دكتور زكريا صلاح يكتب عن .. القطاع المصرفي و”قادرون باختلاف”
يقدر عدد المواطنين تحت فئة “ذوى الهمم” أو “متحدى الإعاقة ” او “القادرون باختلاف ” حوالي 15 مليون نسمة ، وهو عدد كبير ، الأمر الذي من أجله أصدر البنك المركزي المصري بتاريخ 30 سبتمبر 2021 تعليمات للبنوك خاصة بتيسير حصول هذه الفئة على الخدمات والمنتجات المصرفية.
وقد بدأت التعليمات بتعريف هذه الفئة من جمهور العملاء ، وأنه يتعين على كل بنك التأكد من شمول سياساته والنظم والإجراءات المعمول بها إدراج ذوى الإعاقة ضمن فئات العملاء ، والأخذ في الاعتبار المتطلبات الخاصة بهم عند تصميم المنتجات والخدمات المصرفية ، وإضافة تعريف لهذه الفئة بقواعد بيانات البنك ، وأنه تطبيقاً لمبدأ العدالة والانصاف يحظر على البنوك استبعاد أو تقييد العملاء من هذه الفئة من الوصول الى الخدمات المصرفية بسبب يتعلق بإعاقته ، واستخدام الحروف والأرقام البارزة لتمكينهم من تمييز نوع الخدمة المصرفية وكيفية استخدامها ، ومساعدتهم في اختيار الخدمة الملائمة لاحتياجاتهم ، وإمكانية استخدام البصمة والختم في المعاملات ، واستخدام طريقة برايل في طباعة المستندات.
كما تم النص في تلك التعليمات على إمكانية استعانة العملاء من هذه الفئة بمساعد من موظفي الفرع ، بالإضافة إلى الشهود في حال طلب العميل ذلك، وأن تكون عقود فتح الحسابات ونماذج طلب منتجات وخدمات البنك واضحة وغير معقدة.
كما تضمنت أيضا إتاحة البيانات والمعلومات مصحوبة بالقراءة الصوتية ولغة الإشارة ، وتوثيق العمليات المصرفية بالصوت والصورة ، وتجهيز 10% من فروع البنوك القائمة كحد أدنى موزعة على كافة المحافظات لاستقبالهم ، بحيث تكون مجهزة بالتجهيزات المناسبة الخاصة بهم ، وكذلك إتاحة 10% من إجمالي ماكينات الصراف الآلي وفقا لطريقة برايل ، وعرض الخدمات على شاشات الفروع بلغة الإشارة ، وإمكانية إجراء الزيارات المنزلية لهم من قبل موظفي البنوك لإنهاء العمليات المصرفية ، وتدريب وإعداد الكوادر المصرفية المتخصصة للتواصل الفعال مع هذه الفئة كالتدريب على لغة الإشارة.
تعليمات المركزي تضمنت أيضا توفير المنشورات والإشعارات البنكية وكشوف الحسابات بلغة برايل أو على شكل أسطوانات صوتية CD، بجانب إتاحة جميع المعلومات عن منتجات وخدمات البنك على الموقع الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي ، مصحوبة بالقراءة الصوتية لذوي الإعاقة البصرية، ومصحوبة بلغة الإشارة لذوي الإعاقة السمعية.
وقد بدأت البنوك في الإعداد لتنفيذ تعليمات البنك المركزي المصري، حيث أعطى البنك المركزي لها فرصة عام للانتهاء من تنفيذ كافة التعليمات.
يدرك القطاع المصرفي المصري دوره ومسئوليته أمام مختلف فئات المجتمع ، رغبة في التسهيل ، وإتاحة الخدمات والمنتجات المصرفية ، دون حرمان فئة معينة منها ، ويسعى دائما للتعرف على الاحتياجات المختلفة للعملاء على مستوى مختلف الفئات.
ويوجه البنك المركزي القطاع لتحقيق ذلك بالكفاءة والفاعلية المناسبة ، وخلال عام من تاريخ التعليمات سيشهد ذوو الهمم مساحة مناسبة لهم للتعامل مع القطاع المصرفي ، ولكن يجب البدء من الأن في التوعية لهذه الفئة بالبنوك والخدمات والمنتجات التي تؤديها ، وتهيئتهم للتعامل مع ذلك.
ويمكن أن يكون للمعهد المصرفي دور في ذلك من خلال تقديم بعض البرامج المصرفية بلغة الإشارة ، أو القراءة الصوتية ، وأن يعلن عن حجم المتدربين من ذوى الهمم الذين حضروا مثل هذه البرامج.