مديرة صندوق النقد الدولي : رفع الفائدة السريع كشف نقاط ضعف بالقطاع المالي
جورجييفا : وظيفة البنوك المركزية أصبحت أكثر تعقيداً
قالت كريستالينا جورجييفا مديرة صندوق النقد الدولي إن الانتقال السريع من أسعار فائدة منخفضة ووفرة بالسيولة إلى فائدة مرتفعة وسيولة أقل بكثير كشف النقاب عن نقاط الضعف بالقطاع المالي، ما جعل مهمة صنّاع السياسات، وفي مقدمتهم البنوك المركزية، أصعب بكثير.
كلام جورجييفا جاء على هامش جلسة مشتركة مع رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس، في افتتاح اجتماعات الربيع للبنك والصندوق، التي بدأت أمس الإثنين في العاصمة الأميركية واشنطن بعنوان: “نحو مستقبل أكثر مرونة وشكل جديد للتنمية”.
وبحسب بلومبرج ، نوّهت مديرة صندوق النقد الدولي بأن “وظيفة البنوك المركزية أصبحت أكثر تعقيداً نتيجة انكشاف مواطن الضعف بالقطاع المالي”، لافتةً إلى أن إحدى الأدوات الأساسية لمكافحة التضخم تتمثل في “إبقاء أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترةٍ أطول”، بينما تحقيق الاستقرار بالقطاع المالي، وخفض المخاطر أمام البنوك، “قد يتطلّب تقديم السيولة الموجهة لو اقتضت الحاجة” ، وأكّدت: “لقد تعلّمنا الدرس من الأزمة المالية العالمية” التي اندلعت عام 2008.
وتوقّع صندوق النقد في مدوّنة تناولت أحد الرسوم البيانية في تقريره حول الاقتصاد العالمي، الذي سيصدر اليوم الثلاثاء، بأن تعود معدلات الفائدة في الولايات المتحدة والدول الصناعية الكبرى (الصين، وألمانيا، والهند، والمملكة المتحدة) خلال العقود المقبلة إلى المستويات المنخفضة للغاية التي كانت سائدة قبل جائحة كورونا، مدفوعةً بتباطؤ نمو الإنتاجية ، مفصحاً أنه يرى ما يُسمّى بالمعدل الطبيعي للفائدة -أي قصير الأجل والذي يحتسب التضخم- عند أقل من 1% في تلك الدول للفترة من 2030 إلى 2050.
من جانبه، أفصح مالباس، قُبيل جلسته مع جورجييفا، أن البنك الدولي عدّل توقعاته للنمو العالمي لعام 2023، حيث رفعه بشكلٍ طفيف إلى 2%، مقارنةً بتوقعات بداية العام عند 1.7%.
ويعود ذلك بشكلٍ أساسي إلى تحسن التوقعات بشأن تعافي الصين من قيود الإغلاق التي فرضتها سياسة “صفر كورونا”، والمتوقع أن يسجل اقتصادها نمواً بنسبة 5.1%، كما أن أداء الاقتصادات المتقدمة، لاسيما الولايات المتحدة، “جاء أفضل قليلاً ممّا توقعناه في يناير”، على حد تعبيره.
ويُرتقب أن يصدر صندوق النقد توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي اليوم الثلاثاء، والتي تأتي عادةً أعلى من توقعات البنك الدولي، كونها تعتمد أسعار صرف وِفق القيمة الشرائية الحقيقية لعملة البلد، وليس أسعار الصرف في السوق التي يستند إليها البنك في توقعاته.
لكن رئيس البنك الدولي حذّر من أن اضطراباتٍ في القطاع المصرفي، وارتفاع أسعار النفط، قد تؤدي مرةً أُخرى إلى ضغط نزولي
كما أنه أشار إلى معاناة عدد من الاقتصادات النامية والناشئة من خروج التدفقات الرأسمالية بدل توجه الاستثمارات إليها.
ومن المنتظر أن تشهد اجتماعات الربيع ضغوطاً مشتركة من قِبل الصندوق والبنك الدوليين لتسوية مشكلات الديون المتفاقمة في الدول الفقيرة، حيث سيطرحان مقترحات جديدة للتصدي لعدد من أكبر عقبات عمليات إعادة هيكلة تلك الديون.