بلومبرج : ارتفاع عوائد سندات أميركا مدفوعة برهان زيادة الفائدة بنهاية العام
صعود أسهم البنوك بعد اجتياز المصارف الكبيرة اختبار الإجهاد السنوي
تلقت وول ستريت مزيداً من العلامات على أنَّ حرب الاحتياطي الفيدرالي ضد التضخم لا تحطم قوة الاقتصاد ، حتى الآن على الأقل ، وقد دفع المستثمرون عوائد سندات الخزانة إلى الارتفاع الشديد وسط الرهان على زيادة أخرى في أسعار الفائدة ، بحسب بلومبرج
وبيعت السندات بكثافة على مختلف نقاط منحنى العائد، وقد قفزت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين 15 نقطة أساس إلى 4.86%.
وتشير أسواق عقود المقايضة حالياً إلى احتمال بنسبة 50% لإقرار الاحتياطي الفيدرالي زيادة ثانية في أسعار الفائدة بنهاية العام. كما ارتفعت قيمة الدولار.
وسجل مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” ارتفاعاً معقولاً، مع مواجهة الأسهم قدراً كبيراً من عدم الاستقرار بينما يعدل المستثمرون مراكزهم الاستثمارية في نهاية ربع السنة.
وقادت أسهم البنوك مكاسب السوق بعد أن اجتازت المصارف الكبرى اختبار الإجهاد الذي يجريه الاحتياطي الفيدرالي حتى تمهد الطريق أمام توزيع السيولة النقدية.
وارتفع سهما “ويلز فارجو” و”جيه بي مورجان تشيس” بنسبة 3.5% على الأقل.
وتراجع أداء مؤشر “ناسداك 100” بعد تحليقه بنسبة 35% هذا العام، مدفوعاً بالضجة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
وقفز مؤشر “راسل 2000” للأسهم الصغيرة بنسبة 1.2%. وتقلب سعر سهم “نايكي” في نهاية الجلسة بسبب تقرير حول الأرباح.
وأظهرت أرقام طلبات إعانة البطالة وإجمالي الناتج المحلي التي صدرت يوم الخميس أنَّ اقتصاد الولايات المتحدة في وضع أفضل مما تصوّر الكثيرون في بداية عام 2023.
وبرغم أنَّ مؤشرات التضخم الرئيسية التي يراقبها الاحتياطي الفيدرالي مراقبة وثيقة قد تمت مراجعتها بالتخفيض قليلاً؛ لكنَّها ما زالت أعلى كثيراً من مستهدف البنك المركزي البالغ 2%.
وقالت كارول شليف، رئيسة شؤون الاستثمار في “بي إم أو فاميلي أوفيس : “إنَّ السوق تتعامل مع قوة الأرقام الاقتصادية الأخيرة من الناحيتين الإيجابية والسلبية. فالأرقام الاقتصادية القوية تعني أنَّ أداء الاقتصاد أكثر مرونة وقوة، غير أنَّها تشجع أيضاً الاحتياطي الفيدرالي على مواصلة زيادة أسعار الفائدة”.
وأشارت شليف إلى أنَّه من المعقول جداً أن يرفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في يوليو ، وربما مرة أخرى في سبتمبر ، خاصة إذا ظلت الأرقام الاقتصادية قوية، وإذا جاءت أرباح الربع الثاني أفضل من المتوقَّع.
وفي الواقع تتماشى رهانات السوق على أسعار الفائدة مع وجهة نظر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأنَّ رفع أسعار الفائدة مرتين على الأقل هذا العام قد يكون ضرورياً، وأنَّ اتخاذ إجراء في اجتماعات السياسة النقدية التالية ليس “مستبعداً”.
وبالنسبة إلى فواد رزاق زاده من “سيتي إندكس” و”فوركس دوت كوم”؛ فإنَّ واقع أنَّ الاقتصاد ما زال يتحدى التوقُّعات ينبغي أن يبقي الحمائم في بنك الاحتياطي الفيدرالي في حالة هدوء لبضعة أشهر أخرى على الأقل.
وأشار إلى أنَّ “احتمال بقاء أسعار الفائدة عند مستوى مرتفع لفترة أطول أمر يمكن أن يطارد المستثمرين في نهاية المطاف”.
وبعد صدور أرقام يوم الخميس، اشتد انعكاس منحنى العائد على سندات الخزانة الأميركية، مع ارتفاع عوائد السندات طويلة الأجل بأقل من عوائد السندات ذات الأجل القصير.
ومعنى ذلك أنَّ الاقتصاد ربما يبدو أقوى في الوقت الحالي، لكنَّ المستثمرين يتوقَّعون أن تؤدي زيادة سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى كبح النمو في المستقبل، مما قد يعزز خطر ركود الاقتصاد.
وبرغم كل هذا القلق من احتمال ركود الاقتصاد وارتفاع مستوى التضخم؛ فإنَّ مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” على وشك إنهاء النصف الأول من عام 2023 على ارتفاع يصل إلى 15%. كما تسلق المستثمرون أيضاً جداراً من القلق وسط انهيار بعض البنوك الإقليمية والمخاطر الجيوسياسية والجدل حول سقف الديون.
ويشير التاريخ إلى أنَّ الزخم الصعودي يمكن أن يستمر وفقاً لآدم تورنكويست، رئيس الاستراتيجية الفنية في شركة “إل بي إل فايننشال” ، وقد لاحظ أنَّه منذ عام 1950، إذا تحققت مكاسب للأسهم في النصف الأول بنسبة 10% أو أكثر؛ فإنَّها ترتفع في المتوسط بنسبة 7.7% في النصف الثاني، مع تحقيق نتائج إيجابية في 82% من الفترة الزمنية.
أضاف تورنكويست أنَّه برغم ما قد تتعرض له الأسهم من عراقيل على طول المسار؛ فإنَّ الخبر السعيد هو أنَّ نوبات الهبوط في النصف الثاني تميل إلى أن تكون ضحلة بعد أداء إيجابي في النصف الأول. بالإضافة إلى ذلك؛ فإنَّ تراجع الأسهم قد يمنح المستثمرين “فرصة شراء في هذه السوق الصاعدة الجديدة”.
وفي أثناء ذلك، يكثف المستثمرون الذين يبيعون على المكشوف رهاناتهم ضد كبريات شركات التكنولوجيا التي احتلت صدارة مكاسب السوق هذا العام، وهي علامة على أنَّ المستثمرين أصبحوا أكثر تشككاً في استمرار هذا الارتفاع الكبير.
وتقترب عمليات بيع الأسهم على المكشوف كنسبة مئوية من الأسهم المتاحة للتداول من أعلى مستوى لها في 12 شهراً على شركات “مايكروسوفت” و”تسلا” و”أمازون”، وفقاً للبيانات التي جمعتها “إس3 بارتنرز” (S3 Partners). وفي آخر 30 يوماً؛ عزز المستثمرون من المراكز الاستثمارية التي من شأنها أن تستفيد من هبوط سهم “أبل” لتصل قيمتها إلى حوالي مليار دولار.
وقال جون لينش، رئيس شؤون الاستثمار في شركة “كوميركا ويلث مانجمنت” قفزت أسهم الشركات الكبيرة وأسهم عمالقة التكنولوجيا إلى أعلى، مما يوفر درجة من الارتياح للمستثمرين. ومع ذلك؛ ما زلنا نشعر بالقلق من أنَّ هذه التحركات تتجاوز مجرد التفاؤل بشأن آفاق النمو في الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، وتعكس بدلاً من ذلك آمالاً مضللة في تغيّر اتجاه السياسة النقدية”.
ويتوقَّع لينش أن يظل بنك الاحتياطي الفيدرالي ثابتاً على موقفه من السياسية النقدية، مع ارتفاع أسعار الفائدة وتشديد معايير الائتمان، بما يؤثر سلباً على الاقتصاد للفترة المتبقية من العام.