أشرف القاضى يكتب .. كتالوج توطين الصيرفة الخضراء في 4 كلمات

كشفت أزمة جائحة كورونا العالمية النقاب عن مصطلح جديد هام، وهو “الصيرفة الخضراء” ، والذي يعني ببساطة تعزيز الممارسات الصديقة للبيئة والمبادئ المصرفية في إطار إستراتيجية عامة للمحافظة على البيئة ومراعاة الأبعاد الإقتصادية والإجتماعية معًا لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية في حياة كريمة.

وعلي الرغم من أن العديد من البنوك المحلية والعالمية أثبتت ريادتها في مجال تمويل المشروعات الخضراء ، إلا أن محفظة التمويلات الخضراء لاتزال تحتاج لمزيد من تكاتف الجهود والدعم، وذلك راجع إلى حداثة مفهوم وتطبيقات “الصيرفة الخضراء” خاصة بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

الأمر يحتاج لتوطين كتالوج الصيرفة الخضراء، والذي يتلخص في 4 كلمات أساسية هي :

الإلتزام – بالممارسات المستدامة لحماية البيئة والحد من التأثيرات المناخية السلبية.
الإبتكار – للحلول المالية والمنتجات المصرفية التي تتماشى مع استراتيجية الصيرفة الخضراء مثل: الودائع الخضراء – التمويلات صديقة البيئة – بطاقات الإئتمان الخضراء – الحسابات الجارية وحسابات التوفير الخضراء ، والتي تصب في صالح ممارسات المسئولية المجتمعية.
المساندة – في تحقيق مبادئ العدالة والمساواة مثل: الحق في العمل ، والمساواة فيما بين الذكور والنساء.
تعزيز الوعي البيئي – عبر وسائل الإعلام المختلفة لنشر آليات ثقافة “الصيرفة الخضراء”.

وللبنوك دور أساسي في تمكين المؤسسات الإقتصادية وتعظيم دورها في تعزيز النمو الأخضر ، وذلك من خلال فتح آفاق إستثمارية جديدة أمام رجال الأعمال وتحفيزهم علي الإنتقال إلى تطبيق آليات الإقتصاد الأخضر ، مع مراعاة كاملة للمخاطر البيئية والتغيير المناخي والتقييم الفعلي للمشروعات من منظور إقتصادي واجتماعي وبيئي معا.

المنظور الإقتصادي يتمثل في دفع الإستثمارات في مجال الإبتكارات للحلول البنكية والمنتجات المالية الخضراء، ووضع آليات لتوسيع آفاق أعمالها سواء بآليات مصرفية أو غير مصرفية ، خاصة مجال التكنولوجيا الرقمية الحديثة،
الأمر الذي يساهم في تقليل حاجة البنوك لفروع جديدة باهظة التكلفة، ويساهم في التركيز على تحسين الخدمة للعملاء مما يساهم في زيادة ربحية البنوك وتعظيم حصصها السوقية.

المنظور الإجتماعي حيث باتت قدرة البنوك علي تدعيم مشروعات الصيرفة الخضراء ، لمضاعفة معدلات التنمية وخدمة المواطن في المقام الأول.

المنظور البيئي، حيث يساهم تفعيل “الصيرفة الخضراء” في عملية تقليل البصمة الكربونية والتي تنتج عن استخدامات الزيت أو البنزين ، مما يسبب انبعاثات منها ثاني أكسيد الكربون.

كذلك نشر ثقافة الترشيد في العديد من جوانب العمل المصرفي ، مثل خفض المعاملات الورقية، إتاحة الخدمات للعملاء عبر الآليات الرقمية بديلاً عن التوجه للفروع ، مما يتسبب في إهدار الوقت والمجهود ويوفر الطاقة المستخدمة، كذلك استبدال عملية دفع الفواتير والإلتزامات عبر الإنترنت بدلا من إرسالها بالبريد.

هذا وقد تم إنشاء العديد من التحالفات العالمية ، منها التحالف العالمي للخدمات المصرفية الأخلاقية ، الذي أقر بمبادئ “الصيرفة الخضراء” المستدامة ، والتي ترتكز علي تنمية المجتمعات والحوكمة الشفافة.
أشرف القاضى
رئيس مجلس إدارة المصرف المتحد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى