محمد عبد العال يكتب .. من هم المستفيدون من مبادرة إحلال المركبات؟

مبادرة إحلال المركبات هى حلقة جديدة فى سلسلة مبادرات البنك المركزى المصرى التيسيرية ، والتى أطلقها مع بشائر العام الجديد ، حيث أتاح المركزى مبلغ 15 مليار جنيهاً ، عبر وحدات الجهاز المصرفي ، لمن يرغب من أصحاب السيارات التى تعمل بالبنزين بالإستغناء عنها والتحول لشراء سيارة جديدة بديلة تعمل بالغاز الطبيعى ، بشروط وقواعد معينة.

يتمتع القرض بفائدة هى الادنى حتى الآن فقط 3% نكرر 3% ، وعلى أقساط متساوية تصل الى عشر سنوات.

هذه المبادرة الذكية ، المحترمة ، ذات مزايا وفوائد متعددة ومترابطة ، وتحقق قيمة مضافة عالية للمستفيدين منها :

أولا بالنسبة للمواطنين : ستحقق لهم خفض تكلفة التمويل على الأقل بمتوسط 10% ، وأيضا خفض تكلفة الوقود بنحو 50% ، والمحصلة زيادة صافى الدخل الحقيقى للمواطن.

ثانيا بالنسبة لقطاع السيارات : سيرتفع معدل صناعة تجميع السيارات المحلية الداخلة فى نطاق تلك المبادرة ، كما ستخلق المبادرة قوة دفع جديدة فى نشاط تجارة السيارات.

ونتوقع حدوث بعض التقلبات السعرية فى العديد من أنواع السيارات ، وفقاً لظروف العرض والطلب.

ومن مؤدى هذا وذاك نتوقع زيادة أو عودة فرص العمل التى كانت توقفت فى هذا القطاع بسبب جائحة كورونا.

ثالثا بالنسبة للقطاع المصرفى : ستؤدى المبادرة إلى زيادة حجم وقيم قروض السيارات فى قطاع خدمات التجزئة ، خاصةً وأن قروض تلك المبادرة تتمتع ببعض التيسيرات والإعفاءات المصرفية ، مثل تمتعها بضمان شركة ضمان القروض ، كما أن العميل لا يخضع لمحدد نسبة القرض للدخل ، وهناك إعفاء من عمولة السداد المعجل ، كما أن البنك المركزى يتحمل تماما فارق الفائدة.

كل ذلك سوف يؤدى الى اتساع حدود الإقراض لهذا النشاط وزيادة الفرص للبنوك لتقديم الخدمات البنكية المشتقة والمتصلة ، وإمكانية التوسع فى الشمول المالى والتحول الإلكتروني.

رابعاً بالنسبة للدولة : مع توالى تنفيذ المبادرة وتكرارها وتوسع وزيادة أعداد السيارات التى ستتحول الى استخدام الغاز الطبيعى بدلا من البنزين ، ستنخفض فى المقابل فاتورة استيراد النفط الباهظة تدريجياً ، كما ستتوفر أرصدة النقد الأجنبي نسبياً المخصصة للسيارات التى كان يتم إستيرادها ، وسيتم التوسع فى تصنيعها أو تجميعها محلياً.

كل ذلك سيتيح وفرا فى استهلاك النقد الأجنبى ، يدعم الإحتياطي ويدعم سعر الصرف ، ويقلل من الحاجة للتوسع فى الإقتراض ويحسن من عجز الموازنة.

خامسا بالنسبة للبيئة : يؤدى استخدام الغاز تدريجيا بدلا من البنزين إلى تحسن معدلات التلوث البيئى بدرجة كبيرة ، وهو ما يؤثر إيجابياً على الصحة العامة ، وصحة المواطن ، ودرجة إنتاجيته وتكاليف علاجة ، ويشجع السياحة.

سادسا : من المتوقع أن يتم التخلص من السيارات المستبدلة وتحويلها إلى( خردة حديد ) ، وهى من أغلى أنواع السلع العالمية ، حيث تتحول الخردة إلى ( بليت ) ، وهو الخام اللازم لصناعة الحديد والصلب.

إنها فعلا مبادرة متعددة المزايا ، أتمنى أن يتم تطبيقها فى أقرب فرصة على التكتوك ، للتخلص من تلك الوسيلة غير الحضارية وإتاحة سيارات صغيرة لأصحاب تلك التكاتك.

بقى أن نقول إن المبادرة ليست فى حاجة الى إقامة معارض لشرح وعرض أبعادها ، لأن ذلك يتعارض شكلا وموضوعاً مع الإجراءات الإحترازية المطبقة لوقف انتشار فيروس كورونا ، ويمكن الإستعاضة عن ذلك بوسائل أخرى أفضل وأسرع وأكثر أمناً.

محمد عبد العال – الخبير المصرفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى