محمد عبد العال يكتب عن .. النقود البلاستيكية

هل ستحل النقود البلاستيكية محل النقود الورقية التقليدية ؟ ، وهل يمكن القول أن النقود البلاستيكية هي المستقبل؟‏

نعم إلى حد كبير ، ولكن لن يتم ذلك في لحظة أو بمجرد جرة قلم ، ولكن سيحتاج الانتقال الكامل من فئات النقود الورقية إلى النقود البلاستيكية فترة زمنية قد تطول إلى سنوات، فعلى مر السنين ‏كانت النقود أو النقد تصنع من مواد مختلفة تتوافق و تتناسب مع المناخ السائد والظروف البيئية و الثقافية و المستوى الاقتصادي والاجتماعي والحضاري فضلا عن مدى تطور التكنولوجيا والإمكانيات المادية والموارد المتاحة ، فكانت هناك الجلود ، ثم الأصواف ، والمعادن بأنواعها والورق القطني … وأخيرا البلاستيك ، ‏فهناك الآن أكثر من 30 دولة يتم فيها تداول النقود البلاستيكية منذ بدأت أستراليا في عام 1988 في استخدامها.

والنقود البلاستيكية تشبه النقود الورقية تمام ولكن ليس كما يتصور الكثير منها أنها مصنوعة من مادة البلاستيك ، ولكنها ‏اشتهرت بهذا المسمى لأنه يدخل في صنعها بشكل رئيسي مادة (البوليمير ) تلك المادة التي أضافت على أوراق النقد الجديدة لفظ النقود البلاستيكية ،  وفى ذات الوقت صبغت عليها العديد من الميزات التي منحتها قيم ومميزات اكبر  ، مميزات جذبت انتباه البنك المركزي المصري وجعلته مهتماً بالتخطيط لاستخدام  النقود البلاستيكية .

فما هي مميزات تلك النقود البلاستيكية ؟

‏النقود البلاستيكية الجديدة تشبه تماما النقود القديمة ولكن تتميز عنها كما سبق القول التي باستخدام مادة ( البوليمير ) وهذا يجعلها أقوى في التحمل ، وأفضل في الاستخدام ، وعمرها الافتراضي يصل إلى 4 أضعاف العملات الورقية ، كما تتمتع بمواصفات أمنية عالية ترفع من ثقة المتعاملين فيها وذلك لطبيعة التقنيات المعتمدة في صناعة تلك الأوراق ،‏وصعوبة ‏تزيفها او تقليدها ، ‏ومقاومته الأوساخ والماء والرطوبة ‏و تتوافق مع المتطلبات الصحية فلا تنقل الفيروسات ، وهي أكثر سهولة في العد والفرز .

لم تكن تلك المبررات والمميزات هي الأساس أو العامل الحاسم في قرار البنك المركزي بالبدء في استخدام وإصدار النقود البلاستيكية ولكن في تصوري كان العامل الأهم هو توفر الإمكانيات الفنية والتكنولوجية ، وهو ما توفر بالتوازي مع الانتهاء من بناء دار طباعة النقد الجديدة في العاصمة الإدارية الجديدة ، التي ستكون بحق وفقاً لتصريحات قيادات البنك المركزي المصري من اكبر دور طباعة النقد في الشرق الأوسط والعالم ، حيث  ستضم أحدث مركز لإعداد وإدارة الكاش ، ومن المتوقع في وقت لاحق قريب جدا ، إصدار أول نسخة من العملة البلاستيكية من فئة العشر جنيهات ، ووضعها في التداول ، ومن الجدير بالذكر ، انه لن يتم سحب النقود القديمة من فئة العشر جنيهات من التداول واستبدالها بالبلاستيكية الجديدة ،المصنوعة من مادة البوليمير ولكن سيتم تداولهما معاً ، بمعنى انه لن يتم استبدال الجديدة بالقديمة ، كما يسعى البنك المركزي ودار طباعة النقد إلى إحداث نقلة نوعية في إصدارات النقد باستخدام  النقود البلاستيكية ، وتعميم استخدامها على فئات نقد أخرى بالتدريج وبعد قياس رضا المستخدمين لتلك الأوراق الجديدةً.

في تصوري إن أوراق النقد البوليمرية سوف تحظى بالتفضيل الأكبر لدى المصريين وان استخدامها سيكون أيضا أمرا محفزاً للسياح  الزائرين لمصر لزيادة إقبالهم على تحويل عملاتهم الأجنبية إلى فئات النقد الجديدة البعيدة عن التلوث.

محمد عبد العال – الخبير المصرفي والإقتصادي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى