الجنيه الإسترليني يصل لأدنى مستوى له على الإطلاق مقابل الدولار
بلومبرج: المتعاملون يتخارجون من العملة البريطانية لعدم ثقتهم في الخطة الاقتصادية للحكومة الجديدة في لندن
انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 5% مقابل الدولار ، مسجلاً أدنى مستوى له على الإطلاق، بعد أن تعهد وزير الخزانة البريطاني، بالضغط لإجراء مزيد من التخفيضات الضريبية، ما دفع المتعاملين للتخارج من العملة، في ظل عدم ثقتهم في الخطة الاقتصادية للحكومة الجديدة في لندن، بحسب بلومبرج
ووضعت حكومة رئيسة الوزراء البريطانية ليز ترَس، أكبر حزمة تخفيضات ضريبية جذرية في المملكة المتحدة منذ 1972، إذ تم تخفيض الرسوم على أجور الموظفين والشركات في محاولة لتعزيز إمكانات الاقتصاد طويلة الأجل.
وحدث الجزء الأكبر من انخفاض العملة البريطانية اليوم الإثنين، نتيجة عمليات بيع محمومة استمرت 20 دقيقة، مما أثار صرخات الانهيار المفاجئ من قبل المتداولين.
وانخفض الجنيه إلى 1.035 دولار، فيما يبدو أنه عقاب من جانب المستثمرين لوزير الخزانة الجديد كواسي كوارتنغ على سياساته المندفعة نحو النمو، وكان السعر 1.0487 دولار بحلول الساعة الواحدة ظهراً في طوكيو.
وقالت جيسيكا أمير، المحللة الاستراتيجية في ساكسو كابيتال ماركتس في سيدني، إن انهيار الجنيه الإسترليني يظهر أن الأسواق تفتقر إلى الثقة في المملكة المتحدة، وإن قوتها المالية تحت الحصار”، متوقعة أن يزداد الوضع سوءاً خلال الفترة المقبلة.
وكانت نسبة انخفاض الجنيه خلال اليوم الإثنين هو الأكبر منذ مارس 2020، فيما تشير التوقعات إلى أن احتمالات تراجع العملة البريطانية إلى مستوى التعادل مع الدولار هذا العام قد زادت إلى 63%.
وخفّض كوارتنغ رسوم الدمغة على مشتريات العقارات، وأكد دعم الأسر والشركات في مواجهة فواتير الطاقة المتصاعدة بتكلفة 60 مليار جنيه إسترليني على مدى الأشهر الستة المقبلة، وقال أمام البرلمان يوم الجمعة الماضي: “تعهدنا بإعطاء الأولوية للنمو.. لقد وعدنا بنهج جديد لعصر جديد”.
وتهدف إجراءات الحكومة البريطانية إلى منع الركود، الذي يقول بنك إنجلترا إنَّه بدأ بالفعل، وزيادة الإنتاجية، التي تراجعت عن مجموعة الدول السبع الأخرى، لكن الاقتصاديين يساورهم القلق من أنَّ الحزمة لا يمكن تحمّلها، وستؤدي إلى أزمة عملة، إذ يدرك المستثمرون أنَّ عبء ديون الخزانة سيستمر في الارتفاع.
وذكرت صحيفة تليغراف يوم السبت الماضي أن ترس ستواجه تمرداً من نواب حزب المحافظين ضد التخفيضات الضريبية، خاصة بعد انخفاض الجنيه الإسترليني، وفي الوقت نفسه، يدعو البعض في الأسواق إلى تدخل بنك إنجلترا (المركزي) واتخاذ إجراءات طارئة لوقف تراجع العملة.