محمد عبد العال يكتب عن : تمديد الإعفاء لتركز أكبر 50 عميلا

قرر البنك المركزي المصري تجديد إعفاء البنوك من تطبيق الحدود الإضافية الخاصة بترجيح مخاطر تركز أكبر 50 عميلا عند احتساب معيار كفاية رأس المال ، في خطوة جديدة ومهمة تعكس سعى البنك المركزي المتواصل ، لدعم وحدات القطاع المصرفي في مرحلة ما بعد مواجهة تداعيات الأزمة العالمية كوفيد19 ، واستمرارها بخلق متحورات جديدة آخرها “أوميكرون” ، ولذلك يقوم صانع السياسة النقدية بمراجعة وتحديث وتمديد مبادراته  التي سبق أن أصدرها ، بغرض التخفيف على البنوك والعملاء.

لكن ماذا يعنى هذا القرار الجديد ؟

معيار كفاية رأس المال، ببساطة ، هو نسبة رأس مال البنك إلى أصوله المرجحة بالمخاطر المختلفة ، ومن ثم هو أداة لقياس مدى قدرة البنك على مقابلة التزاماته ، ومواجهة أية خسائر قد تحدث في المستقبل.

وُيلزم البنك المركزي المصري البنوك العاملة بالسوق المصرية ، حالياً ، بالاحتفاظ بحد أدنى لمعدل كفاية رأس المال يبلغ 12.5 % ، وهو ما يعنى أن كل تمويل أو قرض يمنحه البنك لأي عميل يجب أن  يقابله أو يدعمه أو يخصص له نسبة ترجيح 100% من معدل كفاية رأس المال ، للمساهمة في تغطية مخاطره المحتملة.

وتحفظا وحيطة طالب المركزي أن يتم “توزين” العملاء المدرجين في قائمة تركز أكبر خمسين عميل ، عند احتساب معدل كفاية رأس المال لهم ، بنسبة ترجيح مخاطر أكبر تصل إلى 200% ، في حال تجاوز النسبة 50% ، وفى حالة تجاوز النسبة 70% يتم تكوين أوزان مخاطر تصل إلى 300%.

بالطبع كان هذا الإجراء التحوطي ضد مخاطر التركز -كان – يحد من قدرة بعض البنوك على التوسع في منح الائتمان ، بسبب أن ذلك قد يُسرع في إمكانية تجاوزها حد معدل كفاية رأس المال المعتمد ، وتكون البنوك مجبرة على تقليص نشاطها الائتماني ، أو زيادة رأس المال.

بقرار المركزي يكون قد مدد ( عملية وقف  التميز ) في نسب ترجيح المخاطر بين العملاء العاديين ، والعملاء المدرجين في قائمة أكبر خمسين عميلا ، أي أن جميع العملاء سيتم ترجيح مخاطرهم بنسبة 100% فقط من معيار كفاية رأس المال.

وتشير التقديرات إلى أن هذا الإجراء “المرن” قد يوفر للبنوك ، كلٍ وفقا لحجم رأسماله وتوزيع نسب التجاوز في قائمة أكبر خمسين عميلا ، ما متوسطه من 1 إلى 2% من معدل كفاية رأس المال ، وهو ما يُزيد من قدرة رأسمال البنوك على مواجهة أية صدمات اقتصادية قد تنشأ نتيجة الظروف الحالية ، وما يتبعها من ضرورة مساندة الشركات ، من خلال إتاحة قروض جديدة لها أو تأجيل الاستحقاقات القائمة ، وفقاً وتنفيذاً لمبادرات البنك المركزي الأخيرة لدعم القطاعات والأنشطة الاقتصادية.

محمد عبد العال

خبير مصرفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى