مسئولة بـ “EBRD” : خفض قيمة الجنيه المصري ضرورة ملحة لتحقيق مرونة سعر الصرف

هايكة هارمجرت : هذه الخطوة ستشكل صعوبة في البداية بالنسبة للاقتصاد المصري وتمثل تحديا صعبا إلا أنها الدواء المر والإجراء الصحيح وستسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية

قالت هايكة هارمجرت المديرة التنفيذية لمنطقة جنوب وشرق البحر المتوسط في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية إن “خفض قيمة الجنيه المصري يمثل ضرورة ملحة لتحقيق مرونة سعر الصرف، وهو الركيزة الرئيسية لتحقيق قوى العرض والطلب بشأن العملة، لذا فهو إجراء صحيح من شأنه أن يساعد في كل من المدى المتوسط والقصير الصادرات والصناعة المصرية ، وفضلا عن ذلك العمالة المصرية ، لتصبح أكثر جاذبية ورواجا وتنافسية عالميا، وذلك على الرغم من أن هذه الخطوة ستشكل صعوبة في البداية بالنسبة للاقتصاد المصري وتمثل تحديا صعبا، إلا أنها الدواء المر والإجراء الصحيح إلى أن يجري التأقلم معها، حيث ستسهم في جذب استثمارات أجنبية، بإعلانها أن العملة لا تتعرض للمبالغة في القيمة”.

أضافت هارمجرت ، في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، “أعتقد أن إيجاد نظام لسعر الصرف القائم على خضوع العملة لقوانين العرض والطلب، مع استهداف السيطرة على التضخم من شأنه أن يجتذب المزيد من الاستثمارات المستقرة، وبالفعل حصلت مصر في السابق على استثمارات قصيرة الأجل المسماة “الأموال الساخنة” لبعض الوقت، غير أن هذا النوع من الاستثمارات من الصعب أن يشكل ركيزة للنمو الاقتصادي”.

وأشارت إلى أنه في المقابل، فإن اعتماد سعر الصرف القائم على السوق وأسس العرض والطلب خطوة جيدة، وبإمكانها أن تجتذب استثمارات مباشرة طويلة الأجل، قائلة “أعتقد أن الكثير من الاستثمارات ستعود إلى مصر”.

أكدت قالت المديرة التنفيذية لمنطقة جنوب وشرق البحر المتوسط في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أن البنك هو الشريك الأساسي لمصر فيما يتعلق بمحور الطاقة بمنصة “نوفي”، معبرة عن فخرها بهذه الشراكة التي تصل قيمتها إلى 1,3 مليار يورو، لتمويل مشروعات الانتقال إلى الطاقة الخضراء والمتجددة خلال 5 سنوات مقبلة.

أضافت هارمجرت أن الدعم المقدم إلى منصة “نوفي” ينقسم إلى مليار يورو لمشروعات طاقة الرياح الجديدة التي ينشئها القطاع الخاص، و300 مليون يورو لتحسين شبكات الطاقة الحكومية؛ من خلال تمويلات طويلة الأجل لتوصيل شبكات الكهرباء، وتخزين البطاريات والتدريب، موضحة أن هذا الدعم يعد نموذجا بارزا لتطبيق شعار “الانتقال من التعهدات بتمويل مشروعات التخفيف والتكيف من تداعيات التغير المناخي إلى التنفيذ”، الذي أطلقه مؤتمر المناخ بمصر في نوفمبر الماضي COP27.

وأشادت هارمجرت بمنصة “نوفي” التي أطلقتها وزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط لتمويل وربط المشروعات الخضراء بقطاعات الطاقة والمياه والغذاء، باعتبارها نموذجا مصريا مهما، معبرة عن أملها أن تحتذي الدول الأخرى هذا النموذج بتبني منصات مماثلة.

وشددت على تطلعها لرؤية بعض التقدم المحرز بمشروعات محور الطاقة بمنصة “نوفي”، قائلة “حتى انعقاد مؤتمر المناخ المقبل في دبي COP28 أواخر عام 2023 وحتى مؤتمر المناخ بعد 5 سنوات، نأمل أن نكون قد أحرزنا بالفعل تقدما كبيرا في المشروعات التي بدأنا بالاستثمار بها، وأيضا في تطوير مسار واضح بشأن المشروعات المقبلة، لدينا طموح كبير بالنسبة لمصر، التي تعهدت بالتزام كبير للخمس سنوات المقبلة، ونريد الشراكة معها”.

وأشارت هارمجرت إلى أنه يندرج ضمن هذا المحور وقف عمل وتكهين محطات قديمة للطاقة تعمل بالوقود الحفري، وتنتج ما قيمته 5 جيجاوات بعد تراجع كفاءتها، واستبدالها بأخرى في إطار التحول الأخضر، حيث ستجري تعبئة التمويل المختلط ومن ثم الاستثمار من أجل توليد 10 جيجاوات من طاقة الرياح الجديدة والمتجددة.

وتابعت “الآن نحن نتطلع بحماس للشراكة من خلال تقديم الدعم الفني وتشكيل فريق عمل مع الوزارات المعنية، وأظن أن ذلك من شأنه أن يتيح فرصا ضخمة لمصر لكي تستثمر في مشروعات التحول الأخضر، ونعتقد أن البنك يمكنه أن يصبح شريكا رئيسيا لاستثمارات على المدى الطويل في القطاع الخاص وأيضا القطاع العام بالبنية التحتية”.

وأكدت الممثل المقيم أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يقف على أهبة الاستعداد من أجل زيادة استثماراته، مضيفة أنه “في الوقت الذي يقدم البنك مليار يورو سنويا لجميع القطاعات في مصر، خصص 1,3 مليار يورو لقطاع الطاقة لبرنامج يمتد لخمس سنوات؛ لذا نحتاج إلى أن نتابع تسلسل إعلان المشروعات المقبلة”.

وقالت هارمجرت “في الجزء المتعلق بالقطاع الخاص، سنفعل المزيد بالاعتماد على مشروعات الهيدروجين الأخضر التي وقعت بمؤتمر المناخ COP27، حيث وقعنا مذكرات تفاهم بشأن مشروعات الهيدروجين الأخضر ضمن الاتفاق الإطاري الذي نعد جزءا منه، كما نعد جزءا من المرحلة التنظيمية لدعم الطاقة المتجددة بواقع 10 جيجاوات، لكن من المبكر إعلان الخطة السنوية للعمل وفق هذا البرنامج الذي نعتقد أنه فرصة ضخمة، ونحن نقف مستعدين لمساندته”.

وحول مشروعات البنك خلال عام 2023؛ قالت هارمجرت “لا ننظر للعمل على نحو سنوي، بل تكون نظرتنا إلى الفرص ونحتاج إلى أن نرى مشروعات مثل الطاقة الجديدة والمتجددة معروضة علينا من وزارة الكهرباء والطاقة أو تخصص إلى مستثمري القطاع الخاص، ومن ثم يمكننا أن نشارك بالتمويل، وخلال مشاركتنا بمحور الطاقة بمنصة “نوفي” القائمة لمدة 5 سنوات؛ سنعمل يوميا مع الوزارات لتصميم الخطط معا، وتقديم الدعم”.

وعما تراه بشأن دلالة الإعلان المشترك الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن وألمانيا بتقديم 500 مليون دولار لمصر للتحول إلى الطاقة النظيفة خلال مؤتمر COP27 بشرم الشيخ؛ قالت هارمجرت إن هذا الهدف اجتذب أيضا تمويلا من فرنسا والاتحاد الأوروبي وهولندا والنرويج والمملكة المتحدة، ليحشد محور الطاقة الكثير من الدعم، وتابعت “أعتقد أيضا أن الدعم الذي أعلنته الولايات المتحدة يشمل أيضا تقديم تكنولوجيات للتكيف مع آثار التغير المناخي في مصر، وأظن أن هذا هو نوع من الزخم السياسي الكبير والعالمي الذي حظيت به مصر من أجل انتقال الطاقة، والتحول الأخضر ونزع الكربون من الأنشطة الاقتصادية، ولا يتوقف الأمر عند ذلك فقط، بل يعد فرصة لمصر لتقديم الطاقة الخضراء إلى العالم، وهذا ما يمثله الدعم العالمي المقدم خلال محفل COP27”.

وعن رؤيتها بشأن وثيقة سياسات ملكية الدولة التي أعلن عنها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في مايو الماضي، بهدف رفع مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد المصري، وأيضا إدراج بعض المشروعات المملوكة لجهات حكومية في البورصة المصرية؛ قالت إن “وثيقة ملكية الدولة التي تهدف إلى ضم الأصول الحكومية وتوريقها وإدراجها بالبورصة المصرية، أو طرحها أمام مستثمرين أجانب مثلت خطوة أولى مهمة لتنمية هذا المسار من المشروعات، وأجد أيضا أن استحواذ “الصندوق السيادي” على بعض المشروعات ومن ثم اجتذاب مستثمرين للقطاع الخاص لضخ استثماراتهم ومساعدة الحكومة أن تسقط عن كاهلها بعض المشروعات التي لا تحتاج لإدارتها، ومن ثم تنتعش البورصة المصرية وتقوم بدورها في هذا الشأن، هذه برمتها أمور ممتازة للاقتصاد المصري”.

وحول الاتفاق الذي وقعه البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية خلال مؤتمر المناخ بشرم الشيخ بقيمة 80 مليون دولار لتطوير أول منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لإنتاج “الأمونيا الخضراء” لصناعة الأسمدة والذي يعد الأول في إفريقيا، وفرص أن يحقق نجاحا مماثلا لمشروع بنبان للطاقة الشمسية في أسوان؛ قالت هارمجرت “أشعر بالفخر بشكل كبير جدا لمشروع الهيدروجين الأخضر في السويس الأول من نوعه في إفريقيا، ومن الجيد أن نتذكر محطة بنبان للطاقة الشمسية، لأنه من دون النجاح الكبير لتوليد الطاقة من الخلايا الشمسية لهذه المحطة الكبرى لم نكن لنمضي قدما بهذا المشروع”.

وذكرت هارمجرت أن الشراكة في مشروع السويس تتكرر مع شركة “سكاتك”؛ إحدى الشركات الكبرى التي تعاونت مع الأوروبي لإعادة الإعمار في مشروع بنبان، وتابعت أن “سكاتك” عقدت شراكة مع “فرتجلوب” المصرية لاستخدام وإنتاج “الأمونيا الخضراء” “والهيدروجين الأخضر” من أجل صناعة الأسمدة لصالح شركة “فرتجلوب”، لذا كانت هذه دائرة مكتملة لتوليد الطاقة الخضراء في مصر، وتحويلها إلى طاقة كهربية، وإنتاج الأمونيا بطريقة خضراء لصالح صناعة الأسمدة”.

وأردفت “نستثمر 80 مليون يورو بهذه المرحلة الأولى لإنتاج الطاقة النظيفة، ونتطلع إلى المزيد وأن نمضي قدما بشأن ما نفعله، ليس فقط بشأن هذا المشروع ولكن أيضا بمشروعات أخرى كثيرة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث يمكننا أن نستخدم الهيدروجين الأخضر في العديد من الأشياء؛ سواء لفائدة مستفيدين محليين أو خارجيين، والذين يتطلع البعض منهم لإنتاج الأمونيا الخضراء على سبيل المثال، والبعض الآخر لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ونعتقد أن هذا يمثل مسارا ضخما نمضي بشأنه، وهو أكثر تعقيدا بعض الشيء من مشروع بنبان، لكنه يمكن أيضا أن يبدأ صغيرا مثله ثم ينمو على نحو ضخم، وأعتقد أن بنبان يقدم لنا مثلا مهما لكيف يمكن أن تصبح عليه التنمية الجديدة”.

وحول دليل شرم الشيخ للتمويل العادل الذي أطلقته وزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط خلال فعاليات مؤتمر المناخ COP27؛ أكدت أن هذا الدليل يقدم الكثير من النماذج الراسخة والمبادئ والتحركات بشأن ما يمكن عمله بخصوص تمويل المناخ، وهو وثيقة مهمة تظهر إلى أي مدى يمكن لتمويل المناخ أن يطلق العنان لاستثمارات القطاع الخاص وأن يدعم الانتقال العادل بحيث لا يغفل أحد خلال الخروج من أزمة التغير المناخي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى