول في العقود الآجلة والمشتقات المالية وما يلزمه من كوادر فنية متخصصة، وسوف يمثل له هذ البرنامج التعليمي رافدا للكوادر.
وقد جاء ذلك أمام المشاركين في احتفالية معهد الخدمات المالية ببدء انطلاق فعاليات البرنامج التعليمي لأول دفعة من الماجستير الدولي فى الأسواق المالية من قيادات هيئة الرقابة المالية ومجلس إدارة المعهد، ومسؤولي المعهد الإسباني وفى مقدمتهم Alvaro Drake الأمين العام للمعهد، و Javier Amoمدير برنامج الماجستير الدولي بالمعهد، والدكتور جمال شحاتة عميد كلية التجارة بجامعة القاهرة، وبحضور إدواردو سوريانو المستشار الاقتصادي والتجارى، وكانديدو كرييس المستشار الثقافي للسفارة الإسبانية بالقاهرة، والدارسين من الدفعة الأولى من العاملين بالقطاع المالي الغير مصرفي من شركات سوق المال والتأمين، وكذلك من البنوك المصرية التى لها علاقة بمحتوى الماجستير سواء من داخل او خارج مصر.
وأوضح هشام رمضان مساعد رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية والمدير التنفيذي لمعهد الخدمات المالية بأن الماجستير الدولي فى الأسواق المالية يحظى باهتمام الهيئة باعتباره أحد أهم الأدوات التي تمكن من توفير الكوادر البشرية لتفعيل تعديلات سوق رأس المال والتي صدرت بالقانون رقم 17 لسنة 2018 وخاصة إنشاء وتفعيل بورصات العقود الآجلة في السوق المصري، وذلك لما يتميز به برنامج الماجستير الدولى في الأسواق المالية من الجمع بين الجانب النظرى الأكاديمى والجانب التطبيقى العملي لما سيتم دراسته، حيث يوفر البرنامج فرصة تدريب للدارسين بالبورصة الإسبانية و المؤسسات المالية ذات العلاقة مما سيكون له اكبر الاثر على تنمية المهارات بأفضل الممارسات بقطاع سوق المال، وهو ما عملنا على تحقيقه بعد تقييم تجربة معهد الخدمات المالية في تنظيم أول برنامج عن المشتقات المالية في عام 2019 بمشاركة 25 متدرب.
ونوه رمضان بأن تكوين الدراسين في اول دفعة يعبر عن دقة واختيار موضوع التعاون مع معهد دراسات البورصة الإسباني، حيث يضم 6 دارسين من شركات التأمين، و8 دارسين من سوق المال، و8 دراسين من البنوك، واثنان من المتخصصين في النواحى المالية، و3 دراسين من قطاع الاستثمار وإدارة الأصول يعملون من خارج مصر في دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان.
من جانبه أعرب Eduardo Soriano المستشار الإقتصادى والتجارى لسفارة أسباني بالقاهرة؛ عن سعادته في توطيد علاقات التعاون بين إسبانيا ومصر في أحد أهم مجالات التواصل الإنساني بين الشعوب، وهو التعلم من خلال التطبيقات العملية والذي يوفر ميزة التدريب الداخلي في واحدة من أكبر المؤسسات المالية في إسبانيا وسيقدم المشاركون أطروحتهم أثناء إقامتهم في مدريد في نهاية البرنامج.
وقال Alvaro Drake إن فكر العولمة الذى انطلق خلال القرن الماضي وتوطد في القرن الحادي والعشرين تضمن قيام كثير من مجالات الحياة ومنها الاقتصاد بكسر الحدود الوطنية وقفز بشكل دائم من قارة إلى أخرى.
وتابع “شاهدنا على أرض الواقع أن الأسواق المالية أحد العوامل المحفزة لهذه الحركة ويمكن لأولئك الذين يعملون في الأسواق المالية بأن يشهدوا على الطبيعة الدولية والعالمية لبيئة عملهم، لذلك يجب ألا يتوقف أي محترف يبحث عن الإنجاز والنجاح الكبير في عالم المال على امتلاك المهارات التقنية فقط، بل يجب عليه أن يمتلك مجموعة من المهارات التي يمكن تطبيقها دوليًا”
ويقدم معهد البورصات الإسباني IEB بصفته رائدا في التعليم المالي في إسبانيا والمنطقة الأيبيرية الأمريكية، درجة الماجستير في الأسواق الدولية لأولئك الأفراد الذين يهدفون إلى أن يصبحوا قادة ماليين دوليين في مجالات تخصصهم، لذلك ليس بغريب ان يصل عدد الدارسين لبرنامج الماجستير الدولى في الأسواق المالية لعدد 1000 دارس في بقاع كثيرة من العالم.
وحرص الدكتور جمال شحاتة على التعبير عن سعادته بوجود هذا النوع من البرامج التعليمية في مصر، حيث يتمتع برنامج الماجستير بالمزج بين الدراسة وجها لوجه لـ80% من مقرراته، بالإضافة الى 20% من خلال الدراسة عن بعد على يد خبراء متخصصين جمعيهم من الاسبان التابعين لمعهد دراسات البورصات الإسباني، والذي بدوره يساهم في منح مستوى تعليمى عال الكفاءة للكوادر المهتمة بالتميز.
والجدير بالذكر أن معهد الخدمات المالية-التابع لهيئة الرقابة المالية- يسعى من خلال برامجه التدريبية والتعليمية المختلفة نحو تحقيق دور المعهد فى دعم وتنمية مهارات العاملين بالقطاع المالي غير المصرفي وفقا للقرار الجمهوري الخاص بإنشائه، والمتضمن عقد بروتوكولات تعاون مع الجهات الدولية المتخصصة بهدف مسايرة التطور العلمي وترسيخ قواعد العمل المهني السليم وتحقيق أعلى مستوى من الكفاءة العلمية والعملية للعاملين والمهتمين بهذا المجال، وذلك من خلال تأهيلهم للحصول على الدرجات العلمية والمهنية المتخصصة والدولية.